عاجل| مستقبل الأمن القومي.. هل تمثل مهام اللواء عباس كامل بداية مرحلة جديدة؟
برزت تساؤلات المواطنين خلال الساعات الماضية حول طبيعة مهام اللواء عباس كامل بعد صدور قرِار جمهوري بتعيينه مستشارا لرئيس الجمهورية منسقا عاما للأجهزة الأمنية والمبعوث الخاص للرئيس.
منصب المعبوث الخاص للرئيس لم يكن مستحدثا بل كان حاضرا في سبعينيات القرن الماضي مع الرئيس محمد أنور السادات، وتحديدًا مع مستشار الأمن القومي محمد حافظ إسماعيل في العام 1971.
وبصفة عامة، فإن حافظ إسماعيل واللواء عباس كامل هما شخصيتان بارزتان في تاريخ الأمن القومي المصري، ولكل منهما دوره الفريد في فترته الزمنية.
من هو الفريق محمد حافظ إسماعيل؟
عُيّن مستشارًا للأمن القومي من قبل الرئيس أنور السادات في سبتمبر 1971.
شغل مناصب دبلوماسية وعسكرية متعددة، بما في ذلك سفير مصر لدى فرنسا والاتحاد السوفيتي.
كان له دور كبير في التحضير لحرب أكتوبر 1973، ثم المباحثات التي توجت بمعاهدة السلام في العام 1979.
من هو اللواء عباس كامل؟
عُيّن مستشارًا لرئيس الجمهورية ومنسقًا عامًا للأجهزة الأمنية من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي في أكتوبر 2024.
شغل منصب رئيس المخابرات العامة المصرية منذ يناير 2018 حتى أكتوبر 2024.
شغل منصب مدير مكتب القائم العام للقوات المسلحة عام 2012، ثم مديرًا لمكتب رئيس الجمهورية من عام 2014 وحتى تعيينه رئيسًا لجهاز المخابرات العامة.
السياق الأمني والتحديات
في فترة السبعينيات، كانت مصر تواجه تحديات كبيرة تتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي، وكانت حرب أكتوبر 1973 نقطة تحول كبيرة في تاريخ المنطقة.
في الوقت الحالي، تواجه مصر تحديات أمنية متعددة تشمل الإرهاب، والمخططات التخريبية ناهيك الصراعات الإقليمية في ليبيا والسودان، وتأثيرات الحرب في غزة، بالإضافة إلى ذلك، هناك تهديدات أمنية بحرية في البحر الأحمر تؤثر على قناة السويس والاقتصاد المصري.
مهام منصب المنسق العام للأجهزة الأمنية
بينما منصب المنسق العام للأجهزة الأمنية الذي كلف بتوليه أمس اللواء عباس كامل قد استحدثته الولايات المتحدة الأمريكية بعد هجمات 11 سبتمبر في العام 2001، بعدما أدركت الحاجة الملحة لإعادة هيكلة بنيتها الأمنية، بهدف تحسين تبادل المعلومات، وتعزيز التعاون بين الوكالات، وتبسيط عملية اتخاذ القرارات في مواجهة التهديدات الإرهابية المتزايدة.
ففي 8 أكتوبر 2001، قررت إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش إنشاء هذا المنصب الجديد حيث تم تعيين "توم ريدج" للإشراف على استراتيجية وطنية شاملة وتنسيق عمل ومهام جميع الأجهزة الأمنية المعنية لحماية الولايات المتحدة من الإرهاب وتنسيق الاستجابة والرد على أي هجمات محتملة ومستقبلية.
خلف ريدج مايكل شيرتوف وعدة آخرين، ركز كل منهم على جوانب مختلفة من الأمن القومي، بما في ذلك الأمن السيبراني وأمن الحدود. ولقد تطور الدور ليشمل مجموعة واسعة من المسؤوليات التي تهدف إلى حماية الولايات المتحدة من التهديدات المتنوعة.
وفي الوقت الحالي تشهد مصر تحديات استراتيجية على مختلف الاتجاهات سواء في الشرق أو الغرب أو تحديات في الجنوب أو فيما يخص الاتجاه الشمالي ومنطقة شرق المتوسط، لذلك رأت القيادة السياسية ضرورة استحداث منصب المنسق العام للأجهزة الأمنية للتنسيق بينها للحفاظ على الأمن القومي المصري.