بسبب الإنترنت والسوشيال.. الشباب الأمريكي أكثر اكتئابا وعرضة للانتحار
أفاد بحث نُشر في مجلة علم النفس غير الطبيعي، بأن عددًا أكبر من الشباب الأمريكي يعاني من ضائقة نفسية خطيرة، والاكتئاب الشديد، مقارنة بالأجيال الأكبر سناً.
وأوضح أن الزيادة في الضغط النفسي ترجع جزئيًا إلى زيادة استخدام الاتصالات الإلكترونية والوسائط الرقمية حيث إنها تغير طريقة تفاعلنا مع من حولنا، مما يؤثر بشكل أكبر على اضطرابات المزاج.. يكون للوسائط الاجتماعية تأثير أكبر بكثير على المراهقين من الأجيال السابقة التي عاشت ما وراء حدود العصر الرقمي.
كما أفاد الباحثون بأن المراهقين لا ينامون مثلما كان أقرانهم من الأجيال السابقة، لأنهم يميلون إلى أن يكونوا مدمنين على الشاشة في وقت متأخر من الليل، الأمر الذي لا يبقهم مستيقظين فقط إلى وقت متأخر ولكن أيضًا يعطل دورات النوم لديهم.
فقد حلل الباحثون بيانات ما يقرب من مليون شخص شملهم الاستطلاع في المسح الوطني حول تعاطي المخدرات والصحة، والذي ينتج بيانات عن التبغ والكحول وتعاطي المخدرات، وكذلك الصحة العقلية وغيرها من القضايا المتعلقة بالصحة.
بين عامي 2005 - 2017، وجدوا أن مشاكل الصحة العقلية زادت بين المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عامًا، وكذلك الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عامًا مقارنة بالأجيال الأكبر سناً. وخلال هذا الإطار الزمني، ارتفع معدل المراهقين الذين يبلغون عن أعراض تتفق مع الاكتئاب الشديد خلال العام السابق بنسبة 52%، حيث قفز من أقل قليلا من 9% إلى 13.2%.
زاد عدد البالغين الصغار الذين يبلغون عن اضطرابات نفسية خطيرة بنسبة 71%، بينما ارتفع معدل الشباب الذين لديهم أفكار أو ميول انتحارية بنسبة 47%. وفي الوقت نفسه، لم يسجلوا أي زيادة في كبار السن خلال نفس الفترة الزمنية. في الواقع، يعاني البالغون الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا من انخفاض طفيف في التوتر النفسي.
وقال "جان توينجي"، معد البحث، في بيان صحفي: "الاتجاهات الثقافية في السنوات العشر الماضية ربما يكون لها تأثير أكبر على اضطرابات المزاج والنتائج المتعلقة بالانتحار بين الأجيال الشابة مقارنة بالأجيال الأكبر سنا"، مضيفا أن أكبر زيادة في قضايا الصحة العقلية كانت بعد عام 2011. في هذا الوقت تقريبًا، وصل استخدام المواد الأفيونية إلى ذروته في الولايات المتحدة عندما أعلنت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن الجرعات الزائدة كانت في "مستويات وبائية".
وأضاف توينجي: "تعرض عدد أكبر من المراهقين والشباب الأمريكيين في أواخر عام 2010، مقارنة بمنتصف الألفية الثانية، لضغوط نفسية خطيرة، والاكتئاب الشديد أو الأفكار الانتحارية، ومحاولات الانتحار أكثر"، وتابع: "هذه الاتجاهات ضعيفة أو غير موجودة بين البالغين (26 عامًا أو أكثر)، مما يشير إلى حدوث تحول بين الأجيال في اضطرابات المزاج بدلا من الزيادة الشاملة في جميع الأعمار".