الرئيس التنفيذي لـ"أفيفا": مصر سوق ذات إمكانات هائلة في الطاقة والابتكار
صرح الرئيس التنفيذي لمجموعة أفيفا، كاسبر هيرزبرج، الثلاثاء، بأن مصر سوق تتمتع بإمكانات هائلة، بالنظر إلى تعدادها السكاني الكبير ومواهبها الإبداعية.
أضاف هيرزبيرج في تصريحات له على هامش فعاليات معرض ومؤتمر أفيفا وورلد 2024، أحد أكبر المؤتمرات التقنية في العالم، والذي انطلقت فعالياته يوم الاثنين، أن الدولة لديها إرث كبير في البنية التحتية الرقمية، مشيدًا بالتقدم الكبير الذي تحقق خلال السنوات العشر الماضية وفقا لرويترز.
يجمع مؤتمر أفيفا وورلد بين الشركات الصناعية الرائدة من مختلف أنحاء العالم لاستكشاف كيفية إحداث التأثير باستخدام أحدث التقنيات. ويحضر الحدث كبار المسؤولين التنفيذيين من المجالات الصناعية الرئيسية، بما في ذلك الطاقة والمواد الكيميائية والمعادن والأغذية والمشروبات.
وأضاف كاسبر: "على مدار السنوات الخمس الماضية، بذلت مصر جهودًا ضخمة في ربط الأصول وتحليل المعلومات منها، خاصة في نطاق وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة وأحدث محطات تحلية المياه التي أنشأتها الدولة مؤخرًا، وهناك كم حقيقي في الرقمنة في مصر".
وأشار إلى أن الحكومة المصرية بذلت جهودًا كبيرة لتوفير المياه والكهرباء لعدد سكانها الضخم الذي يتجاوز 106 ملايين نسمة، وهو ما يجعلها سوقًا جاذبة لمقدمي البرمجيات أو أي مستثمر، للشركات العالمية والمحلية على حد سواء.
وأشار أيضًا إلى أن الحكومة المصرية تعمل على زيادة الاستثمارات وتابع كاسبر "لقد شهدت مصر صعودا وهبوطا على مدى العقدين الماضيين، ولكنني أعتقد أن الابتكار في مصر هو مستقبل البلاد الذي سيمكنها من النمو وأيضا للشركات التي لديها خطط للنمو في السوق المحلية".
وتعاونت مجموعة أفيفا مع وزارتي الكهرباء والبترول في مصر، إلى جانب شركات أخرى في قطاع الطاقة في مجال إدارة البيانات وتحليلها.
الجدير بالذكر ان أفيفا هي شركة مقرها المملكة المتحدة تركز على البرمجيات الصناعية.
تتيح منصة السحابة الصناعية الآمنة والتطبيقات الخاصة بالشركة للشركات الاستفادة من قوة معلوماتها وتحسين التعاون مع العملاء والموردين والشركاء وتتعاون الشركة مع أكثر من 20 ألف شركة في أكثر من 100 دولة حول العالم، وخاصة فيما يتعلق بالرؤى والبيانات المدعمة بالذكاء الاصطناعي.
في اليوم الثاني من الحدث، استعرضت شركة أفيفا حلولها ورؤيتها حول كيفية مساهمة الذكاء الاصطناعي والمجتمعات المتصلة رقميًا في تسريع الكفاءة والمرونة والاستدامة من خلال بناء أنظمة معلومات متصلة. ويشارك في الحدث أكثر من 3500 من المسؤولين التنفيذيين والخبراء في الصناعة.
وفي مؤتمر صحفي، ناقشت "الأهرام أونلاين" مع كاسبر، كيف أثرت التوترات العالمية والإقليمية على جهود التحول الرقمي، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط والدول النامية، بما في ذلك مصر.
وفي هذا الصدد، قال كاسبر إن هناك جهودًا كبيرة ومتقدمة وثورية في مجال التحول الرقمي في المنطقة.
وأوضح كاسبر "أن ما لم تتقدم فيه المنطقة الآن هو التعاون الإقليمي، سواء كان ذلك في مجال تبادل الموارد الرقمية أو أي نوع من تدفقات المعلومات، فمعظم الجهود تكون دائمًا داخل البلدان، وفي كثير من الأحيان حتى داخل البلد الواحد، دعنا نقول، أعلاه ستكون هناك جهود مجزأة".
وأضاف "وفي النهاية، أعتقد أنه ثبت أن هناك علاقة بين التكامل الاقتصادي والازدهار والتكامل السياسي والازدهار. وهناك أيضًا علاقة مفادها أنه إذا خرجت من سوق مشتركة، فإن ذلك يؤدي إلى انحدار اقتصادي بعد ذلك".
وفي هذا الصدد، أكد كاسبر أن المنطقة يمكن أن تعمل بشكل أفضل بكثير، وخاصة في مجال تبادل المعلومات وإنشاء البروتوكولات، أو الأطر الإقليمية التي تسمح لاقتصاداتها بالقيام بذلك.
أوضح كاسبار، "هذا صحيح أيضًا بالنسبة لأفريقيا. وثانيًا، بالطبع، للتركيز على التحديات المشتركة، تعد المنطقة واحدة من أكثر المناطق ارتفاعًا في درجات الحرارة، والتي كانت ترتفع بشكل جنوني خلال العامين الماضيين. هذه حقيقة، لذا سيكون من الجيد أن يعيد الجميع تركيز انتباههم على التحديات الأكثر استراتيجية التي نواجهها، بعيدًا عن بعض التحديات الأكثر شيوعًا، ولكن داخل البلدان، هناك الكثير من التنمية".
الشراكات الاستراتيجية
وخلال الحدث، أعلنت أفيفا عن شراكات استراتيجية جديدة كما اكدت مجددًا على التزامها بأن تصبح أول شركة ليثيوم في العالم ذات بصمة محايدة للكربون من خلال تكنولوجيا الليثيوم الرائدة.
ستركز الشراكات الجديدة على مشروع الهندسة التابع للأخيرة والذي تبلغ قيمته 1.5 مليار يورو في وادي الراين العلوي في ألمانيا، حيث توفر أفيفا العمود الفقري الرقمي للمشروع.
ويدعم هذا التعاون التزام الشركتين بدفع عجلة التحول الرقمي والاستدامة طوال دورة حياة الأصول الصناعية.
تهدف شركة أفيفا إلى إزالة الكربون من إنتاج الليثيوم من خلال تطوير أول شركة في العالم لإنتاج المواد الكيميائية الليثيوم والطاقة المتجددة مع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الصافية الصفرية.
وتسعى شراكة أفيفا الجديدة إلى تطوير تطبيق الحوسبة الكمومية في القطاع الصناعي. ومن المتوقع أن تساعد الحوسبة الكمومية، رغم أنها لا تزال في بداياتها، العملاء على توفير الوقت والمال وتقليل استهلاك الطاقة.
ومن المتوقع أن توفر الحوسبة الحكومية تسريعًا هائلًا مقارنة بالتقنيات الكلاسيكية وتوليد تخفيضات في التكلفة واستهلاك الطاقة، بما في ذلك نماذج اللغات الكبيرة والذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة.
وعلق في ختام تصريحات بالقول: "نسمع غالبًا عبارة "الوقت هو المال"، ولكن اليوم، هناك نموذج جديد: الوقت هو الاستدامة إن أزمة المناخ تحث الصناعات على تسريع رحلتها نحو الصفر الصافي. وكلما أسرعنا في الابتكار من أجل عالم أفضل، كان ذلك أفضل. إن الحوسبة الكمومية هي عامل تغيير في السرعة والكفاءة والدقة. أنا مقتنع بأن التكنولوجيا الكمومية ستفتح المجال أمام ابتكارات أسرع وأكثر استدامة في الصناعات"، هذا ما أعلنه كاسبار أثناء الإعلان عن الشراكة التكنولوجية مع شركات كبرى مثل OQC العالمية.
من جانبه، أشار جيرالد مولالي، الرئيس التنفيذي لشركة OQC، إلى أن الحوسبة الكمومية ستحدث ثورة في كل قطاع من خلال معالجة المعلومات بشكل أسرع وأكثر دقة.
وأضاف مولالي: "من خلال قدرات OQC، أصبحت الحوسبة الكمية الآن بمثابة أصل ملموس يمكن الوصول إليه للشركات، مثل AVEVA، للاستفادة منه في إجراء التجارب. ونحن نتطلع إلى إطلاق العنان لإمكاناتها لعملائها".