مع استمرار التنافس مع الصين.. هل تستخلص واشنطن الدروس من الهجمات الصاروخية الإيرانية؟
شهدت الأسلحة الصينية طفرة كبيرة في السنوات الأخيرة، اعترف بها العالم على أنها من بين الأكثر تطورًا في عالم الدفاع بما في ذلك الرؤوس الحربية القادرة على المناورة والتوجيه الدقيق ووفقًا لصحيفة ساوث تشاينا مورننج بوست علق محللون على إطلاق الصواريخ الإيرانية هذا الشهر على إسرائيل، بعد هجوم مماثل واسع النطاق في أبريل، ما أظهر قيمة، وكذلك أوجه القصور، في الدفاعات الصاروخية للولايات المتحدة وحلفائها في صراع محتمل في منطقة المحيطين الهندي والهادئ مع الصين.
ورغم أن الاختلافات بين السيناريوهين تحد من الدروس التي يمكن تعلمها، فإن ما يقرب من 400 صاروخ من أنواع مختلفة أطلقتها إيران على إسرائيل هذا العام تقدم للولايات المتحدة والصين فكرة عن ما ينجح وما لا ينجح.
بالنسبة لواشنطن، فإن الدرس الرئيسي الذي يمكن تعلمه من هجمات إيران في الأول من أكتوبر، والتي كانت أكبر عينة حتى الآن من الصواريخ الباليستية التي أطلقت ضد الدفاعات الحديثة، قد يكون أن صواريخ بكين سيكون من الصعب اعتراضها مقارنة بالصواريخ الإيرانية، وأن القدرة على الرد ستكون ضرورية لردع أي هجوم شامل، بحسب كولين كوه من كلية إس راجاراتنام للدراسات الدولية في سنغافورة.
وقال كوه "إذا نظرنا من خلال عدسات الردع فقط، لم يعد بوسعنا أن نعلق الآمال على الردع من خلال الإنكار فقط؛ أي الأمل في أن تتمكن الدفاعات الفعالة من إضعاف فعالية الضربات الصاروخية" مضيفًا: "ربما يتعين أن يصبح الردع بالعقاب أمرًا طبيعيًا في المستقبل".
وحتى هذه اللحظة لا يوجد تهديد وشيك بصراع صاروخي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، فالمسافات التي تمتد إلى آلاف الكيلومترات أكبر من تلك الموجودة في الشرق الأوسط.
لكن اللافت في تقييم الخبراء هو أن الأسلحة الصينية أكثر تطورًا، بما في ذلك الرؤوس الحربية القادرة على المناورة والتوجيه الدقيق. كما أن المناطق المستهدفة متناثرة في مختلف أنحاء المنطقة، الأمر الذي يجعل شن هجوم مكثف أكثر صعوبة.
وأطلقت القوات المسلحة الصينية جولة جديدة من المناورات الحربية بالقرب من تايوان يوم الاثنين، قائلة إنها بمثابة تحذير "للأعمال الانفصالية لقوى استقلال تايوان". وقال مصدر أمني تايواني إنه لا توجد حتى الآن أي مؤشرات على إطلاق أي صواريخ.
وقد طورت الولايات المتحدة ونشرت أسلحة جديدة في المنطقة هذا العام لمواجهة الصين، بما في ذلك صاروخ جو-جو AIM-174B وبطارية صواريخ تايفون الأرضية في الفلبين، والتي يمكنها إطلاق صواريخ SM-6 وتوماهوك.
من ناحية أخرى، فإن مجرد الحصول على معلومات أفضل حول كيفية أداء الأنظمة الهجومية والدفاعية بعد هجمات الصواريخ الإيرانية، والتي تم اعتراض العديد منها، قد يقلل من فرصة الصراع، كما يقول أنكيت باندا من مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي ومقرها الولايات المتحدة.
وقال باندا "إن أي قوة عسكرية تخطط لشن ضربات صاروخية بعيدة المدى سوف تحتاج إلى التخطيط حول التأثيرات المحتملة للدفاعات الصاروخية".
وأشار الخبير إلى أن ه "وبالطبع، في غياب الوضوح بشأن مدى الأداء الجيد لنظام دفاع صاروخي معين، فإن هذا قد يؤدي إلى تصعيد هائل".
وقالت الصحيفة إن الدفاعات الجوية والصاروخية الإسرائيلية المتعددة الطبقات، بدءًا من أنظمة "حيتس" بعيدة المدى إلى درع القبة الحديدية المخصصة للتعامل مع التهديدات الأبطأ والأقل تعقيدًا، مصممة خصيصًا لتتناسب مع التهديدات التي تواجهها: الصواريخ الباليستية الموجهة من قوى مثل إيران المختلطة بالصواريخ غير الموجهة التي تطلق من فوق حدود إسرائيل مباشرة.
وتختلف الصورة كثيرا في منطقة المحيطين الهندي والهادئ بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها، الذين يستخدمون صواريخ باتريوت التي تصنعها شركة لوكهيد مارتن ورايثيون، وأنظمة ثاد، وأنظمة إيجيس البحرية للدفاع الصاروخي.