حماس وفتح تبحثان في القاهرة خطط ما بعد حكومة غزة
أكد رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالخارج خالد مشعل، مساء الأربعاء، أن حركته تسعى إلى تقريب مواقفها مع حركة "فتح" ثم الذهاب إلى بحث مصير قطاع غزة بعد انتهاء الحرب التي تشنها إسرائيل منذ أكثر من عام.
وقال مشعل، في مقابلة مع "التلفزيون العربي" القطري "العدو كان يطرح أنه هو مَن سيحكم غزة، ثم أدركوا أن ذلك مجرد نزوة"، حسب ما نقله الموقع الإلكتروني لـ"حماس".
وتابع "ومن تجربتهم خرج منها (رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل) شارون صاغرا (من غزة عام 2005).. وسيخرج الاحتلال من تل أبيب بإذن الله، فهذه أرضنا وليست أرضهم".
وأردف "ثم قالوا (الإسرائيليون) إننا نريد أن نصنع إدارة (في غزة)، والحديث عن قوات عربية وقوات دولية، وكانوا رافضين السلطة (الوطنية الفلسطينية)، ثم جاء الأميركان وقالوا ممكن سلطة متجددة، إلى أن أدركوا أنه لا بد من تفاهم بين مجمل القوى الفلسطينية".
واستطرد "والمصريون مشكورين (قالوا) تعالوا ندرس ما هو الشكل، وطرحوا عدة خيارات ووافقت حماس على حكومة وفاق وطني تشمل غزة والضفة (لإنهاء الانقسام القائم منذ 2007)، وبالتالي تدير الوضع الفلسطيني في غزة والضفة".
وعن شكل هذه الحكومة، قال مشعل إنها تتألف من "وزراء تكنوقراط من الشخصيات ذات الكفاءة بتوافق القوى الفلسطينية".
واستدرك "لكن بعض الأطراف لم تقبل هذه الصيغة، وحماس قبلتها لأنها تريد أن تكون غزة والضفة الغربية وحدة سياسية واحدة". دون أن يحدد من هي هذه الأطراف المعارضة ما إذا من حركة فتح أو من فصائل فلسطينية أخرى.
وزاد بأنه "بعد هذا التعطيل، قدمنا ورقة فيها بعض التعديلات، كانت أرضية للنقاش مع الفصائل تتضمن إدارة وطنية محلية في غزة بالتوافق مع السلطة في رام الله حتى نبقي على الوحدة الوطنية".
وأضاف "عندما قدمنا هذه الورقة طرحنا ذلك على كل الفصائل، بما في ذلك الإخوة في حركة فتح، وجرت لقاءات في موسكو وفي بكين ولقاءات قبل ذلك".
وتابع "واليوم ما يجري في القاهرة هو لقاء ثنائي مع حركة فتح، تمهيدا لإيجاد أرضية تقرب مواقفنا، لعلنا (..) بعد ذلك نجمع الفصائل ونقرر اليوم التالي بعد الحرب".
وأكد مشعل "لا نقبل تدخلا من أحد لا من الصهاينة ولا من غيرهم في ترتيب بيتنا الفلسطيني (..) هذا قرار فلسطيني وطني محض".
والأربعاء، بحثت حركتا حماس وفتح في القاهرة "ترتيبات فلسطينية تتعلق بالتطورات الراهنة"، على أن يُستأنف الاجتماع الخميس، وهو ما حدث بالفعل.
وتأتي مباحثات القاهرة في وقت تواجه فيه أطراف إقليمية، كانت من بين أسباب فشل الاجتماعات السابقة، حالة ارتباك، في مقدمتها إيران وقطر وتركيا. ويعول فلسطينيون على أن يكون الدافع الرئيسي نحو التوصل إلى تنسيق مشترك بشأن ملفات مختلفة يضع في الأولوية القضية الفلسطينية التي تضعضع حالها، مع رفض الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة فكرة التسوية على أساس حل الدولتين.
وبشأن مرور عام على عملية "طوفان الأقصى" التي نفّذتها حركة حماس، قال مشعل "كان لدينا معلومات أن الإسرائيليين يخططون لغزة، وكان لديهم مخطط واضح يعلنونه، لذلك 7 أكتوبر لم تكن نقطة بدء، بل كانت نتيجة ورد فعل طبيعي".
وأوضح أنه "قبل 7 أكتوبر كانت غزة محاصرة منذ 17 عاما، وتموت موتا بطيئا، وظنوا أن الشعب الفلسطيني يبحث عن لقمة عيش فقط، وما علموا أن الشعب الفلسطيني يتطلع إلى قضية وطنية وإلى تحرير وطن واستقلال".
وفي 7 أكتوبر 2023، هاجمت حماس 11 قاعدة عسكرية و22 مستوطنة بغلاف قطاع غزة، وقتلت واحتجزت رهائن إسرائيليين ومن جنسيات مختلفة، مما أشعل فتيل حرب أدت إلى مقتل وجرح أكثر من 139 ألف فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وآلاف المفقودين، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وشدد مشعل على أن الإسرائيليين كانوا "يريدون ذبح البقرات الحمر (القرابين) عند قبة الصخرة، إيذانا بهدم المسجد الأقصى، وما ترافق معه من تنكيل بالأسرى داخل السجون".
وأضاف أن "الطوفان جاء تعبيرا عن رفض الاحتلال وممارساته، وأراد أن يقلب الطاولة عليه وعلى مخططاته".
واعتبر أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو "هرب لجبهة لبنان، لمحاولة استعادة بعضا من صورة الردع التي عجز عن استعادتها بغزة، ولم يحقق شيئا طوال عام كامل".
وتنفّذ إسرائيل منذ 30 سبتمبر توغّلات بريّة عند حدودها الشمالية مع لبنان، بعدما شنّت حملة غارات جوية مكثّفة اعتبارا من 23 سبتمبر على معاقل حزب الله في جنوب لبنان وشرقه وضاحية بيروت الجنوبية،
وتسبب القصف الإسرائيلي على لبنان في استشهاد أكثر من
2100 أغلبهم في آخر أسبوعين ونزوح نحو 1.2 مليون في أنحاء البلاد. وتقول إسرائيل إنها لا خيار أمامها سوى ضرب حزب الله ليتسنى لآلاف من الإسرائيليين العودة للمنازل التي فروا منها بسبب قصف الجماعة على شمال إسرائيل.
وحذر مشعل من أن "أجندة الحكومة الصهيونية المتطرفة هي إحكام القبضة على الضفة الغربية وتهجير سكانها إلى الأردن، ويعتبرون الأردن الوطن البديل".
وبموازاة الحرب على غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل 749 فلسطينيا، وإصابة نحو 6 آلاف و250، واعتقال أكثر من 11 ألفا و100، وفق معطيات رسمية فلسطينية.
وتابع مشعل "لذلك المقاومة في فلسطين تحمي الأمن القومي العربي، فحتى مصر مستهدفة من الإسرائيليين، سواء بحفر قناة وخط ملاحي وبري تجاري يعطل ويفقد قناة السويس قيمتها، إضافة لقصة سد النهضة الإثيوبي وموضوع النيل".
وفي يونيو الماضي، أكد وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش صحة ما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن حصولها على تسجيل صوتي يكشف فيه عن امتلاكه خطة سرية لضم الضفة الغربية المحتلة إلى إسرائيل.
وقال وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، عبر منصة "إكس" في سبتمبر الماضي "سنتصدى لأي محاولة لتهجير الشعب الفلسطيني داخل أرضه المحتلة أو إلى خارجها بكل إمكاناتنا".