تفاصيل عرض الصين على مصر شراء مقاتلات "التنين القوي"
كشف موقع “بلجاريان مليتري”، المتخصص في الشأن العسكري، أن بكين قدمت عرضا للقاهرة بشأن شراء مقاتلات صينية الصنع من طرازي J-10C وJ-31، علما بأن مصر حليف قوي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
وعرضت الصين على مصر شراء مقاتلات من طراز J-10C وJ-31، ويشاع في الأوساط العسكرية أن مصر وقعت اتفاقية لشراء J-10C في 19 أغسطس 2024، ويمثل هذا القرار تحولا استراتيجيا في السياسة الدفاعية لمصر، التي تبحث عن بدائل للمعدات العسكرية الأمريكية، خاصة بعد رفض واشنطن ترقية طائراتها القديمة من طراز F-16 إلى مستوى F-16V.
وتقدم الطائرة جيه-10 سي، المعروفة أيضًا باسم "التنين القوي"، قدرات قتالية محسنة بشكل كبير، بما في ذلك أنظمة متقدمة لمكافحة النيران وقدرات عمليات متعددة الأدوار وتعزز ميزة الأسعار التي تتمتع بها المقاتلات الصينية، والتي تتراوح بين 40 مليون دولار و50 مليون دولار لكل منها، من جاذبية الصفقة، وخاصة على خلفية ارتفاع أسعار طائرات إف-16 وإف-15 الأمريكية الجديدة.
ووفقا للموقع العسكري، تسعى القوات الجوية المصرية، التي تعتمد منذ فترة طويلة على التكنولوجيا الأمريكية، إلى تعزيز استقلالها العسكري من خلال التحول إلى الصين، التي تقدم قيودًا سياسية أقل على تجارة الأسلحة.
وأشار الموقع إلى أن مصر تلعب دورًا بالغ الأهمية في أمن الشرق الأوسط، باعتبارها أحد الشركاء الاستراتيجيين الرئيسيين للولايات المتحدة في المنطقة، فمنذ توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل في عام 1979، تلقت مصر مساعدات عسكرية أمريكية كبيرة، وصلت في السنوات الأخيرة إلى نحو 1.3 مليار دولار سنويًا، وهو ما يؤكد التزام واشنطن بقضية الاستقرار في المنطقة.
كما تعمل مصر كحاجز مهم ضد الإرهاب تحاربه بالنيابة عن العالم أجمع، وخاصة في شمال أفريقيا وشبه جزيرة سيناء، وتشارك بنشاط في جهود حفظ السلام في الصراعات في ليبيا واليمن. بالإضافة إلى ذلك، يعد الجيش المصري لاعبًا رئيسيًا في مواجهة النفوذ المتزايد لتركيا وإيران، اللذين يشكلان تهديدات للأمن الإقليمي.
وفي سياق الديناميكيات العالمية المتغيرة بسبب الصراعات في أوكرانيا والشرق الأوسط، تظل مصر دعمًا رئيسيًا للولايات المتحدة في الجهود الرامية إلى الحفاظ على السلام والاستقرار في بيئة جيوسياسية بالغة التعقيد وفي منطقة بالغة الأهمية.
وأوضح الموقع البلغاري أن قرار مصر بشراء مقاتلات صينية من طراز J-10C يحمل مخاطر كبيرة على العلاقة القوية تقليديا بين القاهرة وواشنطن، فبعد سنوات من الاعتماد على التكنولوجيا والمساعدات العسكرية الأمريكية، تؤكد هذه الخطوة سعي مصر إلى تنويع شراكاتها العسكرية والحد من اعتمادها على الولايات المتحدة، ووفقا للخبراء، فإن هذا القرار لا يغير ديناميكيات التعاون العسكري فحسب، بل ويثير أيضا تساؤلات حول الاستقرار الطويل الأجل للسياسة الأمريكية في المنطقة.
مميزات الطائرات المقاتلة الصينية
لا تقدم الطائرات المقاتلة الصينية لمصر بديلًا أقل تكلفة فحسب، بل توفر أيضًا تكنولوجيا قد لا تكون متاحة من خلال القنوات الأمريكية التقليدية.
ويمكن لطائرة J-10C، المعروفة بقدراتها التشغيلية المتعددة الأدوار، أن تعزز القوة العسكرية المصرية، مما يسمح للبلاد بإبراز قوتها في المناطق المضطربة المحيطة بها، مثل ليبيا وسيناء، وقد تنظر الولايات المتحدة إلى هذه القوة العسكرية الجديدة على أنها تهديد، خاصة عندما يُنظر إليها في سياق النفوذ الصيني المتزايد في العالم العربي.
وبالتوازي مع ذلك، قد يفتح الاستحواذ على المقاتلات الصينية من طراز J-10C الباب أمام علاقات صينية مصرية أعمق، وهو ما قد يشكل مصدر قلق استراتيجي لواشنطن.
ورغم أن الولايات المتحدة تواصل تقديم مساعدات عسكرية كبيرة لمصر، فإن النفوذ الصيني المتزايد في المنطقة قد يعزز استقلال مصر ويوفر للقاهرة خيارات جديدة للدعم والمعدات العسكرية، وهذا مهم بشكل خاص في سياق المنافسة العالمية بين الولايات المتحدة والصين، حيث تحاول كل دولة تعزيز نفوذها في المناطق ذات الأهمية الاستراتيجية.
ولفت الموقع البلغاري إلى أن هذا التغيير في ميزان القوى في الشرق الأوسط لن يؤثر فقط على المؤسسة العسكرية المصرية بل وأيضًا على العلاقات بين مصر واللاعبين الرئيسيين الآخرين في المنطقة. على سبيل المثال، قد ترى تركيا، التي تربطها بالفعل علاقة معقدة مع مصر، في هذه الخطوة تهديدًا لطموحاتها في ليبيا وغيرها من الصراعات في الشرق الأوسط. وهناك خطر اندلاع توترات جديدة في المنطقة، وهو ما قد يؤدي إلى تصعيد الصراعات والتأثير على جهود السلام.
ومن المرجح أن تتفاعل الإدارة الأمريكية مع هذا التطور بحذر، لأن مصر حليف مهم في مكافحة الإرهاب والحفاظ على الاستقرار في الشرق الأوسط، ويؤكد منتقدو السياسة الأمريكية في المنطقة أن الاستجابة غير الكافية من قِبَل واشنطن للعلاقات الصينية المصرية الجديدة قد تهدد ليس فقط التعاون الثنائي، بل وأيضًا الأمن العام في المنطقة.
إن قرار مصر بشراء طائرات مقاتلة صينية من طراز J-10C وربما J-31 ليس مجرد عمل عسكري سياسي استراتيجي فحسب، بل إنه أيضًا مسألة مهمة تتعلق بالسياسة الداخلية، فالقاهرة، التي اعتمدت لفترة طويلة على التكنولوجيا والمساعدات العسكرية الأمريكية، تتجه الآن نحو الصين، وهو ما قد يثير ردود فعل متباينة من جانب الشعب المصري والنخب السياسية، بحسب التقرير.