مواجهة محتملة بين الترسانتين النوويتين لإيران وإسرائيل وسط مخاوف من اندلاع حرب عالمية ثالثة

تستمر التوترات في الشرق الأوسط في التصاعد وسط الصراعات المستمرة بين إسرائيل وحزب الله التي اجتذبت إيران مما يهدد باندلاع صراع نووي في الحرب العالمية الثالثة - ويسيطر الجانبان على ترسانة مخيفة من الأسلحة، وفقًا لتقرير تشرته صحيفة ذا ميرور البريطانية.

وتعتبر إيران وإسرائيل من بين الدول الأكثر تسليحًا في الشرق الأوسط حيث تتمتع كل منهما بجيوش كبيرة ومدربة جيدًا بالإضافة إلى استضافة قدرات نووية وصواريخ باليستية. يبدو أن الصراع الشامل بين البلدين أصبح أكثر احتمالية بعد أن أطلقت طهران عشرات الصواريخ على إسرائيل ليلة الثلاثاء. وتقول الصحيفة إن هجوم إيران الصاروخي على إسرائيل يظهر أنها ستخاطر بحرب شاملة وسط مخاوف الحرب العالمية الثالثة يريد العالم تجنبها بشتى الوسائل.

وفي الأثناء، تتصاعد المخاوف من اندلاع حرب عالمية ثالثة، بدورها، تنظر إسرائيل إلى الضربات في لبنان وغزة وسوريا هذا العام باعتبارها حاسمة للدفاع عن أرواح الدولة ذات الأغلبية اليهودية. وزعم المنتقدون أن العديد من الضربات كانت غير متناسبة، وأسفرت عن مقتل عدد مفرط من المدنيين وتهديد الاستقرار في الشرق الأوسط.

كما تتصاعد المخاوف من أن أي رد إسرائيلي كبير ضد إيران قد يشتعل إلى صراع أوسع نطاقا ويؤدي إلى عدم استقرار المنطقة، مما ينتج عنه تأثير غير مباشر على الدول المجاورة وحتى أوروبا والولايات المتحدة إذا سعى الناس إلى الفرار من منازلهم. ولكن كيف تقارن القدرات العسكرية لإسرائيل وإيران وهل تمتلك الدولتان أسلحة نووية؟

كم عدد الأسلحة النووية التي تمتلكها إيران وإسرائيل؟

في حين لم تعترف إسرائيل قط بامتلاكها أسلحة نووية، يعتقد الخبراء والمراقبون الدوليون على نطاق واسع أنها تحتفظ بترسانة ملحوظة. وفقًا لجمعية الحد من الأسلحة، وهي منظمة مقرها الولايات المتحدة تهدف إلى تعزيز فهم سياسات الأسلحة، فإن إسرائيل تمتلك ما يقدر بنحو 90 رأسًا نوويًا.

في حين تمتلك الأسلحة النووية قدرات مذهلة للتسبب في دمار شامل، يُعتقد أن ترسانة إسرائيل هي ثاني أصغر ترسانة في العالم قبل كوريا الشمالية التي يبلغ عددها 50 رأسًا. إنها قزمة مقارنة بالعدد الكبير من الأسلحة النووية التي تمتلكها الولايات المتحدة وروسيا، والتي يُفهم أنها تحتفظ بـ 5748 و5580 على التوالي.

وبالمقارنة، لا يُعتقد أن إيران تمتلك أي أسلحة نووية في هذا الوقت - على الرغم من أن إسرائيل ودول أخرى مثل الولايات المتحدة كانت قلقة من سعي طهران إلى تطويرها. طورت إيران برنامجًا نوويًا يزعم قادتها أنه ليس موجهًا نحو إنتاج الأسلحة.

وتم تأجيل الصفقات الدولية التي تهدف إلى إبعاد إيران عن البرنامج النووي، ثم سحبها الرئيسان الأمريكيان السابقان باراك أوباما ودونالد ترامب على التوالي. وقال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت في أعقاب الهجوم الإيراني إن إسرائيل لديها "أعظم فرصة" منذ خمسين عامًا لتغيير وجه الشرق الأوسط.

وقال في منشور على تويتر يوم الثلاثاء: "يجب أن نتحرك *الآن* لتدمير البرنامج النووي الإيراني، ومرافق الطاقة المركزية، وشل هذا النظام الإرهابي بشكل قاتل. لضرب رأس أخطبوط الإرهاب، الذي أرسل في جبنه مخالبه (حماس، حزب الله، الحوثيون [المتمردون اليمنيون]، إلخ) لقتلنا، بينما جلس آيات الله بأمان في قصورهم في طهران".

كم عدد الصواريخ الباليستية التي يمتلكها الطرفان؟

وتمتلك إيران ترسانة واسعة من الصواريخ الباليستية وأطلقت ما يقدر بنحو 180 صاروخًا باتجاه إسرائيل يوم الثلاثاء كجزء من هجومها الانتقامي المعلن. ووفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال، يعتقد المسؤولون الأمريكيون أن إيران تمتلك واحدة من أكبر قدرات الصواريخ الباليستية في الشرق الأوسط، والتي تم إنتاج معظمها في البلاد.

ويزعم أن إيران لديها أكثر من 3000 صاروخ باليستي تعمل بالصواريخ قبل أن تسقط بدون طاقة على أهدافها. ويعتقد أن الصواريخ يبلغ مداها 1250 ميلًا على الرغم من أن الخبراء اقترحوا أن إيران يمكن أن تطور أسلحة ذات مدى أطول.

وتحتفظ إسرائيل بنظام LORA قصير المدى ويبلغ مداه 173 ميلًا، على الرغم من أن العدد الإجمالي الدقيق الذي تمتلكه غير معروف حاليًا. وذكر تحليل أجراه معهد الدراسات الاستراتيجية الدولي (IISS) في عام 2021 أن إسرائيل "لا تستعرض" مخزوناتها وأن النظام لم يستخدم أبدًا في القتال.

"ومع ذلك، في حالة إسرائيل على وجه الخصوص، يمثل برنامجها جزءًا مهمًا من التخطيط للطوارئ"، كما قال مارك فيتزباتريك، الزميل المشارك في الاستراتيجية والتكنولوجيا والحد من الأسلحة في مقالة التحليل.

ما حجم جيشي إيران وإسرائيل؟

ويمكن لإيران وإسرائيل استدعاء مئات الآلاف من الجنود لهجوم بري، ولدى كل من إيران وإسرائيل جيشان يمكنهما نشر مئات الآلاف من الجنود في حالة نشوب صراع بين البلدين إلى غزو بري. في حين أن إسرائيل دولة صغيرة مقارنة بإيران من حيث عدد السكان، فقد قال المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في عام 2023 إن لديها ما يقدر بنحو 169.500 فرد نشط بالإضافة إلى 465.000 فرد احتياطي.