رغم القرارات الأخيرة.. مظاهرات حاشدة ضد استمرار بوتفليقة بالجزائر
شهدت كبرى شوارع العاصمة الجزائرية مثل ساحة البريد المركزي وساحة موريس أودان شارع ديدوش مراد وحسيبة بن بوعلي وساحة أول ماي، ومختلف المحافظات الأخرى في البلاد مظاهرات حاشدة شارك فيها آلاف الجزائريين الذين طالبوا بتغيير النظام ورفض استمرار حكم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
ودخلت المظاهرات جمعتها الرابعة بعد انطلاقها في الـ22 فبراير/شباط الماضي، ضد إعلان الرئيس بوتفليقة ترشحه لولاية خامسة، وكان مظاهرات يوم الجمعة 8 مارس/أذار أكبر مظاهرة شهدتها البلاد تزامنا والاحتفال بعيد المرأة، حيث خرجت النساء بأعداد غير مسبوقة.
الجمعة الرابعة.. الحراك مستمر
ومنذ الساعات الأولى لصباح اليوم حمل المتظاهرون شعارات مختلفة رافضة ومنددة بتأجيل الانتخابات واستمرار الرئيس بوتفليقة في قيادة البلاد بعد أن أعلن الاثنين الماضي سحب ترشحه للانتخابات التي كانت مقررة في الـ18 أبريل/نيسان.
وكما الاحتجاجات السابقة رددت سيول بشرية من مختلف فئات المجتمع في كل محافظات البلاد هتافات و شعارات مختلفة منها "لا لتمديد العهدة الرابعة"، "لا لعهدة 4.75" ويقصد بها التمديد، "النظام مجرم"، "إرحلوا"، "الجيش والشعب خاوة خاوة" (إخوة)، "لا للتدخل الأجنبي"، "جمهورية وليست مملكة"، "نريد التغيير وليس الترميم".
ورصد "الرئيس نيوز" شعارات أطلقتها حناجر الشباب والنساء وكتبت في لافتات خاصة تلك التي ترفض التدخل الأجنبي منها "لا للتدخل الأجنبي" و"ماكرون إرحل" و"ماركون اهتم بوالدتك" (ويقصدون زوجته)،" ماركون الجزائر أكبر منك" ردا على ترحيبه مؤخرا بقرار بوتفليقة سحب ترشحه للرئاسيات المؤجلة.
حركة المرور مشلولة
ووسط تسجيل حضور أمني مكثف أمام المؤسسات الرسمية للدولة منها القصر الرئاسي "المرادية" وتحليق المروحيات تم توقيف حركة الميترو والقطارات والترام واي وقطع عديد الطرق والمداخل المؤدية للعاصمة، ما حتّم على المحتجين السير على الأقدام لبلوغ مناطق التجمهر والاحتجاج.
وفور انقضاء صلاة "الجمعة" خرج الآلاف من سكان المحافظات الأخرى منها "البويرة" و"بجاية" "وتيزي وزو"، وبرج بوعريريج، في مسيرات ضخمة حاملين شعارات مختلفة، تصب أغلبها في مطالبة النظام بـالرحيل وترفض الإجراءات التي أقرها الرئيس بوتفليقة مؤخرا.
بعد بوحيرد وبيطاط شقيقة بن مهيدي في قلب الشارع
وعلى غرار المجاهدتين والمناضلتين جميلة بوحيرد (83 عاما) وزهرة ظريف بيطاط (84 عاما)، اللتين شاركتا في المظاهرات السابقة قررت ظريفة شقيقة الشهيد العربي بن مهيدي (1923-1957) النزول اليوم الجمعة (15 مارس/أذار الجاري) إلى الشارع إلى جانب آلاف الجزائريين للتظاهر ضد النظام الحالي.
والخميس خرج مئات القضاة في مختلف المحافظات في وقفات احتجاجية دعما للحراك الشعبي والمطالبة بتغيير النظام والمطالبة باستقلالية القضاء. كما تظاهرت أمس الخميس وسط العاصمة وبجاية فئة "ذوي الاحتياجات الخاصة" مطالبة بتغيير النظام في ظل اعتبارهم أّنهم الفئة الأكثر تضررا في البلاد.
والأسبوع الماضي أعلن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، في رسالة وجهها إلى الأمة سحب ترشحه لولاية رئاسية خامسة وتأجيل الانتخابات التي كانت مقررة في 18 أبريل /نيسان وذلك بعد مظاهرات شعبية رافضة لاستمرار حكمه. إضافة إلى تعيينه وزير الداخلية نورالدين بدوي رئيسا للوزراء ورمطان لعمامرة نائبا له وإعلانه عن مؤتمر حوار يجمع كل الأطياف لتجاوز هذه المرحلة الصعبة التي تعيشها الجزائر وفق رسالته.