بعد هنية ونصرالله.. هل سلمت إيران قادة "حزب الله" و"حماس" إلى إسرائيل؟
بدا أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يحقق انتصارات على الأرض باتباعه سياسة الاغتيالات، فقد تمكن جيش الاحتلال من اغتيال قائد حركة حماس، إسماعيل هنية، ومن قبله القيادي الحمساوي، صالح العاروري، وقبل أيام قليلة، رئيس أركان حزب الله، فؤاد شكر، وأخيرًا حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله.
ورغم فشل جيش الاحتلال على الأرض في غزة التي يقصفها بلا هوادة منذ نحو عام، مما خلف وراءه نحو 100 ألف بين شهيد وجريح، إلا أن سياسة الاغتيالات بدا أنها تسير على قدم وساق، وتحقق مكاسب تعزز من موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على الأرض.
الباحث في الشؤون الأصولية، ماهر فرغلي، قدم رؤية عبر موقعه على “فيسبوك”، قال فيها إن إيران قدمت قادة المقاومة قربانًا للتهدئة مع أمريكا.
يقول فرغلي: “ببساطة شديدة: هناك صفقة بين إيران وأمريكا للتخلص من قيادات حزب الله، ثم دخول إسرائيل إلى لبنان والسيطرة على مسافة 35 كيلو مترا وطرد عناصر الحزب إلى ما وراء نهر الليطاني، وهذا كله في مقابل عدم قصف إيران وإدخالها إلى حرب تعيدها إلى عام 79، اعتمادا على تفوق استخباري للإسرائيليين، الذين كان من الواضح أنهم يخترقون إيران وحلفاءها من جميع الجوانب الداخلية وفي جميع المستويات القيادية، والدليل قتلهم للصف الأول والثاني والثالث لحزب الله، واغتيال رئيس حزب الله حسن نصر الله، وكذلك هنية، الذي تم اغتياله في دار ضيافة تابعة للحرس الثوري الإيراني”.
يضيف فرغلي: “ببساطة الصفقة تحمل ترتيبات جديدة للدولة اللبنانية يغيب فيها حزب الله عن قيادة المشهد السياسي، وبعدها مباشرة سيكون الدور التالي على الأحزاب الإيرانية الموجودة في العراق والقضاء عليها”.
يتابع: “الخطة كانت واضحة للإيرانيين الذين حاولوا تعطيل الترتيبات الجديدة داخل المنطقة عن طريق حماس في غزة، وعن طريق الحزب الإيراني، والجماعة الإسلامية بلبنان (الإخوان) تحت مصطلح (توحيد الساحات)، وفشلت الخطة وبدأت إيران تبحث عن المخرج، وتناشد أمريكا والغرب بصفحة من العلاقات الجديدة تتخلى فيها عن ميليشياتها. ما بعد طوفان الأقصى واغتيال نصر الله غير ما بعده”.
فيما قال الباحث في المركز العربي للدراسات، هاني سليمان، إن ما يتعرض له حزب الله فضلًا عن إيران هو نتاج سياساتهم المضطربة.
وكتب عبر “فيسبوك”: "مقتطفات على هامش ما يحدث:
- كما أكدت سابقًا وقلت في وقتها: "إن صمتت إيران وحزب الله الآن، فإنهم سيصمتون إلى الأبد".
- إيران وحزب الله يدفعون ثمنًا غاليًا للصمت والتردد وعدم الرد (مرحلة إسماعيل هنية - وفؤاد شكر وما تبعها كانت فاصلة).
- حسن نصر الله يدفع فاتورة خطاباته المرتعشة وحساباته المتأخرة، وانتظار الموقف الإيراني.
- حجم الاختراق الأمني والاستخباراتي داخل الحرس الثوري وحزب الله أكبر من أي وقت مضى، ويعكس الضعف الشديد في تلك المرحلة.
- ضربة أجهزة الاتصالات والشبكات اللاسلكية وسقوط تلك الأعداد كسرت حزب الله وهزمته قبل أن يخوض أية حرب، وأحدثت صدع وخرق كبير بين القيادة والعناصر، وأفرزت أزمة ثقة ممتدة.
- نتنياهو لن يتوقف عن التصعيد طالما ينجح في توظيف مكاسبه داخليًا ويرفع عنه الكثير من الضغوط، ويمنحه مزيد من فرص شراء الوقت.
- إسرائيل تستفيد من "وضع الطيران" وحالة المشاهدة التي تغلب على النظام العالمي السائل، والموقف الأمريكي المائع والمتورط، بالنجاح في تحويل المعركة إلى لبنان.
- المرحلة أكبر من إيران، التي سقط خطابها التاريخي عن المقاومة والصمود ودعم الأقصى، وقدرتها على مواجهة العدو الإسرائيلي.
- دعوة إيران لاجتماع منظمة التعاون الإسلامي هو إعلان آخر منها على الضعف والفشل.
- تصريحات مسعود بزشكيان منذ أيام عن عدم قدرة حزب الله عن مواجهة إسرائيل بمفرده، وداعيًا الدول الاقليمية لاتخاذ دور وموقف، أكد حالة العجز التي تمر بها إيران وميليشياتها، وكان بمثابة ضوء أخضر آخر لإسرائيل.
- المنطقة مقدمة على فترة أكثر اشتعالًا، وتعقيدًا، وعدم استقرار طويل الأمد، لا مساحة فيه للحل السياسي أو الدبلوماسي.
- ستشهد الفترة القادمة تحول نوعي في مواقف "بعض" الدول العربية تجاه إسرائيل بنبرة أكثر حدة.
- أثمان كثيرة ستُدفَع في الفترة القادمة جراء الصمت على كل الانتهاكات الإسرائيلية، ربما ستشهد انضمام دولًا أخرى، منها عربية، إلى المعادلة".