واشنطن بوست: انقسام داخل إدارة بايدن بشأن التصعيد الإسرائيلي في لبنان
سلطت صحيفة واشنطن بوست، الأمريكية الضوء على وجود انقسام داخل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن تصعيد إسرائيل ضد حزب الله في لبنان.
وذكرت الصحيفة، في تقرير نشرته اليوم، أنه مع تزايد المخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقا في الشرق الأوسط، يرى بعض المسؤولين الأمريكيين أن قصف إسرائيل متهور، بينما يدعمه آخرون بحذر.
وقالت الصحيفة إن إدارة بايدن منقسمة بشأن تصعيد إسرائيل العسكري ضد حزب الله، إذ يرى بعض كبار مسؤوليها أنه قصف متهور من المرجح أن ينتج عنه دوائر أكثر فتكا من العنف، ويرى آخرون أنه وسيلة فعالة محتملة لإجبار حزب الله على التراجع.
وأشارت الصحيفة إلى أن بعض كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية يدعون بشكل علني إلى خفض التصعيد بينما تحاول الإدارة إيجاد مخرج دبلوماسي للصراع المتفاقم في الشرق الأوسط.
وبحسب الصحيفة، يحاول المسؤولون الأمريكيون إيجاد طريقة دبلوماسية لإنهاء الصراع، وتتزايد المخاوف من أن التصعيد قد يؤدي إلى إشعال حرب إقليمية لا يريدها أحد بشكل خاص، وقال حزب الله إنه سينهي هجماته الصاروخية والقذائفية إذا حدث وقف لإطلاق النار في غزة، لكن إسرائيل أصرت على ضرورة وقف الهجمات على شمال إسرائيل ورفضت ربط الصراع مع حزب الله بالأعمال العدائية في غزة.
وقال ماثيو ليفيت، الخبير في شؤون حزب الله في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ومسؤول مكافحة الإرهاب الأمريكي السابق، إن مسؤولين آخرين في الإدارة الأمريكية "يدعمون بحذر استراتيجية خفض التصعيد من خلال الضغط على حزب الله. إنهم يسعون بقوة إلى بذل جهد دبلوماسي، لكن التصعيد الإسرائيلي كان العامل الحاسم في هذا الجهد ".
وأوضح مسؤول أمريكي أن إدارة بايدن تجري "مناقشات نشطة" مع إسرائيل ودول أخرى لتأمين وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، وهي غير مرتبط بجهود منفصلة بشأن غزة. وفي الوقت نفسه، تقول واشنطن إنها لن تتدخل بشكل مباشر في الصراع حتى مع قيام الجيش الأمريكي بنشر موارده في المنطقة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين قولهم إن الولايات المتحدة ستعزز القدرات الجوية لإسرائيل في حالة وقوع هجوم ساحق على الأراضي الإسرائيلية، كما حدث في 13 أبريل الماضي، عندما ساعدت القوات الأمريكية قبالة سواحلها وفي الجو في إسقاط مئات الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية القادمة.
وأكدوا أنه في ظل أي ظروف متوقعة لن تساعد الولايات المتحدة إسرائيل في الهجوم، أو تطلق النار على لبنان أو أي دولة أخرى، بما في ذلك إيران، التي قالت إن الهجمات الإسرائيلية المستمرة على حزب الله لن تمر دون رد.
وبحسب الصحيفة، قال مسؤول دفاعي أمريكي كبير إن سياسة الدعم العسكري الأمريكية لإسرائيل ليست "شيكا مفتوحا".
وقال مسؤول دفاعي كبير آخر إن وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون، لم تتلق أي طلب من إسرائيل للمساعدة المباشرة منذ بدء التصعيد الأخير مع حزب الله. لكن المسؤول أشار إلى أن الجيش الأمريكي مستعد للمساعدة إذا حوصرت الدفاعات الجوية الإسرائيلية.
وأشار المسؤول إلى المساعدة الدفاعية التي قدمها الجيش الأمريكي في أبريل الماضي عندما أسقطت مدمرتان أمريكيتان متمركزتان قبالة الساحل الإسرائيلي في البحر الأبيض المتوسط، وطائرات نفاثة أمريكية، عشرات الذخائر الإيرانية المتجهة إلى إسرائيل.