تصاعد التوترات.. أديس أبابا تتهم القاهرة زورًا بمساعدة إريتريا على الانفصال
تتصاعد التوترات في شرق أفريقيا مع نزاع الجارتين إثيوبيا والصومال بشأن اتفاقية بحرية تسعى إثيبوبيا لتأمينها من أجل الوصول إلى موطئ قدم على ساحل البحر الأحمر، وفي أحدث تحذير لها، حذرت أديس أبابا منافسيها من أنه سيكون هناك انتقام شديد إذا حاولت أي دولة غزو إثيوبيا، وفقًا لتقرير نشره موقع إذاعة صوت أمريكا.
في الثامن من سبتمبر، في خطاب متلفز بمناسبة يوم السيادة الإثيوبية، قال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، "يجب على أي شخص ينوي غزو إثيوبيا ألا يفكر مرة واحدة فقط بل عشر مرات لأن الإثيوبيين يعرفون كيف يدافعون عن أنفسهم"، مضيفًا أن أي "هجوم سيتم صده".
وربما لم يوجه آبي تعليقاته إلى أي دولة على وجه الخصوص، لكن إثيوبيا متورطة في نزاع طويل الأمد مع الصومال ومصر.
وعلى الجبهة الصومالية، تتركز التوترات حول اتفاقية ميناء وقعتها إثيوبيا غير الساحلية في يناير مع منطقة أرض الصومال الانفصالية وتلك الاتفاقية عبارة عن صفقة وصفتها الصومال بأنها "عمل عدواني".
أما فيما يتعلق بالتوترات مع مصر، فتتركز حول نزاع طويل الأمد حول سد كبير بنته أديس أبابا على أحد روافد نهر النيل واتهم رئيس أركان قوات الدفاع الوطني الإثيوبي، برهانو جولا، "عدوًا قديمًا" بشأن مشكلة قديمة، وكان ذلك في الثامن من سبتمبر الجاري، أثناء حضوره الذكرى السابعة والأربعين للقيادة الشرقية في المناطق الصومالية، فقال: "لقد جعلتنا مصر بلدًا غير ساحلي من خلال التسبب في انفصال إريتريا عن إثيوبيا".
اتهام غير صحيح
إن رحلة إريتريا نحو الاستقلال، بما في ذلك تعبئة حركة التحرير الوطني والاستفتاء الذي راقبته الأمم المتحدة، تنطوي على حرب وحشية استمرت 30 عامًا بدأت في عام 1961.
وأصبحت إريتريا مستقلة في عام 1993، وبالتالي تركت إثيوبيا غير ساحلية. ومنذ ذلك الحين، دخلت في صراع مع جيرانها، وفي المقام الأول مصر وإريتريا والسودان. ومؤخرًا، تورطت الصومال أيضًا في النزاع، حيث تسعى إثيوبيا إلى الوصول إلى البحر الأحمر.
وأكد موقع صوت أمريكا أن مصر لم يكن لها أي علاقة على الإطلاق بانفصال إريتريا عن إثيوبيا، وأن تلك المزاعم الإثيوبية التي تتردد مرارًا وتكرارًا غير صحيحة ولا أساس لها على الإطلاق.
وفي الثامن والعشرين من أغسطس، "قدمت مصر مساعداتها العسكرية الأولى للصومال منذ أكثر من أربعة عقود، وهي الخطوة التي من المرجح أن تعمق التوترات بين البلدين وإثيوبيا"، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
وشملت مساعدات القاهرة الأسلحة والذخيرة كما سترسل جنودًا في العام المقبل للانضمام إلى بعثة الدعم والاستقرار التابعة للاتحاد الأفريقي في الصومال، AUSSOM، والتي ستتولى المهمة من بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال وهناك جنود آخرين سيتم نشرهم بشكل منفصل.
ولجأت الصومال إلى مصر للمساعدة في حماية مياهها بعد أن دخلت إثيوبيا في اتفاق بحري مع منطقتها المنفصلة، أرض الصومال، والتي تعتبرها الصومال جزءًا من أراضيها.
وفي الاتفاق، وافقت أرض الصومال على منح إثيوبيا حق الوصول إلى البحر، وفي مقابلة حصرية مع خدمات صوت أميركا الصومالية والقرن الأفريقي، قال ريتشارد رايلي، السفير الأمريكي في الصومال، إن الولايات المتحدة، التي تعد أكبر مانح للصومال، على علم بالاتفاقية البحرية وتعمل على إيجاد "حل دبلوماسي لهذا الوضع الحالي".
وعلق رايلي: "نحن لا نعترف بالاتفاقية البحرية ونحاول حلها من خلال القنوات الدبلوماسية" وأشار أيضًا إن الولايات المتحدة ستقدم الدعم الكامل لأي مهمة هدفها جعل الصومال سلميًا.
أعادت إثيوبيا إشعال نزاع مستمر منذ عقد من الزمان مع مصر بشأن بناء أديس أبابا لسد ضخم لتوليد الطاقة الكهرومائية على أحد روافد نهر النيل، سد النهضة الإثيوبي الكبير وفي 25 أغسطس، نشر رئيس الوزراء الإثيوبي آبي على X بشأن بدء المرحلة الخامسة من الملء الأول لخزان سد النهضة وتشغيل التوربينات الثالثة والرابعة لسد النهضة المثير للتوترات.