الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
اقتصاد مصر

تفاصيل استيراد مصر 20 شحنة غاز مسال.. الأسعار ومواعيد التسليم

الرئيس نيوز

ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي الأوروبية الأسبوع الماضي بعد أن اشترت الهيئة المصرية العامة للبترول المملوكة للدولة 20 شحنة من الغاز الطبيعي المسال للتسليم من أكتوبر إلى ديسمبر بعلاوة على الأسعار المعتادة.

وذكرت مجلة “غاز إنتلجنس” أن الشحنات العشرين من الغاز الطبيعي المسال التي تم شراؤها مؤخرًا قد تعكس عمق محنة الطاقة في مصر، حيث إنها المرة الأولى التي تصدر فيها البلاد مناقصة لشراء لتغطية الطلب الشتوي منذ عام 2018،" كما يقول لي تشين سيم، الباحث غير المقيم بمعهد الشرق الأوسط.

ومنحت مصر، باعتبارها لاعبًا رئيسيًا في سوق الغاز الطبيعي المسال العالمية، مؤخرًا مناقصة كبرى لتوريد 20 شحنة من الغاز الطبيعي المسال للربع الرابع من العام ويأتي هذا القرار، الذي اتخذته الشركة المصرية للبترول والغاز، على خلفية تقلب الأسعار وزيادة المنافسة في السوق الدولية.

وتم تحديد أسعار الشحنات بين TTF زائد 1.5 دولار و1.6 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، بانخفاض عن المناقصة السابقة، حيث تراوحت الأسعار بين TTF زائد 1.6 دولار و2 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية كما لعبت شروط الدفع الممتدة دورًا كبيرًا في هيكل التسعير، حيث أضافت حوالي 50 إلى 60 سنتًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية إلى التكلفة الإجمالية.

ومع الأخذ في الاعتبار هذه الشروط، بلغت تكلفة الشراء بالنسبة لمصر حوالي 45 مليون دولار لكل شحنة، بإجمالي حوالي 907 مليون دولار لجميع الشحنات العشرين.

وقد تم منح غالبية الشحنات على أساس سعر عائم، مما يعكس الطبيعة التنافسية لعلاوات TTF التي تقدمها مختلف المشاركين ومن بين الشركات الفائزة بعقود توريد الغاز: شركات كبرى مثل أرامكو، وجلينكور، وجونفور، وتوتال، وبي بي، وهارتري، وبي بي إنرجي، وشل.

ووفقًا لمصادر السوق، فازت أرامكو بأكبر عدد من الشحنات، حيث تم منح حوالي 6 إلى 7 شحنات، في حين حصلت الشركات الأخرى على ما بين 1 إلى 3 شحنات لكل منها ومن المقرر توزيع الشحنات على مدى ثلاثة أشهر، مع تسليم سبع شحنات في أكتوبر، وست شحنات في نوفمبر، وسبع شحنات في ديسمبر.

ومن المقرر تسليم غالبية الشحنات، 17 شحنة، إلى وحدة التخزين وإعادة التغويز العائمة التابعة لشركة هوغ جاليون، والتي تقع في محطة استيراد العين السخنة.

وسوف يتم تسليم الشحنات الثلاث المتبقية إلى محطة العقبة في الأردن، حيث من المقرر تسليم شحنة واحدة كل شهر.

صادرات مصر من الغاز الطبيعي المسال

اتجاهات الأسعار وتوقعات السوق

أظهرت أسعار هذه المناقصة اتجاهًا نزوليًا مقارنة بالمناقصة السابقة، مما أدى إلى توقعات متباينة بين المتداولين وتوقع البعض أن تكون الأسعار أقل من تلك التي كانت في عطاء الصيف، بسبب زيادة المنافسة.
وقال أحد التجار المقيمين في أوروبا: "أعتقد أن السعر سيكون أقل من عطاء الصيف، نظرًا لعدد المشاركين الأكبر".

ومع ذلك، أعرب تجار آخرون عن مخاوفهم بشأن ارتفاع الأقساط، بسبب المخاطر الجيوسياسية، والقيود المفروضة على قناة السويس، وارتفاع تكاليف الشحن خلال أشهر الشتاء.

ولاحظ أحد التجار في منطقة الأطلسي أن "الشحنات التي تخص الهيئة المصرية العامة للبترول قد تنتهي إلى أن تكون أعلى من الفروقات السابقة بنحو 0.15 إلى 0.2 (في فرق TTF)"، مشيرًا إلى تعقيد عمليات التسليم والمتطلبات الفنية والبيروقراطية.

تأثير ظروف السوق على السيولة

يتميز الوضع الحالي للسوق بزيادة المنافسة بين أوروبا وآسيا وحتى أمريكا اللاتينية على إمدادات الغاز الطبيعي المسال وثمة بائعين يحجمون عن تقديم عروضهم للعطاء المصري، مما أدى إلى تقليص السيولة في السوق الأوروبية وقد تفاقمت هذه الديناميكية بسبب حاجة مصر إلى التنقل في بيئة تسليم معقدة، مع المتطلبات الفنية والبيروقراطية التي قد تؤثر على الأسعار النهائية.

وقد تم تحديد تقييمات بلاتس لشحنات الغاز الطبيعي المسال من شرق البحر الأبيض المتوسط خلال الفترة من أكتوبر إلى ديسمبر عند مستوى يتراوح بين 1.279 دولار/مليون وحدة حرارية بريطانية و1.745 دولار/مليون وحدة حرارية بريطانية، وهو ما قد يشكل سقفًا للأسعار التي تمنحها الهيئة المصرية العامة للبترول، دون الأخذ في الاعتبار شروط الدفع الممتدة.

اعتبارًا من 12 سبتمبر، قامت بلاتس بتقييم الغاز الطبيعي المسال من شرق البحر الأبيض المتوسط عند 11.584 دولار/مليون وحدة حرارية بريطانية، وهو ما يعكس علاوة قدرها 38 سنتًا/مليون وحدة حرارية بريطانية فوق سوق الغاز الطبيعي المسال في شمال غرب أوروبا وعلاوة قدرها 17.5 سنتًا/مليون وحدة حرارية بريطانية.

آفاق وتحديات المستقبل
لا تزال آفاق سوق الغاز الطبيعي المسال في مصر معقدة، مع التحديات المرتبطة بالطلب المستمر في آسيا وأميركا اللاتينية ويراقب التجار والمحللون عن كثب اتجاهات الأسعار والتأثير المحتمل للظروف الجيوسياسية على الإمدادات.

تجدر الإشارة إلى أن التوقعات بشأن الأسعار في المستقبل مختلطة، حيث يتوقع البعض الاستقرار، في حين يتوقع آخرون زيادات بسبب تكاليف الشحن والمخاطر المرتبطة بموسم الشتاء كما يحتاج اللاعبون في السوق إلى النظر في آثار شروط الدفع الممتدة على هياكل التكلفة ويعرب التجار عن قلقهم إزاء قدرة مصر على إدارة هذه التحديات مع الحفاظ على مكانتها التنافسية في سوق الغاز الطبيعي المسال العالمية ومن المنتظر أن تكون القرارات التي ستتخذ في الأشهر المقبلة حاسمة في تحديد المسار المستقبلي لإمدادات مصر من الغاز الطبيعي المسال ودورها على الساحة الدولية.