الخميس 19 سبتمبر 2024 الموافق 16 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
فن ومنوعات

اكتشاف سيف يحمل اسم رمسيس الثاني في ثكنات مصرية قديمة عمرها 3200 عام

الرئيس نيوز

سلطت مجلة لايف ساينس البريطانية الضوء على اكتشاف مثير لثكنة عسكرية مصرية قديمة عمرها 3200 عام تحتوي على سيف منقوش عليه اسم الملك "رمسيس الثاني"، ويعتقد أن بناء الثكنات المكتشفة حديثًا تم لحماية الحدود الغربية إذ اعتقد رمسيس أن الليبيين أصبحوا في حينها يشكلون تهديدًا متزايدًا لمصر القديمة.

سيف ذهبي

يحمل جسم السيف الطويل الي عثر عليه حديثًا نقشًا هيروغليفيًا يذكر رمسيس الثاني ومن المحتمل أنه تم منحه وكان بمثابة وسام شرف لضابط مصري قديم رفيع المستوى.

واكتشف علماء الآثار في مصر بقايا ثكنة عسكرية عمرها 3200 عام تحتوي على ثروة من القطع الأثرية، أما الثكنات فتحتوي على سلسلة من المخازن المستخدمة لحفظ الحبوب والأفران للخبز كما عثر فريق الأثريين على بقايا قطع فخارية تحتوي على عظام حيوانات، بما في ذلك الأسماك. كما تم اكتشاف العديد من حظائر الأبقار في الموقع.

اللحوم المجففة تكشف عن لوجيستيات جيش رمسيس

وكانت الأبقار في مصر القديمة ترمز إلى "القوة والوفرة والازدهار، حيث كانت الأبقار تُبجل للغاية ومع ذلك، يعتقد أنه في هذه الحالة، كانت الأبقار تُستخدم لأكل الضباط والجنود كما تم العثور على عظام الأبقار في منطقة صوامع بالقرب من فرن، "مما يؤكد أنها ربما تم تقسيمها إلى أجزاء ثم تخزينها في صوامع بعد تجفيف اللحوم".

بالإضافة إلى ذلك، اكتشف علماء الآثار بقايا أسلحة، بما في ذلك سيف برونزي منقوش عليه اسم الملك رمسيس الثاني (حكم حوالي 1279 إلى 1213 قبل الميلاد). وقد عُثر على السيف  في غرفة صغيرة في الثكنات، بالقرب من منطقة يمكن أن يحاول العدو التسلل إليها، وهو ما يشير إلى أن هذا السيف كان مخصصًا للقتال وليس للاستعراض فقط.

وعثر أيضًا على كتلتين من الحجر الجيري منقوشتين؛ إحداهما تحمل نقشًا هيروغليفيًا يذكر رمسيس الثاني، بينما تذكر الأخرى مسؤولًا يُدعى "باي".

وأنشأ المصريون القدماء الثكنة على طول طريق عسكري في شمال غرب دلتا النيل وكان موقعها سيسمح للقوات بمواجهة المجموعات القادمة إلى دلتا النيل من الصحراء الغربية أو عن طريق البحر الأبيض المتوسط.

وأكد بيتر براند، أستاذ التاريخ ومدير مشروع قاعة الأعمدة الكبرى في الكرنك بجامعة ممفيس في تينيسي: "إنه اكتشاف مهم لفهم استراتيجية وخصائص لوجستيات الجيش المصري في عهد رمسيس الثاني، فقد تم العثور على مواقع عسكرية أخرى بناها رمسيس الثاني، مثل الحصون، في شمال غرب مصر، لكنها ليست محفوظة بشكل جيد مثل هذا الموقع".

حماية الحدود والسيطرة على دخول الأجانب

وأضاف براند في تصريحات لموقع لايف ساينس: "تُظهر الأسلحة أن المكان كان مسلحًا جيدًا وربما كان قادرًا على إنتاج بعض الأسلحة في الموقع". وأضاف براند أن السيف البرونزي "من المرجح أن يكون قد تم إعطاؤه لضابط رفيع المستوى كمكافأة ملكية"، مشيرًا إلى أن "اسم الملك وألقابه المنقوشة عليه زادت من هيبة مالكه و"أعلنت" عن ثروة الملك وقوته وكرمه".

وأكد أنتوني سبالينجر، أستاذ الكلاسيكيات والتاريخ القديم في جامعة أوكلاند في نيوزيلندا أن اكتشاف الموقع يتوافق بشكل جيد مع الروايات النصية التي تشير إلى أن مجموعة تسمى الليبيين أصبحت تشكل تهديدًا متزايدًا لمصر، وتابع سبالينجر: "كانت القلعة والحامية تهدف إلى السيطرة على دخول الأجانب إلى مصر".