الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

"ملوك السين".. كيف يصنع نجوم الراب تراكاتهم في غرفة المنزل! (6)

الرئيس نيوز

يتساءل الكثيرون حول موسيقى الراب، وكيفية صناعة أغاني الراب بشكلها الحالي، بداية من الكلمات الغريبة، والموسيقى المصنوعة مسبقا عن طريق الذكاء الاصطناعي، التراكات التي يتم شراؤها جاهزة، وكتابة كلمات عليها، وتفاصيل أخرى كثيرة متعلقة بأغاني الراب وصناعها.

ويرصد "الرئيس نيوز" خلال هذه الحلقة من سلسلة "ملوك السين" كيفية صناعة أغاني الراب، كما نكشف عن كواليس هذا العالم الموسيقي، الذي انتشر مؤخرا وأصبح له جمهور كبير في مصر والوطن العربي.

عفروتو: الرابر يكتب ويلحن ويوزع لنفسه وأغانينا مصنوعة في “الأوضة”

يقول عفروتو، إن الرابر مينفعش يتكتب له، لازم هو يكتب لنفسه ويلحن لنفسه لأنه يقدم ما يعبر عنه هو شخصيا، ويضيف: "بالطبع انتشار الراب وظهوره أثر بشكل كبير على المزيكا بشكلها التقليدي".

وتابع: "كل 10 سنوات لها مزيكا خاصة بها وشكل جديد للوسيقى، وأرى أن هذه المرحلة هي مرحلة صعود الراب وتقدمه على كافة أشكال الموسيقى، لأننا نقدم موسيقى وكلمات تشبهنا".

أكمل عفروتو: "العشر سنوات الحاليين بتوعنا كـرابر مناسبين جدا لكافة الأشكال الموسيقية المستقلة (الموسيقى اللي بتتعمل في الأوضة ومش محتاجة أوركسترا ولا ناس كتير تشتغل، إنت ممكن تكتب الأغنية وتلحنها وتوزعها وتنزلها وأنت في أوضه مقفلة عليك)، وهذا لأننا كما قلت نقدم مزيكا مستقلة تشبه المجتمع وقريبة من الناس".

وأضاف عفروتو، أن الموسيقى زمان كان هناك أمور كثيرة متحكمة في الفنان، منها الإنتاج أو قلة الإنتاج، وعدد الأوركسترا الذين يشاركون في صناعة الأغنية، وقد يصل عددهم إلى 30 فردا مثلا، ولكن ما نقدمه من موسيقى يمكن لأي شخص أن يقدمه بمفرده يطرحه للجمهور ويحقق نجاحا كبيرا.

كشف الرابر الشهير، أنه عندما يصنع أغنية أو تراك جديد، قد يأخذ مصطلحات وجمل وكلمات من الشارع تشبه جيله، وقد يقوم باختراع مصطلحات يقلدها جيله، وهذه هي الحرفة في صناعة أغاني الراب.

وأردف، أن ما يميز موسيقى الراب ومطربيها، أنها موسيقة عشوائية تلقائية قريبة من الشارع، وقد يذكر الرابر أسماء بعضهم في الأغاني على طريقة "الدس" وينتقدون بعضهم البعض، دون وجود أزمة ولا خلاف على عكس عالم البوب أو عالم الفنانين (في العالم ده مينفعش أقول اسمك أصلا لأنه براند وممكن أتحبس).

وأشار إلى أن الجمهور أصبح يميل الفترة الحالية للموسيقى السهلة التلقائية العشوائية، التي تخرج من الأوضة، وإذا شعر أن الأغنية مصنوعة في استوديو ضخم مئات العاملين لن يشعر بها ولن يتقبلها، وقال: "لذلك نقدم أغاني تخاطب جيلنا بدون تكلف أو تصنع، فنحن نقدم أغاني بها صراحة مجتمعية أكبر وأكتر من أي نوع موسيقى آخر".

مروان موسى: لا مانع من استخدام تراكات جاهزة الكتابة عليها 

بينما يرى مروان موسى، أن صناعة موسيقى الراب مختلفة كثيرا عن كافة الأشكال الموسيقية الأخرى، وهي أسهل في أمور كثيرة، ولكنها أصعب في أمور أخرى، وقال: "احيانا بعمل 3 أغاني في أسبوعين تلاتة، بخلصم وأعيش عليهم وبعدها برجع أكمل". 

وأضاف مروان حول استخدامهم تراكات جاهزة ووضع كلمات عليها، أن هذا أمر عادي جدا ومتبع منذ زمن بعيد في الغرب، وقال: "أنا مثلا عملت أغنية (عامل إيه) على "بيت جاهر" من يوتيوب، اشتريته ودفعت رقم بسيط جدا، والأغنية حققت نجاحا كبيرا، وأتعامل كـرابر وموزع، وعندما أكون رابر أجد مزيكا جيدة تعجبني يمكن أن أكتب عليها وأوزعها من جديد دون الحاجة لملحنين وموزعين وكتاب ولا حتى عازفين، وهذا يختلف كثيرا عن الموسيقى التقليدية".

أشار مروان موسى، إلى أنه كثيرا كان يتعاون مع موزعين ليضعوا بصمتهم على أعماله، قد يوزع هو لنفسه أيضا، موضحا أنه يتعامل مع الموسيقى بقلبه وما يشعر به يقدمه دون تردد أو قلق، لأنه في النهاية يقدم الموسيقى التي يحبها لا يهتم برد الفعل عليها.

وكشف مروان، انه في ألبومه الجديد اتخذ أسلوب الطرح بنفس أسلوب صناعته، مشيرا إلى أن الألبوم يضم 11 أغنية، وسيطرح على 5 أجزاء، وأنه اهتم في هذا الألبوم بالتنوع.

سمارا: صناعة أغاني الراب أصعب من الأغاني العادية 

فيما يرى سمارا، أن صناعة أغاني الراب أصعب كثيرا من صناعة الأغاني العادية، مشيرا إلى أن الرابر يقوم بالكتابة والتلحين والتوزيع، كما أنه يختار موضوعا معينا يمس أجيال الشباب الذي يخاطبهم من خلال أغنياته، ويقدم لهم أغاني تلمس أزماتهم وأفكارهم وأحلامهم.

يضيف سمارا، انه قد يأخذ أسبوعا في صناعة تراك واحد، وقد ينهي تراك في يوم واحد، هذا يتوقف على الحالة المزاجية للرابر، موضحا أن موسيقى الراب تتميز عن غيرها، بأن صناعها يقدمون تراكات لأنفسهم قبل أن تكون للجمهور، لذلك ترى الرابر مؤمنين جدا بما يقدموه ويخرج للجمهور بصدق وإحساس كبير، مما يجعل الشباب يتفاعلون معه.

 كشف سمارا، ان علاقة الرابر العرب قوية جدا، برغم أنهم ينتقدون بعضهم البعض في التراكات، ولكنهم مطلعين على كافة الأعمال التي يقدمها غيرهم، ويهتمون بتقديم ما هو أفضل، وهذا يخلق منافسة قوية بينهم، ويجعلهم جميعا يقدمون تراكات قوية، وأنه يغني بعدة لغات ولهجات، ويتمنى قريبا أن يغني مع الرابر المصريين.

وأضاف أن الوقت الراهن موسيقى الراب تفوقت على كافة الأشكال الموسيقية الأخرى، وأصبح جمهورها كبير جدا في الوطن العربي، ووصف هذه المرحلة بمرحلة "صحوة الراب العربي"، مشيرا إلى أن جمهور الشباب أصبح يحب الأغاني المصنوعة بسهولة وتلقائية وتتحدث عن مشكلاتهم وتشبههم، مؤكدا أن لغة الشباب الجديدة لن تجدها إلا في موسيقى الراب، سواء كانت الأغاني رومانسية أو نقدية اجتماعية أو حتى أغاني وطنية، ستجد بها تفاعلا حقيقيا بسبب التلقائية في الألحان والصدق في الكلمات.

واستكمل: "نحن نختلف عن المهرجانات كثيرا، برغم أننا نقدم كلمات من المجتمع والشارع ومتداولة بين الشباب، ولكننا نقدمها في إطار موسيقى كلاس بعيدا عن الشعبي".

سمول إكس: نقدم موسيقى سهلة وسريعة تناسب الشباب ولا نحتاج لإنتاج ضخم

الرابر الشهير سموك إكس، أكد أنه دائما يغني ما يشبهه وقريب منه، ولذلك يصل للجمهور بصورة أكبر؛ لأنهم يشعرون بأن ما يقدمه الرابر تراكات وأغاني قريبة من الشباب.

أضاف، أنه يختار جيدا وبعناية كلمات أغانيه، ويكتبها بحرفية شديدة، مشيرا إلى أن أغاني الراب لا تحتاج لأعداد كبيرة من الموسيقيين، وما تحتاجه فقط لاب توب وغرفة، يقوم من خلالها بصناعة أعماله، وهو ما يميز هذه النوعية من الموسيقى عن غيرها، أنها سهلة وسريعة ولا تتطلب لأمور كثيرة قد تعطل الانتاج.

تابع سمول إكس، أن أي شخص لديه موهبة الكتابة من السهل أن يقدم تراكات راب ويحقق نجاحا كبيرا، هذا يتيح الفرصة لوجود أجيال جديدة من الرابر العرب، ويجعل موسيقى الراب تتطور بسرعة وتحدث نقلة نوعية في عالم الموسيقى.

وأكد، أن اللهجة لا تفرق كثيرا في أغاني الراب، والجمهور يتفاعل مع الموسيقى أولا؛ لأنها تشعره بمود راقص ومرح، وبعدها يحفظ الكلمات أيا كانت لهجتها، وقال: "كنت أسافر إلى عدة دول وأكتشف أن الجمهور يحفظ الأغاني جيدا، حتى من جنسيات مختلفة، وكلمات الأغاني التي نغنيها جميعها تتلاقى مع الشباب وتناسبهم في كافة المراحل العمرية وفي كافة الدول".

ستورمي: صناعة أغاني الراب تحتاج موهبة وقرب من الشباب 

يرى الرابر الشهير ستورمي، أن أغاني الراب سهلة الصناعة، ولكنها صعبة جدا وتحتاج موهوبين لتقديمها، مشيرا إلى أنه يختار أولا الموسيقى واللحن، ثم يقوم بكتابة الكلمات عليه.

وأضاف أن أسلوب الكتابة به صعوبة كبيرة لأنه يجب أن يقترب من مصطلحات جيل الشباب، ويجب على الرابر أن يكون على تواصل دائم مع هذا الجيل، ومطلع على لغتهم دائما والمصطلحات الجديدة التي تتداول بينهم سواء في الجامعات أو الشارع، وحتى المقاهي والكافيهات وغيرها من أماكن تجمع الشباب.

أكمل ستورمي: "البعض يرى أن أغاني الراب تناسب فقط الملاهي الليلية والديسكوهات، وهذا به ظلم كبير لنا، لأننا نقدم أغاني تناسب كافة الأماكن، ويمكن غناؤها في حفلات وفي مناسبات وفي أي وقت".

واختتم: "عندما أختار كلمات التراكات يجب أن تحتوي على مصطلحات وجمل وكلمات جديدة ومبتكرة تشبه ما يقوله الشباب العربي".