تفاصيل صفقة تسليح إيرانية جديدة لروسيا وطهران تنفي
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، نقلًا عن مسؤولين أميركيين وأوروبيين، إن إيران أرسلت صواريخ باليستية قصيرة المدى إلى روسيا، وذلك رغم تحذيرات غربية صارمة لطهران، فيما قال البيت الأبيض إنه "منزعج من هذه الأنباء"، محذرًا طهران من التصعيد.
وقال مسؤولون أوروبيون، إن واشنطن أبلغت حلفائها بالخطوة الإيرانية في اليومين الماضيين، فيما ذكر مسؤول أميركي أن الصواريخ "تم تسليمها أخيرًا".
وتقول الدول الغربية إن إيران سلّمت بالفعل طائرات مسيرة لروسيا، وهي تستخدمها في حربها ضد أوكرانيا، بالإضافة إلى استخدام الذخيرة والصواريخ التي قدمتها كوريا الشمالية.
وذكرت "وول ستريت جورنال" أن تسليم إيران الصواريخ الباليستية قصيرة المدى لروسيا، قد يحول أمام آمال الحكومة الإيرانية الجديدة في تهدئة التوترات مع الغرب.
وقال الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، إنه يأمل في تحسين الاقتصاد المحلي، من خلال تخفيف العقوبات الأوروبية والأميركية.
وذكر المسؤولون الغربيون أن الشحنة تشمل بضع مئات من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى. وتمتلك إيران مجموعة متنوعة من هذه الأسلحة، بمدى يصل إلى حوالي 500 ميل.
وقال مسؤول أوروبي كبير: "هذه ليست النهاية"، مشيرًا إلى أنه من المتوقع أن تستمر إيران في إرسال الأسلحة إلى روسيا.
وتأتي عمليات التسليم، وفق التقرير، في وقت تواجه فيه الدفاعات الجوية الأوكرانية تحديًا كبيرًا، بسبب الصواريخ الروسية والهجمات بالطائرات المسيرة، وهي النقطة التي أشار إليها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال لقائه مسؤولين غربيين، الجمعة، في قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا، لمناقشة الاحتياجات العسكرية الأوكرانية.
وفي تعليقه على هذا التقرير، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض شون سافيت: "حذرنا من تعميق الشراكة الأمنية بين روسيا وإيران منذ بداية الغزو الروسي الكامل لأوكرانيا ونحن منزعجون من هذه الأنباء". وأضاف: "أي نقل للصواريخ الباليستية الإيرانية إلى روسيا من شأنه أن يمثل تصعيدًا جذريًا في دعم إيران لحرب روسيا العدوانية ضد أوكرانيا".
من جهتها قالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك، الجمعة، إن موقف طهران تجاه الصراع في أوكرانيا لم يتغير.
وأضافت: "تعتبر إيران تقديم المساعدة العسكرية للطرفين المنخرطين في الصراع أمر غير إنساني كونه يؤدي إلى زيادة الخسائر البشرية وتدمير البنية الأساسية والابتعاد عن مفاوضات وقف إطلاق النار".
وتابعت: "وبالتالي، فإن إيران لا تشارك فحسب في مثل هذه الأعمال، بل تدعو أيضًا الدول الأخرى إلى وقف تزويد أي طرف من طرفي الصراع بالأسلحة".
وقال مسؤولون أوروبيون، الجمعة، إنهم يعملون مع نظرائهم الأميركيين للرد على الخطوة الإيرانية، والذي قد يتضمن فرض عقوبات إضافية.
وفي مارس الماضي، حذّر زعماء مجموعة الدول السبع إيران من نقل صواريخ إلى روسيا، وهددوا بفرض عقوبات قاسية.
ومن المرجح أن يحظر الأوروبيون على شركة الطيران الوطنية الإيرانية "إيران إير" الطيران إلى المطارات الأوروبية، وهو ما قد يؤثر بشكل كبير على العلاقات التجارية المتبقية بين الطرفين.
ومن المقرر أيضًا أن يستهدفوا سلسلة من الشركات والأشخاص الإيرانيين المتورطين في عمليات نقل الصواريخ، بما في ذلك شركات النقل، وفق "وول ستريت جورنال".
وفي وقت سابق من هذا العام، قال مسؤولون في الاتحاد الأوروبي، إن عمليات نقل الصواريخ الإيرانية إلى روسيا ستكون "خطًا أحمر"، قد يجعلهم يتراجعون بشكل مباشر عن تخفيف بعض العقوبات التي تحصلت عليها طهران بموجب الاتفاق النووي لعام 2015، إلا أنهم كانوا أكثر ترددًا في الأسابيع الأخيرة.
وقال دبلوماسي أوروبي كبير الأسبوع الماضي، إنه بخلاف قطاع الطيران، لن يتم قطع العلاقات الاقتصادية أو المصرفية الأخرى مع إيران.
وكان المسؤولون الأوروبيون والإيرانيون يأملون في أن تحسين العلاقات بعد انتخاب بزشكيان، وذلك كبداية لعملية تهدئة للتوتر بشأن السياسة الإقليمية الإيرانية، وبرنامجها النووي.
وذكرت "وول ستريت جورنال" أن الولايات المتحدة عقدت محادثات دورية مع إيران، بوساطة مسؤولين عمانيين، على مدى الأشهر الثمانية عشر الماضية، وحذرت أيضًا من عمليات نقل الصواريخ لروسيا. وقال مسؤولون أمريكيون إنهم يتطلعون إلى مواصلة هذه المحادثات في الأشهر المقبلة.