الإثنين 16 سبتمبر 2024 الموافق 13 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

عاجل| دلالات زيارة رئيس أركان القوات المسلحة إلى الحدود مع غزة

الرئيس نيوز

تفقد رئيس أركان القوات المسلحة، أمس الخميس، الأوضاع الأمنية على الحدود بين مصر وغزة، المعروفة باسم محور صلاح الدين، وسط مطالب إسرائيلية برغبتها في البقاء تحت السيطرة على المنطقة الاستراتيجية في قتالها لحماس.

وقام الفريق أحمد فتحي خليفة، وزير الدفاع، بتفقد الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذتها القوات المصرية على معبر رفح، وأكد ثقته في القوات المسلحة على الحدود وقدرتها على "عدم الانجرار وراء الشائعات والأحاديث التي تستهدف النيل من الدولة المصرية"، بحسب بيان صادر عن وزارة الدفاع.

وأكد خليفة أن "المهمة الأساسية للقوات المسلحة هي الحفاظ على حدود البلاد على كافة الاتجاهات الاستراتيجية".

لماذا الآن؟

تأتي هذه الأنشطة لوزير الدفاع ورئيس الأركان، بعد أسبوع من التوترات المتزايدة المحيطة بممر صلاح الدين. ففي مساء يوم الاثنين، أصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على ضرورة أن تحافظ إسرائيل على وجود عسكري في الممر.

وكرر نتنياهو تصريحاته يوم الأربعاء، قائلًا إن جيش الاحتلال لن ينسحب من الممر حتى المرحلة الثانية من أي اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار. وطالبت حماس بالانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة، بما في ذلك ممر صلاح الدين، طوال مفاوضات وقف إطلاق النار.

كان اتفاق وقف إطلاق النار الأصلي، الذي اقترحه الرئيس جو بايدن في مايو، يتألف من ثلاث مراحل، الأولى مدتها ستة أسابيع تنسحب خلالها إسرائيل من المناطق المكتظة بالسكان في غزة ويتم إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين في مقابل السجناء الفلسطينيين. 

وكان من المقرر التفاوض على المرحلة الثانية خلال فترة وقف إطلاق النار الأولية التي استمرت ستة أسابيع، وتضمنت إطلاق سراح جميع الرهائن وانسحاب إسرائيل الكامل من غزة. أما المرحلة الثالثة والأخيرة فكانت تركز على إعادة إعمار قطاع غزة.

والآن يحاول فريق التفاوض الأمريكي بشأن وقف إطلاق النار وضع مقترح جديد على الطاولة في أعقاب موقف نتنياهو بشأن الممر.

أهمية زيارة رئيس الأركان إلى الحدود

كان ممر صلاح الدين، الذي تم إنشاؤه كمنطقة عازلة في اتفاقية كامب ديفيد عام 1978، نقطة خلاف بين مصر وإسرائيل لفترة طويلة. في عام 2005، بعد انسحاب إسرائيل من غزة، تم تكليف مصر والسلطة الفلسطينية بالإشراف على الشريط الضيق من الأرض. في عام 2007، سيطرت حماس على غزة والحدود.

استولت إسرائيل على ممر صلاح الدين في مايو وظلت منذ ذلك الحين ثابتة على وجودها العسكري في المنطقة، ذاعمة أن حماس تستخدم الممر “لتهريب الأسلحة إلى غزة”.

وقال خالد الجندي، الباحث البارز في معهد الشرق الأوسط، إن زيارة خليفة جاءت ردًا على التصريحات الإسرائيلية الأخيرة بشأن ممر صلاح الدين، وأكد في تصريحات لـ"المونيتور": "أعتقد أن هذا رد واضح على كل الحديث عن ممر صلاح الدين والتلميح إلى أن مصر غير قادرة على تأمين الحدود. وأعتقد أن هذه محاولة من جانب مصر لإظهار جديتها في تأمين الحدود وأنها كانت كذلك بالفعل، وأنها ليست المشكلة".

وبحسب الجندي فإن الزيارة تشير إلى معارضة مصرية للسيطرة الإسرائيلية على الحدود وأضاف "أعتقد أيضًا أن هذه وسيلة للتأكيد على معارضة مصر لبقاء إسرائيل على الحدود بين غزة ومصر. وقد قالت مصر إنها ستعتبر ذلك انتهاكًا لمعاهدة السلام مع إسرائيل وأنها لن تسمح بذلك".

وتسعى مصر إلى حماية مصالحها الرئيسية في ظل حالة عدم الاستقرار على حدودها. فهي لا تريد حدودًا "مخترقة"، كما أنها لا تريد هجرة الفلسطينيين من غزة إلى مصر، كما قال الجندي.

وخاضت مصر صراعًا مسلحًا في سيناء مع الإرهاب لسنوات. وانتهى الصراع بانتصار عسكري مصري.

بعد أيام من الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن سكان غزة يجب أن "يبقوا على أرضهم".

وعن وجهة النظر المصرية، فإنها تتجه إلى تأكيد السيادة المصرية ورفض أي استسلام لمطالب الإسرائيليين.