نتنياهو ينشر أكاذيب بشأن تهريب الأسلحة من مصر ليداري فشله
سلطت صحيفة تورنتو ستار الكندية الضوء على أكاذيب دأب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على نشرها حول حدود قطاع غزة مع مصر، وأشارت الصحيفة إلى أن اتهامات مصر لنتيناهو بنشر الأكاذيب تبدو منطقية للغاية بالنسبة لمسؤول سياسي يرغب بشدة في للتغطية على فشله، فيما قالت حماس إنه "لا حاجة لمقترحات جديدة لوقف إطلاق النار والمطلوب الضغط على حكومة نتنياهو وإلزامها بما تم الاتفاق عليه"، وحقيقة الأمر أن ثمة فشل آخر ينضم إلى مجموعة إخفاقات نتنياهو بما في ذلك فشله في مجابهة "مافيا تهريب الأسلحة من كرم أبو سالم إلى قطاع غزة".
وأشارت الصحيفة إلى تصريحات مصدر مصري رفيع المستوى أكد أن الحكومة الإسرائيلية فقدت مصداقيتها تمامًا سواء داخليًا أو خارجيًا وتواصل الترويج لأكاذيبها للتغطية على فشلها، كما يبدو أن نتنياهو يمهد الطريق من خلال مزاعمه بتهريب الأسلحة للإعلان عن فشله الأمني والسياسي وفشله في العثور على الرهائن أو تحقيق أي نصر عسكري في غزة والضفة الغربية.
وأضاف المصدر أن هناك استياء من كافة الأطراف من استمرار رئيس الوزراء الإسرائيلي في فشله في التوصل إلى اتفاق هدنة واستطرد: نتنياهو يسمح بتهريب السلاح من داخل إسرائيل إلى الضفة الغربية ويتجاهل بيع السلاح للضفة من أجل إيجاد مبررات لعدوانه على الشعب الفلسطيني.
وكانت عدة دول عربية أعلنت تضامنها مع مصر، ووصفت اتهامات نتنياهو بتهريب السلاح عبر ممر فيلادلفيا بأنها مزاعم لا أساس لها من الصحة تهدف إلى عرقلة جهود الوساطة التي تقوم بها مصر وقطر والولايات المتحدة للتوصل إلى صفقة تبادل تؤدي إلى وقف إطلاق نار دائم في غزة.
وقال نتنياهو إن حماس تحصل على أسلحة من مصر عبر ممر فيلادلفيا وزعم نتنياهو أنه يريد إعادة الأسرى، مشددا على ضرورة عدم التخلي عن ممر فيلادلفيا، فهو شريان الحياة لحماس مضيفًا: حرصنا على عدم إدخال دبوس إلى غزة من جانبنا، لكنهم تسلحوا عبر محور فيلادلفي".
وتصر مصر على ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من محور فيلادلفيا ومعبر رفح الذي سيطرت عليه في السابع من مايو الماضي ويشكل محور صلاح الدين البالغ طوله 14 كيلومترًا على الحدود بين قطاع غزة ومصر نقطة خلاف رئيسية في مفاوضات وقف إطلاق النار المتعثرة.
من جهتها، قالت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إنه لا حاجة إلى مقترحات جديدة بشأن وقت وقف إطلاق النار، وأن المطلوب الآن هو الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته وإلزامهما بما تم الاتفاق عليه.
حذرت حماس - في بيان لها مساء أمس الأربعاء - من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يُفشل اتفاق وقف الحرب في قطاع غزة وتبادل الأسرى بإصراره على البقاء في محور فيلادلفيا الحدودي بين القطاع ومصر.
وفي مؤتمرين صحفيين عقدهما نتنياهو الاثنين والأربعاء، أكد أنه "لن يسحب" جيش الاحتلال من الممر، مكررًا مزاعمه بأن أسلحة مرت سابقًا عبر هذا الممر إلى حماس.
ويعد استمرار تواجد تل أبيب في هذا المحور أحد أهم الأسباب التي تعيق تحقيق اتفاق بين إسرائيل وحماس لوقف الحرب في غزة وتبادل الأسرى، حيث ترفض الحركة الفلسطينية ومصر ذلك وردًا على ذلك، قالت حماس، عبر حسابها على تليجرام، إن "قرار نتنياهو بعدم الانسحاب من محور صلاح الدين يهدف إلى إفشال التوصل إلى اتفاق" لوقف الحرب في قطاع غزة وتبادل الأسرى.
وأضافت الحركة: "لا نحتاج إلى مقترحات جديدة" لهذا الاتفاق، في إشارة إلى الأنباء المتداولة في وسائل الإعلام الأمريكية عن تحضير واشنطن مقترحًا جديدًا لصفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق النار.
وشددت الحركة على أن "المطلوب الآن هو الضغط على نتنياهو وحكومته وإلزامهم بما تم الاتفاق عليه" خلال المفاوضات السابقة وحذرت من "الوقوع في فخ نتنياهو وحيله، حيث يستخدم المفاوضات لإطالة أمد العدوان على شعبنا".
وتقود مصر وقطر والولايات المتحدة منذ أشهر مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس، لكنها لم تسفر عن اتفاق بسبب رفض إسرائيل لمطالب حماس بإنهاء الحرب وسحب قواتها من قطاع غزة وإعادة النازحين الفلسطينيين إلى شمال القطاع.
وتشن إسرائيل بدعم أمريكي حربًا على غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، خلفت وراءها أكثر من 135 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة مميتة.
وفي استهتار بالمجتمع الدولي، يواصل الاحتلال هذه الحرب، متجاهلًا قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورًا، والمجلس الدولي لحقوق الإنسان، الذي يدعو إلى وقف فوري للحرب.