يتضمن الانسحاب من فيلادلفيا.. تفاصيل المقترح الأميركي الأخير لوقف الحرب على غزة
ذكرت تقارير إسرائيلية أن الإدارة الأمريكية ستطرح خلال الأيام القليلة المقبلة ما أسمته “المقترح الأخير” للتوصل إلى صفقة بين حماس وإسرائيل، والذي ادّعت أنه سيشمل انسحابا إسرائيليا من محور فيلادلفيا على الحدود بين مصر وغزة.
وبحسب القناة “13” العبرية الخاصة: “من المتوقع أن يقدم الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال الأيام القليلة المقبلة الخطوط العريضة التي يسميها الأمريكيون؛ المقترح الأخير”.
ونقلت القناة عن مسؤولين إسرائيليين لم تسمهم أن المقترح الأمريكي “سيتضمن انسحابا من فيلادلفيا غرب معبر رفح، وسيتطلب المزيد من المرونة من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو”.
وأشارت إلى أنه من المتوقع أن يقدم الأمريكيون المقترح لموافقة الوسطاء وحماس، وبعد ذلك فقط سيتم عرضه على إسرائيل.
وكشفت القناة أن مسؤولين أمريكيين ناشدوا مؤخرا الرئيس بايدن بالعمل على إطلاق سراح الأسرى الذين يحملون جواز سفر أمريكي (لم تحدد عددهم) في غزة “إذا لم تكن إسرائيل معنية بالتوصل إلى صفقة”.
وفي وقت سابق من مساء الأربعاء، جدد نتنياهو تشبثه بالبقاء في محور فيلادلفيا.
وقال خلال كلمة أمام الصحفيين الأجانب في مؤتمر صحفي عقده بالقدس: “إذا غادرت محور فيلادلفيا، فمن المستحيل منع حماس ليس فقط من تهريب الأسلحة، ولكن أيضًا من تهريب المختطفين إلى الخارج. نحن بحاجة إلى شيء للضغط عليهم لإطلاق سراح المختطفين”.
وأردف: “يجب أن تكون غزة منزوعة السلاح، ولن يكون الأمر كذلك إلا إذا ظل محور فيلادلفيا تحت السيطرة الإسرائيلية، ولا يكون خط إمداد لحماس بالذخيرة والأسلحة”.
وأضاف نتنياهو: “اتفقنا على بدء المحادثات بشأن وقف دائم لإطلاق النار ويجب أن تتضمن شروطنا وضعا يصبح فيه محور فيلادلفيا غير قابل للاختراق. على أحدهم أن يكون هناك، لا يهمني من”.
واستطرد: “أحضروا جهة ما تظهر لنا ليس على الورق أو بالكلمات، ولكن في الميدان، يومًا بعد يوم، وأسبوعًا بعد أسبوع، أنها تستطيع منع تكرار ما حدث، ونحن منفتحون على النظر في ذلك”.
من جانبها، حذرت حركة حماس، مساء الأربعاء، من أن نتنياهو يُفشل التوصل لاتفاق لوقف الحرب بقطاع غزة وتبادل الأسرى عبر التشبث بالبقاء في محور فيلادلفيا الحدودي بين القطاع ومصر.
وأكدت الحركة على عدم الحاجة لمقترحات جديدة للاتفاق.
وشددت على أن المطلوب الضغط على نتنياهو وحكومته لإلزامهم بما تم الاتفاق عليه.
وقالت حماس، عبر حسابها على “تلجرام”، إن “قرار نتنياهو بعدم الانسحاب من محور صلاح الدين (فيلادلفيا) يهدف لإفشال التوصل لاتفاق” لوقف الحرب بقطاع غزة وتبادل الأسرى.
وأضافت الحركة: “لسنا بحاجة إلى مقترحات جديدة” لهذا الاتفاق، في إشارة إلى أنباء تتداولها وسائل إعلام أمريكية بشأن تجهيز واشنطن مقترحا جديدا لصفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق نار.
وشددت الحركة على أن “المطلوب الآن الضغط على نتنياهو وحكومته وإلزامهم بما تم التوافق عليه” خلال المفاوضات السابقة.
وحذرت من “الوقوع في شرك نتنياهو وألاعيبه، والذي يستخدم المفاوضات لإطالة أمد العدوان على شعبنا”.
ومنذ أشهر، تقود مصر وقطر والولايات المتحدة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس، غير أنها لم تسفر عن اتفاق بسبب رفض إسرائيل مطلب حماس بإنهاء الحرب وسحب قواتها من قطاع غزة وعودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال القطاع.
ووصلت المفاوضات غير المباشرة بين تل أبيب وحماس إلى مرحلة حرجة، جراء إصرار نتنياهو على مواصلة الحرب على القطاع، وتمسكه بمحوري فيلادلفيا ونتساريم جنوب ووسط القطاع، بينما تطالب حماس بانسحاب إسرائيلي كامل من غزة وعودة النازحين دون تقييد.
وبدعم أمريكي مطلق، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، حربا مدمرة على غزة خلّفت أكثر من 135 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.