ماذا تستهدف مصر من الزيارة التاريخية للرئيس السيسي إلى تركيا؟
وصل الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى تركيا اليوم، تلبية للدعوة المقدمة من الرئيس رجب طيب أردوغان.
أوضح السفير أحمد فهمي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن زيارة السيد الرئيس التاريخية لتركيا تمثل محطة جديدة في مسار تعزيز العلاقات بين البلدين، وللبناء على زيارة الرئيس أردوغان التاريخية لمصر في فبراير الماضي، وتأسيسًا لمرحلة جديدة من الصداقة والتعاون المشترك بين البلدين، سواء ثنائيًا أو على مستوى الإقليم، الذي يشهد تحديات جمة تتطلب التشاور والتنسيق بين البلدين.
أضاف المتحدث الرسمي أنه من المنتظر أن تشهد الزيارة مباحثات معمقة للسيد الرئيس مع الرئيس أردوغان، إضافة إلى رئاسة الرئيسين للاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين مصر وتركيا، الذي من المقرر أن يتناول سبل الارتقاء بالعلاقات الثنائية في مختلف المجالات، إضافة إلى تبادل الرؤى إزاء القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وعلى رأسها جهود وقف إطلاق النار بقطاع غزة وإنهاء المأساة الإنسانية بالقطاع، وخفض التصعيد في الشرق الأوسط. كما سيشهد الرئيسان التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم بين حكومتي الدولتين في مختلف مجالات التعاون.
علاقات تاريخية
كتب الرئيس السيسي عبر صفحته على فيسبوك: "أعرب عن سعادتي البالغة بزيارتي الأولى للجمهورية التركية، ولقائي مع فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان، حيث تجمع بين دولتينا العريقتين علاقات تاريخية وشعبية متأصلة الجذور".
أضاف الرئيس السيسي: "كما تربطهما علاقات سياسية قوية منذ تأسيس الجمهورية التركية على يد الزعيم المؤسس مصطفى كمال أتاتورك، ولعل زيارتي اليوم، ومن قبلها زيارة فخامة الرئيس أردوغان للقاهرة، تعكس الإرادة المشتركة لبدء مرحلة جديدة من الصداقة والتعاون بين مصر وتركيا، استنادًا لدورهما المحوري في محيطهما الإقليمي والدولي، وبما يلبي طموحات وتطلعات شعبينا الشقيقين".
قال الباحث في الشؤون التركية، علي رجب، إن زيارة الرئيس السيسي إلى تركيا هي تتويج لجهد دبلوماسي وأخر من قبل أجهزة استخبارات البلدين، استمر مدة ثلاث أعوام، حتى تم التغلب على معظم الملفات الأكثر تعقيدا بين البلدين، والتي أوصلت الأمور إلى قطيعة وتبادل للتلاسن الخشن.
يوضح رجب في تصريحات للرئيس نيوز أن ملفات مهمة تنتظر الحسم من قبل البلدين بينها الملف الليبي، وملف الترسيم البحري في منطقة شرق المتوسط، وانضمام تركيا إلى منظمة غاز شرق المتوسط التي تتخذ من القاهرة مقرا لها، فضلا عن اتفاقيات اقتصادية وتجارية وتسليحية؛ إذ أظهرت مصر اهتمامها بالطائرة المسيرة التركية من طراز بيرقدار.
رجح رجب أن تساهم الزيارة في انفراجة وتنسيق في كثير من قضايا المنطقة، مثل المشاكل التركية السورية، والتركية العراقية، إلى جانب بحث الأزمات في فلسطين والسودان والصومال؛ والتداعيات السلبية للسلوك الإثيوبي في منطقة القرن الأفريقي.