الإثنين 16 سبتمبر 2024 الموافق 13 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

تصاعد الخلافات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الدفاع بشأن غزة

الرئيس نيوز

تصاعدت الخلافات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف جالانت، بشأن وجود جيش الاحتلال بالقرب من الحدود بين قطاع غزة المنكوب ومصر، وهي منطقة منزوعة السلاح على طول الحدود، وذكرت هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية (كان) أن نتنياهو يرى في المحور "شريان حياة لحماس"، مستبعدة أي انسحاب للقوات الإسرائيلية من الممر، وفقًا لموقع ميدل إيست مونيتور اللندني.

ويرى زعماء المعارضة وعائلات الرهائن الإسرائيليين في غزة أن موقف نتنياهو المتشدد يعيق الجهود الرامية إلى التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة واتفاقية تبادل الأسرى مع حماس.

وفي يوم الخميس الماضي، صوت مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي على الإبقاء على الوجود العسكري الإسرائيلي في الممر، وهو الموقف الذي أثار انتقادات من وزير الدفاع ووصف جالانت سيطرة إسرائيل على الممر بأنها "قيد غير ضروري فرضناه على أنفسنا" وقال خلال اجتماع مجلس الوزراء الأمني يوم الأحد: "لن نرقى إلى أهداف الحرب التي حددناها لأنفسنا". "لقد اتخذنا القرار يوم الخميس على افتراض أن الوقت متاح، ولكن إذا أردنا رهائن أحياء، فلا يوجد وقت".

وذكر جالانت، في إشارة إلى صفقة تبادل الأسرى التي أبرمت عام 2001 مع حماس والتي تم بموجبها إطلاق سراح أكثر من 1000 أسير فلسطيني مقابل الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط، "لقد عرضنا جنودنا للخطر لعقود من الزمن من أجل أفراد. كيف نتعامل مع حياة 30؟ إنه إفلاس أخلاقي" وخلال الاجتماع، ذكّر جالانت نتنياهو، "لقد أطلقت سراح 1027 سجينًا، بمن فيهم زعيم حماس، يحيى السنوار، مقابل رجل واحد فقط، جلعاد شاليط".

هل اقتربت إقالة جالانت؟

ذكرت قناة كان، نقلًا عن مصادر مقربة من نتنياهو، أنه من غير المتوقع أن يقيل رئيس الوزراء الإسرائيلي وزير دفاعه، على الرغم من العلاقات المتوترة بينهما وتزايد الغضب العام ضد حكومة نتنياهو بعد أن أعلن جيش الاحتلال أنه استعاد جثث ستة رهائن من جنوب غزة.

وردًا على ذلك، دعا أكبر اتحاد عمالي في البلاد، الهستدروت، إلى إضراب عام لمدة يوم واحد للضغط على الحكومة الإسرائيلية للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار واتفاقية تبادل الأسرى مع حماس.

وتقدّر إسرائيل أن أكثر من 100 رهينة لا يزالون محتجزين لدى حركة حماس الفلسطينية في غزة، ويعتقد أن بعضهم قُتلوا بالفعل وعلى مدى أشهر، كانت الولايات المتحدة وقطر ومصر تحاول التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس لضمان تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار والسماح للمساعدات الإنسانية بالدخول إلى غزة. لكن جهود الوساطة توقفت بسبب رفض نتنياهو تلبية مطالب حماس بوقف الحرب.

واصلت إسرائيل هجومها الوحشي على قطاع غزة في أعقاب هجوم شنته حركة حماس الفلسطينية في السابع من أكتوبر الماضي، على الرغم من قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الداعي إلى وقف فوري لإطلاق النار وأسفرت الأعمال العدائية الإسرائيلية عن استشهاد أكثر من 40700 فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 94100، وفقًا للسلطات الصحية المحلية.

وأدى الحصار المستمر لقطاع غزة إلى نقص حاد في الغذاء والمياه النظيفة والأدوية، مما أدى إلى دمار جزء كبير من المنطقة وقد اتُهمت الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب إبادة جماعية في محكمة العدل الدولية، التي أمرت إسرائيل في حكمها الأخير بوقف عمليتها العسكرية على الفور في مدينة رفح الجنوبية، حيث لجأ أكثر من مليون فلسطيني من الحرب قبل غزوها في السادس من مايو.

وقبل بضعة أيام، سلطت الصحف العالمية الضوء على اندلاع شجار وتراشق لفظي بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف جالانت بسبب اتفاق غزة، وتعنت نتنياهو ببقاء القوات الإسرائيلية على محور فيلادلفيا وهي أحد النقاط الرئيسية التي تعرقل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.


خلاف جديد بين نتنياهو وجالانت بسبب محور فيلادلفيا

كشف موقع “أكسيوس” الأمريكي كواليس الخلاف الذي دار بين نتنياهو وجالانت خلال اجتماع المجلس الأمني. وذكر مسؤولون إسرائيليون، أن جالانت دعا خلال الاجتماع للمضي قدما نحو التوصل إلى اتفاق مع حماس في أقرب وقت ممكن، واصفا الصفقة لا تتعلق فقط بإطلاق سراح الأسرى، وإنما "منعطف استراتيجي لإسرائيل".

وأضاف جالانت أنه: " إذا اختارت حكومة نتنياهو المسار الذي يؤدي إلى اتفاق في نهاية المطاف، فقد يؤدي ذلك إلى تقليل التوترات الإقليمية مع إيران وحزب الله والسماح للقوات الإسرائيلية بإعادة التجميع والتسليح والتفكير في استراتيجيتها وتحويل تركيزها من غزة إلى تهديدات إقليمية أخرى".

جالانت يحذر من حرب إقليمية

محذرًا انه في حال رفضت إسرائيل الصفقة المطروحة على طاولة المفاوضات فإن بذلك القرار يعني ترك الجيش الإسرائيلي منغمس في الحرب بقطاع غزة ما قد يؤدي إلى ارتفاع منسوب التوتر في منطقة الشرق الأوسط، والتي قد ينجم عنها حرب إقليمية.

وخلال المناقشة، أطلع نتنياهو الوزراء على موقف المفاوضات، وأظهر لهم خرائط انتشار الجيش الإسرائيلي على طول الحدود بين مصر وغزة وقال إنها رسمتها تل أبيب وأقرتها إدارة بايدن، مضيفا أن مطلبه هو أن يظل الجيش منتشرا بالكامل على طول محور فيلادلفيا.

وبحسب مصادر مطلعة على الاجتماع، بعد ما قدم نتنياهو هذه الخطة، تدخل جالانت واتهمه بفرض الخرائط على الجيش.

هذا التدخل والاتهامات التي شنها جالانت ضد نتنياهو، أثارت غضب الأخير مما دفعه إلى ضرب يده على الطاولة، واتهم وزير دفاعه بالكذب وأعلن أنه سيعرض الخرائط للتصويت في مجلس الوزراء على الفور، حسب المصدر نفسه.

وفي المقابل رد جالانت على نتنياهو قائلًا: "بصفتك رئيسا للوزراء، فأنت مخول بطرح أي قرار تريده للتصويت - بما في ذلك إعدام الرهائن"، وصوت نتنياهو وسبعة وزراء آخرين لصالح الحفاظ على السيطرة العسكرية الكاملة على محور فيلادلفيا. فيما كشف مسؤولون إن جالانت كان الوحيد الذي صوت ضد القرار.