يبلغ عمره 2500 عام.. مرصد فلكي قديم يكشف أسرار السماء
سلطت مجلة "سميث سونيان" الأمريكية التابعة لمتحف شهير يحمل نفس الاسم، الضوء على مرصد مصري ضخم يكشف أسرارًا سماوية لثقافة مصر القديمة، وساعد مبنى المرصد المصري القديم الذي يبلغ عمره 2500 عام والذي له جذور في كل من مجالي العلم والدين في تتبع حركة الشمس والنجوم منذ فجر التاريخ.
ونشر موقع المجلة صورًا لبقايا مبنى المرصد في مدينة كفر الشيخ المصرية القديمة، إذ اكتشف علماء الآثار في مصر للتو اكتشافًا فلكيًا ثريًا وهو عبارة عن مرصد فلكي يعود تاريخه إلى القرن السادس قبل الميلاد في مدينة كفر الشيخ القديمة، وعن تفاصيل البناء، فقد بني المرصد من الطوب اللبن، هو الأكبر والأقدم من نوعه في المنطقة، ويمتد على مساحة تقرب من 10000 قدم مربع.
وتشير الأدلة إلى أن المصريين القدماء درسوا حركة النجوم والشمس، والتي أثرت على الأحداث الدينية والزراعية المهمة. ويلقي البحث الجديد نظرة ثاقبة على هذه الممارسات وأشاد محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر، بالاكتشاف باعتباره معلمًا مهمًا "يؤكد براعة ومهارة المصريين القدماء في علم الفلك منذ العصور القديمة".
اكتشف علماء الآثار قطعًا أثرية قديمة مختلفة داخل المرصد، فمدخل المرصد يواجه الشرق نحو شروق الشمس ووفقًا للخبراء، فإن تصميمه على شكل حرف "L" المزين بالأعمدة يشبه تصميم المعابد المصرية - مما يعني أن المبنى لم يكن علميًا بحتًا، بل كان يستخدم أيضًا للأمور الدينية والاحتفالية والجنائزية.
ودعمًا لهذا الرأي، عُثر في المرصد على كنز من التحف الدينية، بما في ذلك التماثيل والفخار وطاولات القرابين والمجوهرات وأدوات القياس والعديد من العناصر الأخرى ويحتوي المبنى أيضًا على ساعة شمسية كبيرة مائلة، وهي أداة مهمة لقياس الوقت بالنسبة للثقافات القديمة، مصنوعة من كتل من الحجر الجيري يبلغ طولها أكثر من 15 قدمًا.
كان المصريون من بين أكثر علماء الفلك مهارة في التاريخ القديم، ولا يزال إرثهم يتردد صداه حتى يومنا هذا. في مصر القديمة، وُلد التقويم المكون من 365 يومًا، واليوم المكون من 24 ساعة. لقد رسموا خريطة كاملة للسماء الليلية، وكان لديهم أبراجهم الخاصة وأبراجهم، والتي لا يزال بعض علاماتها معروفًا حتى اليوم".
كما تحتوي القاعة على منصة حجرية عليها نقوش عن الأحداث الفلكية مثل شروق الشمس وغروبها خلال فصول السنة الثلاثة عند المصريين، بحسب البيان. وتصور إحدى الرسومات قاربًا طقسيًا عليه صور للإله حورس برأس الصقر وعين وادجيت ويوفر الحجر الزخرفي تفاصيل حول الطريقة التي فكر بها المصريون في الوقت وكيف فهموا السماء والسماء.
وفقًا لموقع Artnet News، "كانت دراسة الأجرام السماوية تجري في جميع أنحاء الحضارة المصرية القديمة"، و"كانت الأحداث الدينية ثابتة بحركات الشمس والقمر" وهذا المزج بين الأساطير وعلم الفلك واضح في الاكتشاف الجديد. على سبيل المثال، تم العثور على تمثال لأوزوريس، إله الحياة الآخرة المرتبط بكوكبة الجبار، في المرصد.
يتماشى المرصد المكتشف حديثًا مع مهمة الوزارة لاكتشاف المزيد عن الحياة اليومية ومعتقدات هذه الثقافة التاريخية. لا شك أن المزيد من الأبحاث سوف تستمر في تسليط الضوء على العلاقة المعقدة بين العلم والدين في مصر القديمة.