"صفقة التطبيع".. بن سلمان يسعى لضمانات أمريكية إسرائيلية وسط مخاوف من التصعيد
أشارت تقارير صحفية إلى أن الأمير محمد بن سلمان، ولي عهد السعودية، يطلب ضمانات أمريكية وإسرائيلية في الصفقة السعودية وسط مخاوف من ردود الفعل العنيفة من شتى القوى الإقليمية وانزلاق المنطقة إلى حرب أوسع نطاقًا.
وفي 14 أغسطس الجاري، نشر موقع بوليتيكو الأمريكي تقريرا حصريا واستند التقرير إلى روايات من ثلاثة مصادر منفصلة، كانت مطلعة على المحادثات بين ولي العهد السعودي وأعضاء الكونجرس الأمريكي وكانت هذه المحادثات هي الأحدث في سلسلة من المناقشات التفصيلية التي جرت لسنوات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية. بدأت خلال رئاسة دونالد ترامب، وسبقت اتفاقيات إبراهام.
ومع مرور الوقت، برز شكل اتفاق معقد ذي أهمية كبرى، يهدف بوضوح إلى تعزيز برنامج محمد بن سلمان الطموح لتأمين التنمية المستقبلية للسعودية. كانت رؤيته السعودية 2030، التي أطلقها في عام 2016، تهدف إلى كسر اعتماد السعودية الكلي على النفط وتعزيز وسائل إضافية لتطوير إمكانات المملكة وفي مقابل الالتزامات التي قطعتها الولايات المتحدة على نفسها تجاه المملكة العربية السعودية والتي تغطي، من بين قضايا أخرى، الأمن، والمساعدة الفنية في تطوير برنامج نووي مدني، والاستثمار في مجالات مثل التكنولوجيا الفائقة، فإن المملكة العربية السعودية سوف تحد من تعاملاتها مع الصين وتطبيع علاقاتها مع إسرائيل.
شرط واحد
كان لدى محمد بن سلمان شرط واحد قبل الموافقة على إضفاء الحياة على مسودة الاتفاق. فوفقا للسياسة السعودية الراسخة، فقد اشترط موافقة حازمة من إسرائيل على إنشاء دولة فلسطينية. وقد تم تعديل هذا الشرط الصارخ إلى حد ما أثناء عملية التفاوض ويشترط محمد بن سلمان الآن تضمين "مسار موثوق نحو الدولة الفلسطينية" في الاتفاق السعودي الأمريكي الإسرائيلي.
وعلى الرغم من الدعم العالمي الواسع النطاق، بما في ذلك الدعم الأمريكي، لحل الدولتين، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حتى الآن دعم تعزيز تنمية دولة فلسطينية ذات سيادة. وأشار إلى أن هذا من شأنه أن يجلب الإرهاب الذي ترعاه إيران إلى قلب إسرائيل، ويضع تل أبيب ومطار بن جوريون تحت تهديد دائم بالهجوم.
وتضمن ما كشف عن موقع بوليتيكو الأمريكي حول الجولة الأخيرة من المحادثات عنصرين متناقضين على ما يبدو؛ فمن ناحية، تشير التقارير إلى أن بن سلمان يبدو عازمًا على إبرام هذه الصفقة الضخمة مع الولايات المتحدة وإسرائيل؛ ومن ناحية أخرى، يبدو قلقًا بسبب القيام بذلك.
موقف نتنياهو
من المرجح أن يفكر نتنياهو كثيرًا في العواقب التي قد تترتب على ائتلافه الحكومي الهش إذا ما تراجع عن موقفه المتشدد غير الداعم لحل الدولتين ــ والذي سيكون بالمناسبة غير مقبول بالنسبة لحماس وأتباعها كما هو الحال بالنسبة لوزرائه اليمينيين، كما يحلو له أن يزعم أن حماس لا مطلب لها إلى محو إسرائيل من الوجود، لكي يثير مخاوف مواطنيه، ويتمكن من الوجود على رأس سلطات الاحتلال لأطول وقت ممكن تجنبًا لمسائلته أمام المحاكم في قضايا فساد كبرى، يحول دون البت فيها استمرار وجوده في منصبه كرئيس للوزراء وهو الوجود الذي تغذيه مخاوف الإسرائيليين من محوهم من الوجود.
ورجح موقع بوليتيكو أن السبب وراء إصرار السعودية على "مسار موثوق نحو إقامة دولة فلسطينية" مفهوم تماما فقد تم تصور واقتراح مبادرة السلام العربية لعام 2002 من قبل سلف الملك سلمان على العرش، الملك عبد الله بن عبد العزيز، حين كان ولي العهد وتدعو الخطة، التي أقرتها جامعة الدول العربية في عدد من المناسبات، إلى حل الدولتين للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني والحل العادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين، كما تعد الخطة، المعروفة باسم المبادرة العربية بالتطبيع الكامل للعلاقات بين العالم الإسلامي وإسرائيل.