الخميس 19 سبتمبر 2024 الموافق 16 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

هل اخترق النظام الإيراني لندن عبر المؤسسات التعليمية والدينية؟

الرئيس نيوز

أطلقت صحيفة دايلي ميل البريطانية اسم "طهران الصغيرة" على عدد من المؤسسات الإيرانية في وسط لندن والتي تكشف القوة الناعمة التي يستخدمها النظام الإيراني لاختراق الرأي العام في المملكة المتحدة.

كما سلطت الصحيفة الضوء على ذلك الرجل ذو اللحية السوداء الكثيفة وشعره المربوط في كعكة تثير الفضول، ولغته الإنجليزية لا تشوبها شائبة ولكن لهجته إيرانية، ويعرف باسم "كسرى عربي"، أما ملابسه، فهي داكنة، لكنه يرتدي بنطال رياضي وحذاء رياضي عصري، ومظهره ينم عن مزيج من رجل دين طهران ورجل عصري من لندن.

ويدير كسرى عربي مؤسسة خيرية مسجلة تصف نفسها بأنها "مركز ديني وثقافي" مهمتها "توفير الخدمات لأعضاء المجتمع المسلم، على وجه الخصوص، والمجتمع الأوسع على نطاق واسع"، ولكن في الواقع، فإن المبنى الأبيض الكبير الموجود خلف السور والأشجار هو المقر البريطاني الفعلي للزعيم الأعلى الإيراني، علي خامنئي، ومن الواضح أن الجميع بالمركز ومرتاديه حريصون على حماية خصوصيتهم.

وعندما انتهى الفريق الصحفي من تصوير المركز الإسلامي، التقط رجل آخر صورًا للفريق على هاتفه ثم تبعهم بينما كانوا يسيرون بضع مئات من الأمتار في الشارع حول الناصية، وهو ما يسميه الإيرانيون "نوخه"، وهوحارس مدفوع الأجر لمراقبة المباني الحكومية، وسأل الحارس الفريق الصحفي عن سبب التقاطهم الصور للمبنى، وكان الفريق على يقين من أن الحارس أرسل صور أعضاء الفريق كلها إلى طهران".

يقع المركز في شارع هادئ في مايدا فالي، شمال غرب لندن، وهو المحطة الثانية في جولة الدايلي ميلالتي أطلق عليها الفريق لقب "طهران الصغيرة"، وهي منطقة من العاصمة تحتفظ فيها إيران بالعديد من المؤسسات التي تستخدمها لنشر نفوذها في جميع أنحاء بريطانيا، ثم هناك مدرسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، على بعد بضعة شوارع، وفي طابورها الصباحي يتعهد الأطفال بالولاء لخامنئي. "ننتظرك تحت راية قائدنا"، ويهتفون باسمه.

وبعد وفاة سليماني، أقام المركز الإسلامي في إنجلترا وقفة احتجاجية بالشموع تكريما له، حيث وُصف بأنه "شهيد عظيم" وانتقدت هذا الحدث لجنة الأعمال الخيرية لتعريض سمعته للخطر بتنظيم هذا الحدث وفي عام 2022، عندما اندلعت الاحتجاجات في إيران بعد وفاة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عامًا في حجز الشرطة بعد اعتقالها لعدم تغطية رأسها بالحجاب، وصف مدير المركز، سيد هاشم موسوي، المتظاهرين بأنهم "جنود الشيطان" والنساء اللاتي خلعن حجابهن بأنهن "سموم"، ويعتبر موسوي الممثل الشخصي لخامنئي في المملكة المتحدة.

ويتحرك المسار التقليدي للعلاقات الإيرانية البريطانية دبلوماسيًا في سلسلة قيادة واضحة: من المرشد الأعلى إلى الرئيس الإيراني إلى وزير الخارجية ثم إلى السفير في لندن ولكن موسوي، بصفته مدير المركز الإسلامي في إنجلترا، لا يضطر إلى الاهتمام بأي من ذلك: فهو يقدم تقاريره مباشرة إلى المرشد الأعلى. وهو رجل قوي بالفعل.

وكانت المحطة الأخيرة في جولة الفريق الصحفي البريطاني في طهران الصغيرة هي الكلية الإسلامية في لندن، على بعد ميلين ونصف الميل إلى الشمال من المركز. خلف الواجهة ذات الطوب الأحمر، تدرس الكلية "الدراسات الإسلامية"، وحتى عام 2023 كانت برامجها الدراسية معتمدة من قبل جامعة ميدلسكس، وهي تابعة لجامعة المصطفى الدولية في إيران، وبالتالي تابعة للحرس الثوري الإيراني، و"يُعرف خريجوها بأنهم جنود وأبناء الإمام الخميني في العديد من دول العالم".

في ديسمبر 2020، وصفت الحكومة الأمريكية جامعة المصطفى الدولية بأنها "منصة تجنيد لقوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني" وفرضت عقوبات عليها بموجب قانون مكافحة الإرهاب. أخبرني كسرى أنها "تعمل على تطرف وتجنيد ميليشيات الحرس الثوري الإيراني في الشرق الأوسط وخلايا في أماكن أخرى".