"قد أفكر في العودة".. حقيقة إيقاف منصة X لحساب باسم يوسف
سلط موقع المونيتور الأمريكي الضوء على تصريحات الفنان الكوميدي باسم يوسف، الثلاثاء، إن حسابه على موقع التواصل الاجتماعي X لم يُحذف من قبل عملاق التواصل الاجتماعي، وتعهد بمواصلة نشر المحتوى على منصات أخرى.
تأتي هذه التصريحات بعد أن اختفى حسابه الذي يتابعه أكثر من 11 مليون شخص على X، من المنصة مساء الاثنين، دون ترك أي تفسير واضح لاختفائه.
وأكد يوسف عبر حسابه على إنستجرام: "لا، لم يتم حذف حسابي X من قبل X ولا أرغب في جعل نفسي ضحية زورًا باستخدام هذه الرواية".
ماذا حدث؟
أصبح حساب يوسف على X، @byoussef، غير متاح في حوالي الساعة 5:00 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة منذ يوم الاثنين. وبحلول مساء الثلاثاء، عرضت صفحة الويب الخاصة بالحساب الرسالة التالية: "هذا الحساب غير موجود".
وأثار اختفاء حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "إنستجرام" تكهنات حول إيقاف حساب يوسف. وفي منشور له على موقع "إنستجرام"، أشار يوسف إلى "مشكلات تتعلق بالسلامة" تتعلق بعائلته، دون الخوض في تفاصيل أكثر وقال "عندما يتم تخفيف المشاكل المتعلقة بسلامة أحبائي، قد أفكر في العودة".
وأضاف يوسف أنه سيستمر في النشر على مواقع التواصل الاجتماعي إنستجرام وفيسبوك وتيك توك، حيث يبلغ عدد متابعيه مجتمعين أكثر من 15 مليون مستخدم وقال "أتمنى أن أتعامل مع هذا الأمر بعيدا عن وسائل الإعلام".
من هو باسم يوسف؟
يوسف، 50 عامًا، هو كوميدي أمريكي من أصل مصري وكان في الأصل جراح قلب، وبرز بعد احتجاجات الربيع العربي في مصر عام 2011 من خلال برنامجه الساخر "البرنامج". سخر يوسف من مجموعة متنوعة من الشخصيات السياسية المصرية في البرنامج، بما في ذلك الرئيس الأسبق محمد مرسي، عضو تنظيم الإخوان الإرهابي.
واستضاف الممثل الكوميدي الأمريكي جون ستيوارت يوسف في برنامجه عام 2012، مما ساعد في تعريف الجمهور الأمريكي به وأصدرت حكومة مرسي مذكرة اعتقال بحق يوسف في مارس 2013.
وفي 30 يوليو من ذلك العام، أطيح بمرسي في ثورة شعبية عارمة، ودافع يوسف عن هذه الخطوة، فكتب في العربية في الشهر التالي: "أنا سعيد للغاية بنتيجة احتجاجات 30 يونيو، وبالإطاحة بمرسي"، واستمر برنامجه بعد الإطاحة بمرسي إلى أن قرر الانتقال إلى أمريكا مع زوجته وابنته بعد فراره من وطنه، وفقًا لتقرير نشرته شبكة "سي إن إن" في عام 2017.
تصريح بشأن غزة
عاد يوسف إلى دائرة الضوء بعد حرب غزة. وانتقد بشدة معاملة إسرائيل للفلسطينيين خلال مقابلة في أكتوبر مع بيرس مورجان من محطة TalkTV. ورفض يوسف الاتهامات بأن المدنيين يموتون في غزة لأن حماس تستخدمهم كدروع بشرية، وقال: "إذا اتفقنا على أن الضحايا البالغ عددهم 14 ألفًا ـ أعني من الذي يحصيهم ـ كانوا دروعًا بشرية، فهل يعني هذا أن كل واحد من هؤلاء المدنيين كان واقفا، يحجب هدفًا عسكريًا خلفه؟ لأن هذا يعني كمية كبيرة من الأسلحة".
وقال يوسف أمام ملايين المشاهدين إن زوجته هالة دياب لديها عائلة في غزة، التي أصبحت محاصرة وسط الصراع وقال في ذلك الوقت "أعني أننا نحصل على كل الأخبار من مصادر ثانوية لأن أسرة زوجتي تعيش في غزة. ولديهم أبناء عمومة وأعمام هناك ومنزلهم تعرض للقصف أيضا".
وقد حظي مقطع الفيديو الذي نشر على موقع يوتيوب للمقابلة مع برنامج TalkTV بأكثر من 22 مليون مشاهدة حتى يوم الثلاثاء. وقد حظي يوسف بإشادة واسعة النطاق بسبب المقابلة، وحصل على تقدير لموقفه الصريح المؤيد للفلسطينيين أثناء مخاطبة جمهور غربي. ووصف الصحفي كريم شاهين المقابلة بأنها "رائعة" في مقال نشر في أكتوبر في مجلة نيو لاينز، مسلطًا الضوء على السؤال المباشر الذي وجهه يوسف إلى مورجان أثناء المقابلة: "ما هو السعر الجاري اليوم للأرواح البشرية؟"
وأكد يوسف أن ارتفاع عدد الفلسطينيين الذين يموتون نتيجة القصف الإسرائيلي يثبت أن حياتهم لا قيمة لها وبحسب وزارة الصحة، استشهد أكثر من 40 ألف فلسطيني في حرب غزة الحالية. كما قُتل أكثر من 1110 أشخاص في إسرائيل خلال هجوم السابع من أكتوبر بحسب السلطات هناك.
وانتقد يوسف حماس منذ بداية الحرب، وقال لموقع ميدل إيست آي في فبراير: "أنا لست من محبي حماس على الإطلاق". كما أعرب عن شكوكه بشأن الاتهامات المتعلقة بسلوك المجموعة في 7 أكتوبر وفي مقابلة في أبريل، مع المذيع ليكس فريدمان، رفض يوسف ما وصفه بتقارير عن "اغتصاب" و"قطع رؤوس أطفال"، وهي العبارات التي ئاستخدمها الرئيس الأمريكي جو بايدن بدون دليل أو تحقق.
ويقول باسم يوسف: "ثم بدأت أتابع الأخبار قليلًا، ثم بدأت أرى أشخاصًا يأتون إلى البرامج ويقولون أشياء أعرفها، كعربي، كمسلم، كشخص من تلك المنطقة، أنها غير صحيحة".
اتهامات بمعاداة السامية
أثارت تعليقات يوسف عن اليهود منذ بداية حرب غزة اتهامات بمعاداة السامية. ففي مقابلة أجريت معه في أواخر شهر يوليو، وأشار مقدم البرامج على موقع يوتيوب ثيو فون أن أصدقاءه اليهود يقولون إن "وسائل الإعلام يديرها في الغالب أشخاص يهود"، ليوفقه يوسف الرأي: "نعم، جميع الشركات وجميع الرؤساء التنفيذيين".
ووصف المعلق الإسرائيلي هن مازيج تصريحات يوسف بأنها "معادية لليهود" في منشور على موقع X في وقت سابق من هذا الشهر وفي المقابلة نفسها، انتقد يوسف قانون التوعية بمعاداة السامية لعام 2023، الذي أقره مجلس النواب في مايو، قائلًا إن التشريع ينص على أن "أي انتقاد لإسرائيل سيُعتبر معاديًا للسامية".
يدعو مشروع القانون وزارة التعليم الأمريكية إلى تبني تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست لمعاداة السامية عند التحقيق في انتهاكات محتملة للحقوق المدنية. لا يعتبر التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست أن كل انتقاد لإسرائيل معادٍ للسامية ولكنه يتضمن أمثلة على معاداة السامية المتعلقة بإسرائيل في نصه.
في مقابلة أجريت في يناير مع اليوتيوبر المثير للجدل باتريك بيت ديفيد، أشار يوسف إلى أن اختبار الحمض النووي غير قانوني في إسرائيل واتهم الحكومة الإسرائيلية "باختطاف" أطفال يمنيين في عام 1950 "من أجل غرس الحمض النووي السامي في سكانهم". وجلبت الحكومة الإسرائيلية آلاف اليهود اليمنيين إلى البلاد في أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات من القرن العشرين.
وفي منشور على موقع X يوم الاثنين قبل وقت قصير من اختفاء حسابه، وصف يوسف اتهامات معاداة السامية بأنها "تكتيك خوف"، وغرّد: "هل مازلت خائفا من أن يطلق عليك هؤلاء الصهاينة لقب معادٍ للسامية؟ صوت وأخبرني في التعليقات".