الخميس 19 سبتمبر 2024 الموافق 16 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

الجارديان: الانتقام قد يقود إسرائيل وإيران إلى التدمير المتبادل

الرئيس نيوز

أشارت صحيفة الجارديان البريطانية إلى أنه لا يمكن للانتقام أن ينتهي إلا بالتدمير الذاتي المؤكد المتبادل لكل من إسرائيل وإيران، فقد كانت هناك لحظات كثيرة وُصفت بأنها معالم بارزة في الحرب التي بدأت منذ 7 أكتوبر 2023، وإخفاق السياج الذي شيدته قوات الاحتلال حول غزة بقيمة مليار دولار (772 مليون جنيه استرليني)، وبلغ عدد الشهداء نتيجة الهجوم الإسرائيلي على غزة 40 ألف فلسطينيًا وحوالي ثلثي من تم التعرف عليهم بالكامل هم من النساء والأطفال. ثم هناك أولئك الذين ما زالوا تحت الأنقاض، والذين قد يصل عددهم إلى 10،000 شخص.

ويزعم الاحتلال الإسرائيلي أن قواته قامت بتصفية 14 ألف من نشطاء حماس، وتتهم حماس باستخدام السكان المدنيين في غزة كدروع بشرية وأصدر جيش الاحتلال مؤخرًا أوامر إخلاء لعشرات الآلاف من الأشخاص الذين يعيشون في “المنطقة الإنسانية الآمنة” التي حددها، قائلا إن الصواريخ أطلقت من المنطقة، كما أن اكتشاف حالة شلل الأطفال في غزة يسلط الضوء على عمق الكارثة الإنسانية التي هي من صنع الإنسان بالكامل.

على الرغم مما يقال حول الوصول إلى لحظة حرجة أخرى في الصراع، فإن نهاية هذا الأسبوع هي بالتأكيد لحظة محفوفة بالمخاطر، كما كتب وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي ونظيره الفرنسي ستيفان سيجورنيه في صحيفة الأوبزرفر اليوم.

لم يفت الأوان بعد لتحقيق السلام في الشرق الأوسط – يجب علينا كسر دائرة العنف
وجاء في مقال وزيري خارجية فرنسا وبريطانيا: “لا يزال الرهائن الذين يحتجزون في غزة مقيدين بالسلاسل… اشتد القتال بين إسرائيل وحزب الله اللبناني. ويقولون إن التهديدات الإيرانية بمزيد من التصعيد تعني أن مخاطر نشوب حرب إقليمية واسعة النطاق تتزايد، واصفين إياها بـ "دائرة العنف المدمرة". ودعا الوزيران إلى وقف إطلاق النار في غزة، ودعيا إيران وإسرائيل إلى تجنب المزيد من التصعيد، وتم إطلاق مثل هذه الدعوات في كثير من الأحيان، كما تم تجاهلها في كثير من الأحيان. أحد الأسباب وراء ذلك هو أن استخدام العنف يمنح صناع السياسات إحساسًا بالسيطرة على الأحداث، ولكن في الواقع، هذا وهم.

كان لهجوم حماس العام الماضي أهداف متعددة، بعضها لا يزال غير واضح. ويعتقد يحيى السنوار، زعيم حماس الذي كان مهندس العملية، أن ذلك سيدفع الجماعات المسلحة الأخرى، مثل حزب الله، إلى شن هجمات وأن إسرائيل ستصاب بالشلل بسبب عدد الرهائن المحتجزين، وترى الصحيفة البريطانية أنه كان مخطئا، ورغم أن السنوار أثر في مجرى الأحداث منذ ذلك الحين، إلا أنه لم يسيطر عليها.

ويعد اغتيال إسرائيل لإسماعيل هنية في طهران الشهر الماضي مثالا آخر. كان قتل الزعيم السياسي لحماس جزءًا من جهد إسرائيلي واضح لاغتيال كبار قادة الجماعة، ولكنه خدم أغراضًا أخرى: تعزيز الروح المعنوية المحلية، وحشد الدعم لرئيس وزراء لا يحظى بشعبية، واستعادة زمام المبادرة في الحرب. لكن سيطرة إسرائيل الآن محدودة على ما سيحدث بعد ذلك. والقرار بشأن ما إذا كان سيتم الرد وكيفية الرد يعود إلى إيران. ويميل البعض في طهران إلى مواجهة العنف بعنف أكبر. ويقول المحافظون إن إسرائيل يجب أن تعاني من العواقب أو أنها ستتجرأ.

في أبريل، ردت إيران على غارة إسرائيلية في دمشق أسفرت عن مقتل اثنين من جنرالاتها، بإطلاق مئات الصواريخ والطائرات بدون طيار بشكل مدروس بعناية استهدفت مناطق غير مأهولة بالسكان أو قواعد عسكرية. هذه المرة، من المحتمل أن يؤدي الانتقام الذي يسبب المزيد من الضرر إلى صراع شامل. وسيكون لصناع القرار الإيرانيين تأثير محدود على الأحداث اللاحقة، مع ما يترتب على ذلك من عواقب مروعة محتملة على بلادهم والمنطقة.