الإثنين 16 سبتمبر 2024 الموافق 13 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

هل يؤتي الضغط المصري ثماره لتستلم السلطة الفلسطينية مسؤولية معبر رفح؟

الرئيس نيوز

أفادت هيئة البث الإسرائيلية (كان)، أمس السبت، نقلًا عن مصادر مطلعة على التفاصيل، أن محادثات تجري بين مصر والسلطة الفلسطينية لتولي الأخيرة مسؤولية معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء.

ووصف التقرير الاتصالات بأنها "حوار هادف"، وقال إن المصريين يهدفون إلى أن تكون هذه الخطوة العنصر الأول في خطة تهدف إلى تمكين السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية من السيطرة تدريجيا على أماكن استراتيجية أخرى في غزة بعد الحرب المستمرة بين إسرائيل وحماس، على الرغم من رفض القيادة الإسرائيلية باستمرار فكرة تسليم السلطة الفلسطينية دورا في حكم غزة بعد الحرب.

وقال التقرير إن المسؤول الكبير في السلطة الفلسطينية حسين الشيخ التقى في الأيام الأخيرة بمسؤول مصري مقيم في رام الله لمناقشة الخطة التي تدعمها القاهرة بقوة ومن المرجح أن تدعمها الولايات المتحدة أيضا، مضيفا أن النية هي أن تسيطر السلطة الفلسطينية علنا على المعبر، دون تمويه أو إخفاء تورطها.

انسحبت إسرائيل من قطاع غزة في عام 2005 وفي عام 2007 استولت حركة حماس الفلسطينية على المنطقة الساحلية من السلطة الفلسطينية في انقلاب دموي. وفي السابع من أكتوبر، قادت حماس هجوما مدمرا عبر الحدود على إسرائيل قُتل فيه 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، وتم نقل 251 شخصا إلى غزة كرهائن.

وكان الهجوم بمثابة بداية الحرب المستمرة التي تسعى فيها إسرائيل إلى تدمير حماس وتحرير الرهائن، وفقًا لصحيفة تايمز أوف إسرائيل.

وسيطرت القوات الإسرائيلية على معبر رفح على الحدود بين غزة ومصر في مايو الماضي، وظل المعبر مغلقًا حتى الآن، حيث رفضت مصر إعادة فتح المعبر إلى أن يعود تحت السيطرة الفلسطينية، وذلك لتجنب اعتبارها متواطئة مع العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب غزة. ويشكل المعبر ممرًا رئيسيًا للمساعدات إلى غزة، وقد أدى إغلاقه إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب.

وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد رفض السماح للسلطة الفلسطينية بأي تدخل في غزة.

كما أن شركاء نتنياهو في الائتلاف اليميني المتطرف يعارضون ذلك بشكل أكبر ويدعون إلى انهيار السلطة الفلسطينية التي تحكم أجزاء من الضفة الغربية.

ولكن في الآونة الأخيرة بدأت حكومة نتياهو في إعادة النظر في موقفها بشأن هذه القضية الرئيسية، حيث بدأت دائرة نتنياهو تدرك أن السلطة الفلسطينية هي البديل الوحيد القابل للتطبيق في الوقت الراهن، حتى مع دفعها نحو إصلاحات كبرى في رام الله، حسبما قال مسؤولون لصحيفة تايمز أوف إسرائيل الشهر الماضي.

وعلاوة على ذلك، فإن إعادة فتح معبر رفح يشكل عنصرًا أساسيًا في نجاح الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس لتسوية شكل من أشكال وقف إطلاق النار في مقابل الإفراج عن الرهائن. وينص الاقتراح الأخير على السماح لمقاتلي حماس الجرحى بالمرور عبر معبر رفح لتلقي العلاج الطبي خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار.

وفي الشهر الماضي، أفاد موقع أكسيوس أن مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين وأمريكيين عقدوا اجتماعا سريا بشأن فتح معبر رفح الحدودي.

وبحسب موقع أكسيوس، عقد الاجتماع في تل أبيب وحضره المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط بريت ماكجورك، ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار، ومستشارا عباس الرئيسيين آل الشيخ، ومدير المخابرات ماجد فرج.

وذكر التقرير نقلا عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين أن الإسرائيليين أكدوا أن نتنياهو يعارض التدخل المباشر للسلطة الفلسطينية في إدارة معبر رفح وحث السلطة الفلسطينية على إرسال أشخاص بصفة غير رسمية ولكن السلطة الفلسطينية رفضت.

انقسمت حماس وحركة فتح التي يتزعمها عباس والتي تحكم السلطة الفلسطينية لسنوات بعد الانقلاب الذي وقع في غزة عام 2007. وفي الشهر الماضي، وبوساطة صينية، وقع الطرفان على إعلان لإنشاء "حكومة مصالحة وطنية مؤقتة" لحكم غزة بعد الحرب.