الخميس 19 سبتمبر 2024 الموافق 16 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

جيش الاحتلال الإسرائيلي مستمر في تفجير آبار المياه في غزة وتعميق الأزمة الإنسانية

الرئيس نيوز

يواجه الفلسطينيون بالفعل أزمة مياه حادة بالإضافة إلى نقص الغذاء والوقود والدواء قبل تدمير الآبار، الأمر الذي أدى إلى تفاقم المعاناة الناجمة عن الحرب الانتقامية التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلية على قطاع غزة.

ووفقًا لتقرير تي آر تي الإخبارية، فقدت مدينة غزة كل قدرتها على إنتاج مياه الشرب تقريبًا، حيث تضررت أو دمرت 88% من آبار المياه و100% من محطات تحلية المياه، ونقلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل عن مسؤول بلدية وسكان غزة قولهم إن جيش الاحتلال الإسرائيلي دمّر وفجّر أكثر من 30 بئر مياه في غزة في يوليو، مما يزيد من صدمة الضربات الجوية التي حولت معظم أنحاء القطاع الفلسطيني إلى أرض قاحلة دمرتها أزمة إنسانية.

وقال سلامة شراب، رئيس شبكات المياه في بلدية خان يونس، إن القوات الإسرائيلية دمرت الآبار بين 18 و27 يوليو في بلدتي رفح وخان يونس الجنوبيتين ورفض جيش الاحتلال الإسرائيلي التعليق وينفي أن جنوده أحرقوا الآبار.

تجدر الإشارة إلى أن الخطر الدائم المتمثل في القصف الإسرائيلي أو القتال البري ليس فقط هو الذي يجعل الحياة محنة بالنسبة للمدنيين الفلسطينيين في غزة. إنه أيضًا الجهد اليومي للعثور على الضروريات الأساسية مثل الماء للشرب أو الطهي أو الاغتسال وقد حفر السكان الآبار في مناطق قاتمة بالقرب من البحر حيث دفعهم القصف، أو يعتمدون على مياه الصنبور المالحة من طبقة المياه الجوفية الوحيدة في غزة، والتي أصبحت الآن ملوثة بمياه البحر ومياه الصرف الصحي.

يمشي الأطفال مسافات طويلة ليصطفوا عند نقاط تجميع المياه المؤقتة. وفي كثير من الأحيان لا يكونون أقوياء بما يكفي لحمل الحاويات المملوءة، فيقومون بسحبها إلى المنزل على ألواح خشبية.

وقالت منظمة أوكسفام في تقرير صدر مؤخرًا إن مدينة غزة فقدت تقريبًا كل طاقتها لإنتاج المياه، حيث تضررت أو دمرت 88 بالمائة من آبار المياه و100 بالمائة من محطات تحلية المياه.

وكان الفلسطينيون يواجهون بالفعل أزمة مياه حادة بالإضافة إلى نقص في الغذاء والوقود والدواء قبل تدمير الآبار، الأمر الذي أدى إلى تفاقم المعاناة الناجمة عن الحرب الإسرائيلية على غزة، التي دخلت الآن شهرها العاشر.

كل ما يستطيع الفلسطينيون في غزة فعله هو الانتظار في طوابير طويلة للحصول على المياه بعد فشل الوسطاء الأميركيين والقطريين والمصريين في التوصل إلى وقف لإطلاق النار. ولا يقتصر الأمر على نقص المياه فحسب، بل أن الكثير منها ملوث أيضًا.

وقال يوسف الشناوي، أحد سكان غزة: "نحن نقف في الشمس، عيني تؤلمني بسبب الشمس لأننا نقف ساعات طويلة من أجل الحصول على النذر اليسير من المياه وهذا هو صراعنا مع المياه غير الصالحة للشرب، وهناك صراعنا مع مياه الشرب التي نأخذ طابورًا آخر لها، هذا إذا كانت متوفرة".

ولفت الفلسطيني فايز أبو توه رفاقه الفلسطينيين يقفون في طابور في الجو الحار متلهفين للحصول على الماء. ومثل العديد من الفلسطينيين، فهو يتساءل لماذا تضرب إسرائيل أهدافا لا تشكل تهديدا لجيشها، وعلق بالقول: "من لديه القليل من الحس الإنساني عليه أن ينظر إلى هؤلاء الناس ويعتني بهم ويحاول (فرض) وقف إطلاق النار وإنهاء هذه الحرب. لقد سئمنا، لقد متنا جميعًا ومتعبون. لم يبق لدى الناس شيء".

وتساءل: “هل يؤثر هذا بشكل جيد على قوة قوات الاحتلال؟ وهذا تدمير للبنية التحتية للشعب الفلسطيني لمزيد من تفاقم الوضع والضغط على هذا الشعب الذي ليس له إلا الله".

وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، يوم الاثنين، إنه بموجب القانون الإنساني الدولي، "يحظر بشدة" مهاجمة الأهداف الأساسية لبقاء السكان المدنيين، بما في ذلك إمدادات المياه.

وقال جيريمي لورانس، المتحدث باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان: "إن مهاجمة الأهداف المدنية محظور بشكل صارم بموجب القانون الإنساني الدولي. علاوة على ذلك، يُحظر مهاجمة الأهداف التي لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين على قيد الحياة، مثل إمدادات مياه الشرب".