فوضى والدمار في بيروت بعد غارة إسرائيلية مباغتة
نفذت إسرائيل عدوانًا جديدًا في شكل غارة جوية ضد العاصمة اللبنانية، وزعمت أن غارتها أسفرت عن مقتل القائد البارز في حزب الله فؤاد شكر ووفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.
كشفت اللقطات المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك مقطع فيديو صورته مراسلة بي بي سي، الخدمة الفارسية نفيسة كوهناورد، الدخان يتصاعد فوق العاصمة اللبنانية والأضرار التي لحقت بمبانٍ سكنية وتوجد خدمات الطوارئ في مكان الغارة بينما تجمعت الحشود في الخارج.
وانتقد رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي "العدوان الإسرائيلي السافر" على المدينة لكن إسرائيل تقول إن شكر كان هدفا "للتصفية بناء على معلومات استخباراتية" من قبل طائرات مقاتلة في منطقة بيروت.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن مقاتلاته قامت بتصفية أكبر قائد عسكري في حزب الله؛ فؤاد شكر ولم يؤكد حزب الله والسلطات اللبنانية مقتله بعد وراح ثلاثة أشخاص على الأقل ضحية للغارة الإسرائيلية التي استهدفت قائدًا في حزب الله في لبنان وأصيب 74 شخصًا، بحسب وزارة الصحة اللبنانية.
وذكرت وزارة الصحة أن طفلين وامرأة قتلوا في الغارة، حسبما ذكرت وسائل إعلام لبنانية. وتم نقل المصابين، وبعضهم مصاب بجروح خطيرة، إلى المستشفيات القريبة، وفقا لتقارير سابقة صادرة عن الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية.
ونقلت شبكة سي إن إن عن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت قوله: إن “حزب الله تجاوز الخط الأحمر”.
ومن جانبه، نفى حزب الله أن يكون وراء الهجوم على مرتفعات الجولان قبل ثلاثة أيام وفي الوقت نفسه.
وقال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتامار بن جفير في منشور منفصل على حسابه الرسمي بمنصة X إن “كل كلب يجب أن يكون له يومه”.
ويمثل تسلسل الهجمات أهم تصعيد إسرائيلي منذ اندلاع التوترات بين إسرائيل وحزب الله بعد 7 أكتوبر.
وقال جيش الاحتلال إن شكر، المعروف أيضًا باسم الحاج محسن، “أدار هجمات حزب الله على دولة الاحتلال منذ 8 أكتوبر، وكان القائد المسؤول عن مقتل الأطفال الـ 12 في مجدل شمس بشمال إسرائيل مساء السبت. فضلا عن مقتل العديد من الإسرائيليين والأجانب على مر السنين”.
وشكر هو مستشار كبير للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ويعمل في “أعلى هيئة عسكرية للجماعة، مجلس الجهاد”، وفقا لموقع الحكومة الأمريكية ورصدت وزارة الخارجية الأمريكية مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه.
وفي سبتمبر 2019، صنفته وزارة الخارجية الأمريكية على أنه "إرهابي عالمي محدد بشكل خاص بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224"، بعد أكثر من أربع سنوات من فرض وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على شكر واثنين آخرين من قادة حزب الله.
ووفقا لمسؤول إسرائيلي كبير، أرادت إسرائيل إرسال “رسالة قوية للغاية” بضربة يوم الثلاثاء، لكنها تأمل في تجنب المزيد من التصعيد وأكد المسؤول الإسرائيلي الكبير للشبكة الإخبارية الأمريكية: "لا نريد أن يتصاعد هذا الأمر إلى حرب أوسع نطاقًا، وفي نهاية المطاف يعتمد تصعيد هذا الأمر أم لا إلى حد كبير على كيفية رد فعل حزب الله الآن”.
مشاهد الفوضى
بحسب وكالة المنار التلفزيونية التي يديرها حزب الله، فإن الغارة أصابت الضواحي الجنوبية للعاصمة اللبنانية، وهي منطقة مكتظة بالسكان تعد معقلًا للجماعة المسلحة.
وكشف مقطع فيديو من رويترز آثار الضربة في جنوب بيروت ويمكن رؤية عمال الطوارئ والمارة وهم يسيرون في الشوارع المغطاة بالركام والطوب وغيرها من الحطام بالقرب من المبنى المستهدف ويبدو أن العديد من المركبات المتوقفة في أحد الشوارع قد تضررت بسبب تساقط الحطام من المباني المحيطة.
وفي مقطع فيديو حصلت عليه شبكة سي إن إن، يمكن رؤية أعمدة ضخمة من الدخان تتصاعد من منطقة الهجوم وشاهد صحفي في شبكة سي إن إن على الأرض مشاهد من الفوضى حيث هرعت سيارات الإسعاف وعربات الإطفاء إلى المبنى المستهدف. كما رأى الصحفي مسعفين يحملون شخصا مصابا على نقالة.
وأظهر تحليل سي إن إن للصور ومقاطع الفيديو أن ما لا يقل عن خمسة طوابق من قسم من المبنى المستهدف دمرت في الغارة وأظهرت الصور ومقاطع الفيديو أن الغارة كانت موجهة إلى القسم الجنوبي من المبنى، وأن الأضرار التي لحقت بهذا القسم كانت واسعة النطاق ويمكن رؤية ألواح خرسانية بأكملها إما معلقة بشكل غير مستقر أو تم تحويلها إلى ما يصل الآن إلى منحدر شديد الانحدار من الركام.
وأفاد صحفي في شبكة سي إن إن في مكان الحادث أنه لم يكن هناك أي ضرر واضح للمباني المحيطة. يبدو أن النوافذ سليمة إلى حد كبير. ويبدو أن المحلات التجارية في المناطق لم تتأثر بالإضراب. وقام الجنود اللبنانيون بتطويق جزء من المنطقة المحيطة بالمبنى.
ويقع المبنى المستهدف بجوار مستشفى بهمن ولم تتوفر على الفور صور أو مقاطع فيديو تظهر الأضرار التي لحقت بالمستشفى، ولم يتضح ما إذا كانت قد لحقت بها أضرار.