الخميس 19 سبتمبر 2024 الموافق 16 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

اضطراب إقليمي.. ماذا قالت الصحف العالمية عن اغتيال إسماعيل هنية؟

الرئيس نيوز

علقت صحيفة إيكنوميك تايمز على اغتيال إسماعيل هنية، القائد السياسي لحركة حماس، في إيران، مما أثار إدانات واسعة النطاق وقد نددت إيران وقطر وروسيا واليمن وتركيا وماليزيا بتصفيته في هجوم إسرائيلي تم تنفيذه على الأراضي الإيرانية، ويُنظر إلى الحادث على أنه تصعيد كبير، ويخشى كثير من المراقبين من أنه قد يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار الإقليمي وعرقلة جهود السلام في الشرق الأوسط.

وكانت حركة حماس الفلسطينية والحرس الثوري الإيراني قد أعلنا أن إسماعيل هنية تمت تصفيته في إيران الأربعاء وأعلن الحرس الثوري الإيراني أن هنية استُهدف في مقر إقامته مع حارس شخصي إيراني وكان في إيران لحضور حفل تنصيب الرئيس مسعود بيزشكيان، ويجري حاليًا التحقيق في ملابسات "الحادث".

ونقلت الصحيفة عن عبد السلام هنية، نجل الراحل إسماعيل هنية: "نجا والدي من أربع محاولات اغتيال خلال رحلته الوطنية، واليوم منحه الله الشهادة التي طالما تمناها"، مضيفًا: "لقد كان حريصا جدا على تحقيق الوحدة الوطنية وسعى جاهدا إلى وحدة كافة الفصائل الفلسطينية ونؤكد أن هذا الاغتيال لن يردع المقاومة التي ستقاتل حتى تحقيق الحرية".

ونقلت الصحيفة عن متحدث وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني قوله: "استشهاد هنية في طهران سيعزز الروابط العميقة والمتينة بين طهران وفلسطين والمقاومة" وأدانت قطر بشدة جريمة اغتيال هنية في طهران، واعتبرتها جريمة بشعة وتصعيدًا خطيرًا، وانتهاكًا جسيمًا للقوانين الدولية والإنسانية، كما أكدت أن التصفية  الإسرائيلية المتهورة والعدوان المستمر ضد المدنيين في غزة سيدخل المنطقة في دائرة من الفوضى، كما سيحد من فرص السلام.

ومن موسكو، أكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف أن ما حدث ليس سوى "قتل سياسي غير مقبول على الإطلاق، وسيؤدي إلى مزيد من تصعيد التوترات" وذكر محمد علي الحوثي، رئيس اللجنة الثورية العليا التابعة للحوثيين أن استهداف هنية جريمة إرهابية بشعة وانتهاك صارخ للقوانين والقيم المثالية.

وأكد مسؤول كبير في حماس أن اغتيال الاحتلال الإسرائيلي لهنية تصعيد خطير يهدف إلى كسر إرادة حماس وإرادة شعبنا وتحقيق أهداف وهمية وأكد أن هذا التصعيد لن يحقق أهدافه، وأضاف "حماس مفهوم ومؤسسة وليست أشخاصًا"، وأن حماس ستستمر على الطريق مهما كانت التضحيات" وأضاف: "نحن واثقون من النصر".

وكانت وزارة الخارجية التركية قد تقدمت بالتعازي للشعب الفلسطيني الذي قدم مئات الآلاف من الشهداء مثل هنية من أجل أن يعيش بسلام في وطنه، تحت سقف دولته، وأكدت أنقرة: "لقد تبين مرة أخرى أن حكومة نتنياهو ليس لديها أي نية لتحقيق السلام وأضاف مسؤول تركي رفيع المستوى: "يهدف هذا الهجوم أيضًا إلى توسيع نطاق الحرب في غزة إلى المستوى الإقليمي وإذا لم يتخذ المجتمع الدولي إجراءات لوقف إسرائيل، فإن منطقتنا ستواجه صراعات أكبر بكثير".

وأدانت ماليزيا بشكل قاطع جميع أعمال العنف، بما في ذلك الاغتيالات المستهدفة، وحثت جميع الدول المحبة للسلام على الانضمام إلى إدانة مثل هذه التصرفات مؤكدة أن ثمة حاجة ملحة لوقف التصعيد وتعزيز مشاركة جميع الأطراف في حوار بناء والسعي إلى التوصل إلى حلول سلمية.

وأشارت الصحيفة إلى رأي مهم لأريبين أوتاراسين، السياسي التايلاندي المخضرم ومفاوض الرهائن السابق في غزة، إذ صرح بأن اغتيال هنية "عملية خطيرة للغاية لأنها حدثت في إيران وتكشف أن عدو حماس يمكنهم الضرب في أي مكان، علاوة على أن الحادث من شأنه أن يجعل المفاوضات ووقف التصعيد أكثر صعوبة كما يتوقع أوتاراسين أن تصبح الأمور أكثر عنفًا وسيزداد الوضع سوءًا.

صحيفة الجارديان البريطانية علقت على اغتيال هنية، قائلة إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لم تعلق حتى الآن على اغتيال هنية، وأدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشدة جريمة قتل هنية كما دعت الفصائل الوطنية والإسلامية الفلسطينية إلى إضراب عام ومظاهرات حاشدة ردًا على عملية الاغتيال.

وزراء الحكومة الصهيونية يحتفلون

على الرغم من أن إسرائيل لم تعلق رسميا، إلا أن العديد من الوزراء الإسرائيليين ردوا على اغتيال هنية واحتفل وزير التراث عميخاي إلياهو بتصفية هنية، وكتب عبر منصة X: "وفاة هنية تجعل العالم أفضل قليلًا” وأن هذه هي “الطريقة الصحيحة لتنظيف العالم من هذه القذارة”  وكتب شلومو كارهي، وزير الاتصالات، على نفس المنصة: "نعم، سيهلك كل أعدائك.. يا الله”، رغم أن المنشور حذف في وقت لاحق. ونشر عميحاي شيكلي، وزير شؤون الشتات ومكافحة معاداة السامية، مقطع فيديو لزعيم حماس على X مع تسمية توضيحية تقول: "احذر مما تتمناه".

كان هنية الزعيم السياسي لحماس وقضى معظم وقته في السنوات الأخيرة في قطر. وخلال الحرب بين إسرائيل وغزة، عمل كمفاوض في محادثات وقف إطلاق النار وأقام اتصالات مع إيران، الحليف الرئيسي لحماس. وتم تصويره في طهران يوم الثلاثاء وهو يجتمع مع المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية زياد النخالة.

 وجاءت وفاة هنية بعد ساعات فقط من إعلان إسرائيل أنها قتلت القائد العسكري الأعلى لحزب الله، فؤاد شكر، في غارة جوية على إحدى ضواحي بيروت الجنوبية ردا على هجوم صاروخي أدى إلى مقتل 12 طفلا في نهاية الأسبوع.

وهناك مخاوف من أن تؤدي مصل هذه التصفيات إلى تصعيد التوترات بين إسرائيل وحزب الله وإيران، مما يهدد الولايات المتحدة التي تقود جهدًا دبلوماسيًا عالميًا لمنع نشوب صراع إقليمي شامل، وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن وقف إطلاق النار في غزة أصبح "أمرًا حتميًا"، بعد تصفية هنية في إيران، وأوضح أثناء حديثه في منتدى في سنغافورة، أنه يرفض بلينكن التعليق مباشرة على اغتيال هنية، لكنه قال إن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة “هو الضرورة الدائمة”.