سيناريوهات الرد الإسرائيلي على حادث مجدل شمس
زعم مسؤولان إسرائيليان إن إسرائيل تريد إلحاق أذى بحزب الله اللبناني، لكنها لا تريد جر الشرق الأوسط إلى حرب شاملة، وذلك في ظل تأهب لبنان لرد إسرائيلي بعد حادثة سقوط صاروخ على مجدل شمس في الجولان السوري المحتل.
وذكر مسؤولان إسرائيليان آخران أن إسرائيل تستعد لاحتمال اندلاع قتال يستمر لبضعة أيام، في حين نقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية عن الرئيس مسعود بزشكيان قوله خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون -أمس الاثنين- إن أي هجوم إسرائيلي على لبنان ستكون له "عواقب وخيمة" على إسرائيل. ولم يخض بزشكيان في التفاصيل.
وتحدث المسؤولون الأربعة لرويترز، ومن بينهم مسؤول دفاعي كبير ومصدر دبلوماسي، لرويترز -شريطة عدم الكشف عن هوياتهم- ولم يقدموا مزيدا من المعلومات عن خطط إسرائيل للرد.
وقال المصدر الدبلوماسي إن "التقدير هو أن الرد لن يؤدي إلى حرب شاملة". وأضاف "لن يكون ذلك في مصلحتنا في هذه المرحلة".
من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -في بيان أصدره مكتبه أمس الاثنين بعد زيارته لمجدل شمس- إن "دولة إسرائيل لن تسمح، ولا يمكنها السماح، بمرور هذا. ردنا قادم، وسيكون قاسيا".
وكرر نتنياهو، خلال زيارته لموقع سقوط الصاروخ في البلدة، اتهامه حزب الله بإطلاق الصاروخ.
وأعرب المئات من أهالي بلدة مجدل شمس عن رفضهم زيارة نتنياهو لموقع سقوط الصاروخ في البلدة. كما رفضت عائلات الضحايا استقبال نتنياهو. وقالت مراسلة الجزيرة إن نشطاء في مجدل شمس رفعوا لافتات كُتب عليها "مجرم حرب" خلال زيارة نتنياهو للمكان.
وفاقم الهجوم المخاوف من تحول الأعمال القتالية المستمرة منذ شهور بين إسرائيل وحزب الله إلى حرب أوسع نطاقا وأكثر تدميرا.
وقالت مصادر إن غارة إسرائيلية بطائرة مسيرة قتلت اثنين من مسلحي حزب الله في جنوب لبنان يوم الاثنين، بالإضافة إلى 3 آخرين، بينهم طفل رضيع. وكانت هذه أول وفيات في لبنان منذ هجوم السبت، بينما قال الجيش الإسرائيلي إن الدفاعات الجوية أسقطت طائرة مسيرة عبرت من لبنان إلى منطقة الجليل الغربي يوم الاثنين.
وقالت 5 مصادر مطلعة لرويترز إن الولايات المتحدة تقود حملة دبلوماسية لردع إسرائيل عن ضرب العاصمة اللبنانية بيروت أو البنى الأساسية المدنية الرئيسية.
وقالت المصادر لرويترز إن تركيز الجهود الدبلوماسية الحثيثة على تقييد رد إسرائيل من خلال حثها على عدم استهداف بيروت المكتظة بالسكان أو الضاحية الجنوبية للمدينة التي تشكل معقل حزب الله أو البنى الأساسية الرئيسية، مثل المطارات والجسور.
وفي حين ألقت واشنطن أيضا باللوم على حزب الله في الهجوم الصاروخي ودافعت عن حق إسرائيل في الرد، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن الوزير أنتوني بلينكن شدد على أهمية تجنب تصعيد الصراع خلال اتصال هاتفي يوم الاثنين مع رئيس إسرائيل إسحاق هرتسوغ.
وبحث الجانبان جهود التوصل إلى حل دبلوماسي يسمح للمواطنين على جانبي الحدود بالعودة إلى ديارهم.
من جهته، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي إن الهجوم على الجولان يجب ألا يؤثر على المفاوضات الجارية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح المحتجزين في القطاع.
وبدورها، قالت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) إنها كثفت اتصالاتها مع إسرائيل والسلطات اللبنانية لتهدئة التوتر. وقال أندريا تيننتي المتحدث باسم اليونيفيل "لا أحد يريد نشوب صراع أوسع نطاقا، لكن سوء تقدير قد يؤدي إلى ذلك، وما زال هناك مجال للتوصل إلى حل دبلوماسي".