"كنز من القطع الذهبية".. تفاصيل اكتشاف 63 مقبرة بمنطقة تل الدير في دمياط
سلطت صحيفة دايلي ميل البريطانية الضوء على الكشف عن كنز من القطع الأثرية التاريخية المصنوعة من رقائق الذهب والتي دُفنت منذ ما يقرب من 3000 عام في بعض المقابر المصرية القديمة.
واكتشف علماء الآثار 63 مقبرة بمنطقة تل الدير – مجمع الدفن بمدينة دمياط – كانت مليئة بالتماثيل الصغيرة والفخارية والعملات المعدنية والمرايا ويعتقد فريق التنقيب المكون من أثريين ذوي خبرة أن الآثار يمكن أن تكشف أسرار المصريين القدماء التي يعود تاريخها إلى العصر البرونزي، وتحديدا حول جهود التجارة الخارجية للمدينة.
تم العثور على 38 قطعة نقدية في موقع يعود تاريخها إلى العصر البطلمي (حوالي 304 إلى 30 قبل الميلاد)، عندما حكم أحد أحفاد القائد العسكري المقدوني الشهير الإسكندر الأكبر مصر ونقشت العملة القديمة بصور للآلهة اليونانية والمصرية القديمة تم اكتشاف قطع أثرية مصنوعة من رقائق الذهب، مما دفع الباحثين إلى الاعتقاد بأنها يمكن أن تلقي الضوء على كيفية عيش المصريين خلال العصر البرونزي والعصر البطلمي.
ويعتقد أن القطع الأثرية والمقابر تعود إلى العصر المتأخر في مصر من 664 قبل الميلاد إلى 332 قبل الميلاد عندما كانت دمياط بمثابة مركز التجارة الخارجية مع مدن البحر الأبيض المتوسط ومن المرجح أن الفخار تم جلبه مع مدن أخرى، لكن العملات البرونزية التي عثر عليها داخل وعاء فخاري تشير إلى الاضطرابات التي ضربت مدينة دمياط ويبدو أن العملات المعدنية محفور عليها رأس الإله اليوناني زيوس والإله المصري أمون.
وترتبط هذه الآلهة بالنبوءات، والتي تؤرخ العملات المعدنية إلى أواخر القرن الثالث، حسبما قال توماس فوشر، مدير مركز الدراسات السكندرية في مصر، والذي لم يشارك في هذا البحث، لموقع لايف ساينس.
وتحمل بعض رقائق الذهب تحمل رموزًا دينية وتماثيل مصرية قديمة بما في ذلك عين حورس ما يكشف أن المتوفى كانوا أشخاصًا ذوي مكانة اجتماعية عالية.
عندما تم إصدار العملات المعدنية في عام 206 قبل الميلاد، كانت البلاد تمر بثورة واسعة النطاق بقيادة اثنين من المصريين الأصليين، هوروينيفر، وأنخوينفر، الذين شرعوا في الإطاحة بالحكم اليوناني وتاريخيًا؛ سيطر اليونانيون القدماء على مصر، وخلطوا لغة جديدة ودينًا وطريقة حياة جديدة، مما تسبب في حدوث شقاق بين المجموعتين وبعد الثورة، تم سحب العملات بشكل جماعي وتم إعطاؤها علامات إضافية.
ومع ذلك، فإن العملات البرونزية الـ 38 التي عثر عليها علماء الآثار قد تم إخفاؤها من قبل شخص غير راغب في تلبية مطالب الحكام الجدد، وتجدر الإشارة إلى أن الاكتشاف الجديد يمكن أن يقدم المزيد من التفاصيل حول الأحداث التي وقعت ويشرح بمزيد من التفصيل سبب إخفاء المصريين القدماء لهذه المقتنيات ومع ذلك، لم يؤكد الباحثون رسميًا ما إذا كانت العملات المعدنية قد دُفنت أثناء ثورة واشارت النتائج من الأسرة السادسة والعشرين إلى تأكيد اكتمال التسلسل التاريخي لجبانة تل الدير والدور التجاري الهام لموقع دمياط عبر العصور التاريخية المختلفة.