الذكاء الاصطناعي Ai وتأثيره على الفن.. فنانون: سلاح ذو حدين
يعيش الوسط الفني على كافة الأصعدة، حالة من تغول الذكاء الاصطناعي Ai، الذي انتشر مؤخرا في صناعة المحتوى، وبدأ يظهر بشكل كبير في صناعة المحتوى الفني بكافة أشكاله، وهو ما دعانا لفتح هذا الملف، للوقوف على مخاطر وفوائد استخدام الذكاء الاصطناعي في الفن، وكيفية حماية الحقوق، والضمانات التي يضعها صناع المحتوى الفني، والجهات المنوط بها وضع قوانين الحماية من استغلال الذكاء الاصطناعي وتأثيره على الكثير من الأعمال.
جمعية المؤلفين والملحنين: سلاح ذو حدين
الشاعر الغنائي فوزي إبراهيم، عضو جمعية المؤلفين والملحنين والناشرين، تحدث في تصريحات خاصة لـ"الرئيس نيوز"، مؤكدا أن الإجراءات التي تتبعها الجمعية لحماية الحقوق ومواجهة تغول الذكاء الاصطناعي، هي نفس الإجراءات التي تتبعها "الساسام" حول العالم.
وأردف، أن الهدف هو حماية المحتوى من نشره بطريقة أخرى مغايرة عن الأصل، موضحا إنه في حال استخدام الذكاء الاصطناعي لتقديم أغنية مثلا لعبد الحليم حافظ بصوت عمرو دياب، فهناك 3 حقوق الحق الأول للمؤلف، والثاني للملحن، والثالث هو الحق الأدبي في حال تشويه المحتوى سواء الكلمات أو الألحان وتغييرها، وهنا يجب أن يحصل على موافقة كتابية من المؤلف والملحن والجمعية لإجراء أي تغيير أو تعديل.
وأضاف فوزي إبراهيم: "في حال استخدام الذكاء الاصطناعي فهناك حقوق أخرى تضاف لحق الملحن والمؤلف، وهو حق الورثة وحق من يتم استخدام صوته بالذكاء الاصطناعي".
كشف عضو جمعية المؤلفين والملحنين، إن الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين، قد يضيف للعمل الفني وقد يضر، ويستخدمه الكثير من المطربين حاليا في تحسين صوتهم، ويجعلهم يؤدون بصوتهم الأصلي بأداء جيد ومحسن، ولكن هناك أضرار أيضا في حال استخدامه بطرق قد تؤثر على المحتوى الفني، ومثال على ذلك استخدام أغنية قديمة لأم كلثوم وتقديمها بصوت مطرب شعبي مثلا، وقال: "الذكاء الاصطناعي أصبح أمر واقع ولذلك يجب التعامل معه".
أضاف أن القانونيين حاليا يعملون على وضع تنظيم تشريعي لحماية الحقوق المستخدمة بالذكاء الاصطناعي، وهذا ليس تقييد ولكنه ضمانات لحفظ الحقوق وتشريعات لضمان عدم تشويه المحتوى.
وعن التعامل مع هذه الحقوق وفق القانون، أكد أننا مازلنا متأخرين في وضع قوانين لثقافة الملكية الفكرية في مصر، مشيرا أن هناك مؤسسات حكومية لا تمتلك ثقافة الملكية الفكرية، وبالفعل الغرب سبقنا بسنوات في هذا الملف، مشيرا أن الوضع في الخارج مختلف تماما ويضمن الحقوق، ولكننا مازلنا نعيش فجوة كبيرة مع وجود قوانين منظمة لهذه الأمور.
نقابة السينمائيين: الدستور ينص على حماية حقوق الملكية الفكرية
فيما قال مسعد فودة نقيب السينمائيين، إن هناك قانون موجود بالفعل، ولكنه للأسف غير مفعل حتى الأن، وأكد أنه متفائل بالمستقبل، خاصة بعد تأسيس المركز المصري لحماية حقوق الملكية الفكرية، والذي تنص عليه المادة 69 في دستور 2014، وقد أنشأت الدولة هذا الجهاز بالفعل وتم اختيار رئيس مجلس إدارة له، ونظن أنه خلال سنة على الأكثر سيعمل وسكون دوره فاعل ويكون منوط بالقوانين المسؤلة عن حماية الملكية الفكرية.
وأردف فودة، إن الذكاء الاصطناعي أصبح أمر واقع ولا يمكن الوقوف في طريقه، ولذلك الأفضل التعامل معه وتنظيمه، خاصة أنه بالفعل أضاف كثيرا للعملية الفنية على مستوى المونتاج والجرافيك والصورة، وقال: "المصنف الفني يستوعب استخدام الذكاء الاصطناعي في تطويره وخروجه بشكل مميز جدا على مستوى الصورة، ولكننا لا نحبذ استخدامه في التلاعب بالصوت في الموسيقى، لأنه يهدر الحقوق".
وليد ناصيف: أصبح أمر واقع يجب التعامل معه ولن يأخذ مكان العنصر البشري
المخرج اللبناني وليد ناصيف، أحد رواد العمل بالذكاء الاصطناعي Ai تحدث في تصريحات خاصة لـ"الرئيس نيوز"، وقال: "بالنسبة لتجارب الذكاء الاصطناعي في الوطن العربي من ناحية الصورة، كانت تجارب محدودة وتحولت لأمر واقع يتماشى مع التطور في هذا الشأن على الصعيد العالمي"، وأضاف إنه يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير المحتوى والصورة مع التحكم البشري في المضمون، ووضعه في إطار يتناسب مع الفكرة الرئيسية.
وأردف ناصيف: "التجارب قليلة حاليا، ولكن مع مرور الوقت ستزداد لأنها المستقبل الحقيقي والتطور الطبيعي، وعملت كثيرا جدا كمخرج، والخلط بين الذكاء الاصطناعي والبشري يساهم في تحول المنتج الفني لأفضل كواليتي، كما أنه يقلل التكلفة".
وقال المخرج اللبناني: "المستقبل يتحرك بشكل سريع واليوم يجب علينا أن نواكب هذا التطور"، كاشفا إن الذكاء الاصطناعي لم ولن يحل محل البشر، ولن يأخذ شغلهم، ولكن يجب أن يتعلم الجميع كيفية التعامل مع الذكاء الاصطناعي، مثلما تعلمنا التعامل مع السوشيال ميديا، وقال: "بتحصل عملية تغيير جذري من خلال الذكاء الاصطناعي ومحدش هيخسر وظيفته غير اللي مش هيقدر يواكب ده".
وأضاف ناصيف، إن اللعبة في الذكاء الاصطناعي هي لعبة تصنيع محتوى جيد ومميز ومبهر، والمستقبل سيكون للذكاء الاصطناعي في كل ما يخص صناعة المحتوى سواءخلق الفكرة أو الإخراج أو الإنتاج وكافة مستويات العملية الفنية.
قال ناصيف، إن استخدام الذكاء الاصطناعي بالنسبة للموسيقى أضاف كثيرا مثلما أضاف للصورة، ولكن تحديدا في الصوت يجب العمل وفق قوانين وآليات منظمة حتى لا تهدلا حقوق الناس، مشيرا أن استخدام الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون وفق مسؤلية مجتمعية وأخلاق وقيم، لأنه له حسنات وسيئات، ويجب أن يكون هناك رقابة ذاتية نابعة من الفرد حتى لا يضر غيره.