"شعور بالخيانة".. انقسام بين الديمقراطيين حول من سيخلف بايدن على بطاقة الاقتراع
نقلت شبكة فوكس نيوز عن مصدرين مقربين من الرئيس الأمريكي جو بايدن قولهما إنه "شعر بالخيانة من الديمقراطيين" الذين يحاولون إقناعه بالانسحاب من السباق الرئاسي.
وقال المصدران لشبكة "إن بي سي نيوز" إن الرئيس كان "غاضبًا" وشعر شخصيًا بالأذى بسبب كيفية ترك الحزب له في العراء ومحاولة دفعه للخروج من المسرح السياسي.
وأوضح أحد المصادر: "هل يمكننا أن نتذكر لدقيقة واحدة أن هؤلاء الأشخاص الذين يحاولون دفع جو بايدن للخروج هم نفس الأشخاص الذين قدموا لنا دونالد ترامب حرفيًا؟ ففي عام 2015، دفع أوباما وبيلوسي وشومر بايدن جانبًا لصالح هيلاري؛ كانوا مخطئين في ذلك الوقت، وهم مخطئون الآن".
وأشار المصدر إلى استطلاعات الرأي في انتخابات عام 2016 التي وجدت أن هيلاري كلينتون تتقدم بما يصل إلى تسع نقاط وأضاف المصدر: "ربما ينبغي علينا أن نتعلم بعض الدروس من عام 2016؛ أحدها هو أن استطلاعات الرأي هي هراء - فقط اسأل وزيرة الخارجية كلينتون. وثانيًا، ربما، فقط ربما، يكون جو بايدن أكثر اتصالًا بالأمريكيين الفعليين من أوباما-بيلوسي-شومر؟"
وقضى زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب حكيم جيفريز، وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، ورئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي أسابيع في الاستماع إلى مخاوف أعضاءهم ونقلها إلى السيد بايدن.
وعلنًا، قال الثلاثة إنهم يدعمون أي قرار يتخذه بايدن وارتفع عدد النواب الديمقراطيين الذين يطالبون بايدن بالانسحاب من السباق الرئاسي إلى 35 مشرعا، بينما أكد بايدن أنه سيستأنف حملته الانتخابية الأسبوع المقبل.
وقال بايدن إنه سيبذل المزيد من الجهد للتركيز على كيفية هزيمة منافسه الجمهوري دونالد ترامب، قائلًا إن الرهانات على فوزه كبيرة.
ويصر بايدن على قدرته على هزيمة ترامب في السباق نحو البيت الأبيض، لكنه صرح سابقا، إنه قد ينسحب في إحدى حالتين، إما لحالة طبية، وإما لنتائج الاستطلاعات تؤكد انعدام حظوظه للفوز.
مفترق طرق
في الأثناء، يكتنف الغموض خيارات الحزب الديمقراطي، الذي يقف على مفترق طرق فقد كشف استطلاع أجراه مركز "أب – نورك" لأبحاث الشؤون العامة أن حوالي 6 من كل 10 ديمقراطيين يعتقدون أن كامالا هاريس ستؤدي عملًا جيدًا في منصب الرئيس بدلا من بايدن، لكن المعضلة ليست في من ينوب بايدن بقدر ما يشكله انسحابه الذي لا يملك قراره إلا هو باعتباره الفائز في الانتخابات التمهيدية.
وتتزايد مخاوف الديمقراطيين من تحول بايدن إلى عقبة أمام حسابات مصيرية، فرئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي أبلغت صراحة بايدن أنه قد يدمر فرص الديمقراطيين في الفوز بمجلس النواب في نوفمبر إذا استمر في السعي للحصول على فترة ولاية ثانية، بحسب شبكة سي إن إن الأمريكية ونقلت صحيفة بوليتيكو أن بيلوسي طالبت بعملية تصويت مفتوحة لاختيار مرشح الحزب التالي إذا تنحى بايدن.
أما الرئيس الأسبق باراك أوباما، الذي ما يزال يتمتع بتأثير كبير في الحزب، فخرج عن صمت التزمه طويلا قائلا إن على بايدن إعادة النظر في ترشحه وذكرت تقارير أمريكية في وقت سابق أن الديمقراطيين عولوا على ضغط قد يمارسه كل من أوباما وبلوسي لإقناع بايدن بأن الوقت قد حان للركون للراحة، بالنظر لكونهما من أشد المقربين منه.
وذكر ديمقراطيون إن حملات جمع التبرعات لإعادة انتخاب بايدن، أصبحت معلقة، رغم تخطيط الحزب الديمقراطي لتسريع إعلان ترشيح بايدن وتعهده بمواصلة السباق الانتخابي، وأكدت المصادر تأجيل خطط جمع التبرعات في أوستن ودنفر وكاليفورنيا هذا الأسبوع، مضيفة أن عددا من كبار المانحين أوقفوا دعمهم، بهدف دفع بايدن للانسحاب من سباق الرئاسة ولكن حملة بايدن قالت إن حملاته لجمع التبرعات ستستمر كما هو مخطط لها.
وبينما يواجه جو بايدن موجة من الدعوات الجديدة من المسؤولين المنتخبين لإنهاء محاولته إعادة انتخابه، يستكشف حلفاؤه السياسيون بنشاط طرقًا للإثبات علنًا أنه لا يزال يتمتع بدعم واسع النطاق بين العناصر الرئيسية في قاعدة الحزب الديمقراطي، وفقًا لثلاثة ديمقراطيين مطلعين على المناقشات الجارية في هذا الشأن.
اقتتال داخلي
ذكر ثلاثة من مشاهير الحزب الديمقراطي إن الجهد الجديد يهدف إلى تحويل دفة حملة الضغط ضد بايدن مرة أخرى من خلال استغلال الغضب والإحباط بين بعض الناخبين الذين يشعرون بالحرمان من حقوقهم بسبب محاولات دفع المرشح الذي أدلوا بأصواتهم له جانبًا.
في بعض الحالات، تكون مظاهرات الدعم قادمة من منظمات ودوائر انتخابية تشعر بالقلق من أن الاقتتال الداخلي داخل الحزب يضر بهدفهم المتمثل في هزيمة دونالد ترامب ومن بينهم رجال دين سود، وقادة مجتمع لاتينيين ونشطاء تقدميين، مما يظهر دعمًا شعبيًا للرئيس.
لكن حملة بايدن تسعى أيضًا إلى الاستفادة من ذلك ودمجه في دفاعها عن الرئيس، وفقًا للديمقراطيين الثلاثة المطلعين على المناقشات قال أحد كبار ممثلي بايدن الذين ركزوا على الوصول إلى الناخبين السود: “إذا طردت النخب الديمقراطية بايدن وبالتالي تم حرمان 14 مليون ناخب من السود من حق التصويت، فإن المشرعين الديمقراطيين ليسوا أفضل من الجمهوريين فالديمقراطيون يخسرون ما يسمى حجة إنقاذ الديمقراطية، وسوف يبدون عنصريين".
إن حشد قلب قاعدة الحزب الديمقراطي، وخاصة الناخبين السود واللاتينيين في الولايات التي تشهد منافسة، هو بمثابة طلقة تحذيرية من نوع ما للمتبرعين والمانحين ذوي الدخل المرتفع، وقادة الحزب في واشنطن العاصمة، والمرشحين على الاقتراع في نوفمبر المقبل والذين سيحتاجون إلى هؤلاء الناخبين لدعمهم والفوز بانتخاباتهم الخاصة - والنجاح في هزيمة ترامب، بغض النظر عمن هو خصمه، ويأتي ذلك في الوقت الذي يواجه فيه بايدن خيارات متضائلة لتغيير مسار حملة تفقد الدعم من المشرعين والمانحين.
خلال مكالمة مع نائبة الرئيس كامالا هاريس نظمتها حملة بايدن، سمع بعض كبار المانحين الديمقراطيين هذا التحذير صراحة من قادة المنظمات التي تحشد الناخبين السود واللاتينيين في الولايات التي تشهد منافسة.
وإذا انسحب بايدن من سباق 2024، فقد تكون كامالا هاريس المستفيد الأكبر من هذه الخطوة؛ بصفتها نائبة له، فهي الأولى في الصف الذي يحتمل أن ترث صندوق المعركة الاتنتخابية الضخم للحملة ولو كانت على رأس قائمة المرشحين الديمقراطيين، لكانت أول امرأة سوداء تترشح للرئاسة منطلقة من قاعدة حزب كبير.
إن الجهود المبذولة لتضخيم الدعم الشعبي هي أحدث منعطف في الحرب داخل الحزب الديمقراطي التي تصاعدت بشكل حاد في الأسابيع الثلاثة الأخيرة منذ أداء بايدن غير المتكافئ في المناظرة أمام ترامب، حيث قاوم حتى الآن الدعوات المتزايدة لإنهاء حملته ويغضب من حلفائه القدامى الذين يدفعونه للانسحاب الآن.
وقال أحد المسؤولين الديمقراطيين المشاركين في سباقات الكونجرس إن استراتيجية بايدن المتمثلة في محاولة قلب ناخبيه ضد منتقديه تعكس حدود خياراته ونفوذه، وفي المقابل؛ يستغل الجمهوريون فكرة أن الديمقراطيين الذين جادلوا بأن حماية الديمقراطية هي قضية رئيسية في انتخابات عام 2024 - وأن ترامب يشكل تهديدا للعملية الديمقراطية الأمريكية - يحاولون قلب إرادة الناخبين.
وقال ريك جرينيل، حليف ترامب: "لا يمكن أن نجعل مجموعة من نخبة الديمقراطيين تقرر فجأة القيام بتغيير جذري لمجرد أنهم ينظرون إلى صناديق الاقتراع ويقولون: "أوه، هذا سيء.. وهذا يقوض الديمقراطية" مضيفًا: “لقد تم انتخابه كمرشح ديمقراطي من قبل كل ولاية على حدة، ثم لماذا نتحدث عن تقويض العملية الديمقراطية بهذه السهولة؟"