جرائم الحرب الإسرائيلية في غزة تمتد إلى مياه الشرب
أثبت تقرير، يتكون من 66 صفحة، نشرته مؤسسة أوكسفام أن حجم العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة ردًا على هجوم 7 أكتوبر 2023 قد أدى إلى تدمير واسع النطاق وغير متناسب للبنية التحتية المدنية الضرورية لتوفير خدمات المياه والصرف الصحي الأساسية المنقذة للحياة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الحصار الشامل الذي تفرضه حكومة إسرائيل على غزة، بما في ذلك القيود المفروضة على توفير المياه عبر الأنابيب والكهرباء، وتوصيل الوقود، ودخول إمدادات المياه والصرف الصحي والمواد والمعدات والأدوات وقطع الغيار، تفاقم بسبب الحصار المفروض على قطاع غزة.
وقد أدى تدمير الطرق الرئيسية والبنية التحتية وانعدام الأمن على نطاق واسع إلى تقويض وإضعاف الجهود المبذولة لإنقاذ الأرواح.
قد تكون تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، مثل إعلان وزير الدفاع يوآف جالانت عن "حصار كامل" في 9 أكتوبر 2023، دليلًا على استخدام حكومة إسرائيل للحرمان من المياه كسلاح حرب كما ذكرنا أعلاه، فإن الخبراء الذين راجعوا الأدلة المتاحة يعتبرون أن الهجمات المنهجية على المياه وتشير البنية التحتية للصرف الصحي، بما في ذلك قطع خطوط مياه شركة ميكوروت وتدمير المرافق الحيوية، إلى جهد منسق لشل إمدادات المياه في غزة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن القيود المفروضة والعقبات البيروقراطية تمنع دخول الإمدادات الإنسانية الأساسية، فضلًا عن تدمير البنية التحتية الضرورية لتشغيل وإصلاح وصيانة شبكات المياه، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية.
وقد أدت الطبيعة المنهجية لهذه الأعمال إلى خلق ظروف غير مناسبة للحياة في غزة، وهو ما يشكل انتهاكا للقانون الدولي. ويجب الاتفاق فورًا على وقف دائم لإطلاق النار، ويجب على حكومة إسرائيل أن ترفع حصارها عن غزة وتنهي الحصار للسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق وبشكل مستدام، بما في ذلك المياه النظيفة، ويجب أن تتحمل تكاليف إصلاح وإعادة بناء البنية التحتية للمياه والصرف الصحي. تضررت خلال الصراع. يجب على المجتمع الدولي فرض حظر على مبيعات الأسلحة الفتاكة لحكومة إسرائيل، والتي يمكن استخدامها لتدمير البنية التحتية الأساسية للمياه والصرف الصحي المدنية، حتى يتم الاتفاق على وقف إطلاق النار، وتفي حكومة إسرائيل بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي. علاوة على ذلك، يجب إجراء تحقيق مستقل في هذا الأمر انتهاكات القانون الدولي، بما في ذلك اتفاقيات جنيف واتفاقية الإبادة الجماعية
دعت منظمة أوكسفام حكومة الاحتلال إلى الالتزام بالقانون الإنساني الدولي والوقف الفوري لجميع الهجمات على المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك البنية التحتية والموارد المائية والصرف الصحي ومرافق الرعاية الصحية والمدارس وما إلى ذلك واحترام اتفاقيات جنيف وغيرها من الاتفاقيات.
ودعت المجتمع الدولي ذو الصلة إلى المساهمة بجيدة في رفع الحصار عن غزة فورًا وإنهاء الحصار للسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل ثابت ودون عوائق لوكالات الإغاثة وحرية الحركة للمدنيين. وكخطوة عاجلة نحو إنهاء الحصار بشكل كامل، يجب على الفور مواءمة سياستها ذات الاستخدام المزدوج مع اتفاق فاسينار، المعيار الذهبي الدولي. ويجب منح حق الوصول للمواد اللازمة للسكان المدنيين.
ودعا التقرير إلى السماح للمهندسين والموظفين الفنيين من مصلحة مياه بلديات الساحل والمنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية، بما في ذلك من خلال الشراكات مع منظمات المجتمع المدني المحلية، بالوصول بأمان إلى جميع المناطق المتضررة لإجراء الإصلاحات وإعادة خدمات المياه والصرف الصحي الأساسية المنقذة للحياة.
ودعت حكومة الاحتلال باعتبارها القوة المحتلة، ينبغي على حكومة إسرائيل أن تتحمل تكاليف إصلاح وإعادة بناء البنية التحتية للمياه والصرف الصحي التي دمرتها خلال الصراع والوقف الفوري لاستخدام قطع الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء والوقود والحرمان منها كأدوات للضغط السياسي والسيطرة على المجتمعات المحلية والعقاب الجماعي للسكان المدنيين.
ولفتت إلى إعادة تشغيل جميع خطوط إمداد المياه من شركة ميكوروت إلى غزة على الفور، وبمجرد التوصل إلى وقف لإطلاق النار، يجب إصلاحها وصيانتها لتوفير إمدادات مياه ثابتة وضمان دخول الوقود الكافي، بما في ذلك 70.000 لتر يوميًا المطلوبة من قبل مجموعة المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية بقيادة الأمم المتحدة لتشغيل مرافق إنتاج المياه والصرف الصحي، لتلبية الاحتياجات اليومية والسماح للأنظمة بالعمل دون انقطاع وهذا الوقود يجب أن يكون بالإضافة إلى كل ما يلزم للخدمات والبنية التحتية الأساسية الأخرى.
ودعا التقرير إلى تبسيط وتسريع التخليص المسبق ودخول معدات ومواد المياه والصرف الصحي الأساسية، بما في ذلك دخول أنظمة الطاقة البديلة غير المعتمدة على الوقود مثل الألواح الشمسية، إلى غزة لتسهيل الإصلاحات والعمليات الفورية، وإنتاج المياه وإدارة الصرف الصحي والسماح بدخول المولدات ومضخات المياه الغاطسة والمواد الاستهلاكية وقطع الغيار لتسهيل زيادة إنتاج المياه من الآبار الجوفية إلى ما لا يقل عن 100 ألف م3 يوميا وتشغيل الإمداد الفوري بالكهرباء لتمكين خطتي تحلية مياه البحر المتبقيتين.