الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
فن ومنوعات

لارا ترامب نجمة تنتقل من إنتاج البرامج التلفزيونية إلى المسرح السياسي الأمريكي

الرئيس نيوز

قبل تعرضه لمحاولة اغتيال في بنسلفانيا، كان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يقف على المنصة محاطًا بأسرته في تجمع حاشد بمنتجع الجولف الذي يملكه بمدينة دورال بولاية فلوريدا، وأثناء مخاطبته للحشد هتف بأسماء أحفاده وأبنائه الثلاثة، الواحد تلو الآخر، دون جونيور وإريك وبارون، قبل أن يذكر أحد أفراد العائلة الذي لم يكن حاضرًا في ذلك اليوم.  

وسأل ترامب الحشد: "أنتم تحبون لارا، أليس كذلك؟"، "فيما يشبه بائعًا يروج لمنتجه"، على حد تشبيه صحيفة "نيويورك تايمز"، مضيفًا عن زوجة ابنه إريك: "لارا ليست سوى رئيسة الحزب الجمهوري". 

وتابع: "إنها تنتقل بسهولة إلى مراتب أعلى"، وبرز صعود لارا ترامب السريع، من منتجة تليفزيونية غير سياسية إلى زعيمة حزب، خلال هذا الأسبوع مع اجتماع الجمهوريين في مدينة ميلواكي لترشيح ترامب وكرئيسة مشاركة للحزب، تضطلع لارا بمسؤولية استضافة مهرجان ترامب على مدى 4 أيام وفي يوم الاثنين، جلست لارا خلف والد زوجها مباشرة خلال ظهوره الأول منذ محاولة الاغتيال.

وتحدثت لارا لأكثر من 20 دقيقة خلال مؤتمر الحزب، وهي فترة تزيد كثيرًا عن الفترة التي أتيحت لمسؤولات منتخبات، من أمثال كريستي نويم، أو جلين يونجكين أو حتى مارجوري تايلور جرين، على المنصة وتوجهت لارا في كلمتها إلى المتشككين بشأن ترامب: "أعلم ما تسمعونه هناك عن دونالد ترامب. ولكن عندما أنظر إلى دونالد ترامب أرى أبًا ووالد زوج وبالطبع جدًا رائعًا لطفلي الصغيرين لوك وكارولينا".

ومثل هذه الكلمات التي قالتها خلال جلسات اليوم الثاني للمؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، هي التي ربما دفعت ترامب لدعم لارا زوجة ابنه إريك لتولي منصبها الجديد في مارس الماضي، وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز". وأضافت الصحيفة أنه "منذ ذلك الوقت، أصبحت لارا ترامب، البالغة من العمر 41 عامًا، واحدة من أبرز المدافعين عن حملة المرشح الرئاسي الجمهوري في وسائل الإعلام، ما أضفى ابتسامة على أحلك الجوانب في حملة والد زوجها للوصول إلى البيت الأبيض".لارا ترامب خلال فعاليات المؤتمر الوطني الجمهوري في ميلواكي.

لكن "وقت العمل الكبير تصاحبه في العادة مخاطر كبيرة، على الأقل في فلك ترامب". فالمساعدون الذين يفشلون في تنفيذ رؤيته يتم إقصاؤهم، والذين ينجحون ينتهي بهم المطاف في قوائم لوائح الاتهام ولدى سؤالها بشأن هذه المخاطرة، خاصة وأنها تجمع بين نشاطها الحزبي وكونها زوجة ابن ترامب، في مقابلة مع "نيويورك تايمز"، الأسبوع الماضي، أجابت لارا: "لقد تم رفع الثمن بطرق عديدة".

وأضافت مازحة، بضحكة عصبية: "دائما أقول لإريك، أتمنى أن نفوز. لا أعلم ما سيكون عليه حالي في هذه العائلة".

ومنذ 6 أشهر، طلب الرئيس السابق من زوجة ابنه الترشح لمنصب الرئيس المشارك للجنة الوطنية الجمهورية، التي تهيمن على الماكينة الانتخابية للحزب وشؤونه المالية، وتتولى تنظيم المؤتمرات وفي هذا السياق قالت لارا لنيويورك تايمز: "عندما دعاني (ترامب) وتحدث معي بهذا الشأن، شعرت بصدمة زلزلت أركاني". كانت لارا قد ساعدت في حملات ترامب في الماضي، ولكنها قالت إن "المهمة هذه المرة كانت جسيمة".

كان هناك صراعًا دائمًا على السلطة بين ترامب واللجنة الوطنية للحزب الجمهوري التي كانت تديرها رونا ماكدانييل منذ عام 2017. وكان الرئيس السابق يريد أحد الأشخاص المقربين منه في هذا المنصب، ولكن لارا كانت "مترددة وقلقة"، وتذكرت لارا هذا الموقف قائلة: "قلتُ لا أعرف، هذا كثير في الوقت الحالي"، مضيفة: "قد لا يكون هذا وقتًا رائعًا بالنسبة لي"، نظرًا لأن لديها طفلين صغيرين في عمر 4 سنوات و6 سنوات، وطلب منها ترامب أن تفكر في الأمر، قائلًا إنه سيعاود الاتصال بها في غضون يومين. وأشارت لارا إلى أن إيفانكا ترامب وزوجها جاريد كوشنر اتصلا بها لتشجيعها.

وقالت لارا، موضحة الأسباب التي دفعتها إلى قبول هذه المهمة: "ربما يتعين عليك في حياتك القيام بأشياء تخيفك". وفي مارس الماضي تم إقصاء ماكدانييل وانتخاب السيدة ترامب بالإجماع كرئيسة مشاركة إلى جانب مايكل واتلي، مسؤول الحزب من نورث كارولينا.

ويقول منتقدو ترامب إن الرئيس السابق كان يحاول استخدام الحزب "لسداد فواتيره القانونية الشخصية". وقامت لارا وواتلي سريعًا بإقصاء عشرات الموظفين، ودمجا اللجنة بشكل فعال مع حملة ترامب 2024 حتى بات الأمر كله تحت السيطرة ولم يكن لدى لارا اهتمامًا كبيرًا بالسياسة حتى ترشح والد زوجها لمنصب الرئيس. في هذا الإطار تنقل صحيفة "نيويورك تايمز" عن لارا قولها: "لم يكن أحد منا في عائلة ترامب مهتمًا بالسياسة (...) لقد ترعرعت في مدينة ويلمينجتون، بولاية نورث كارولينا، وأعرف بالتأكيد أن والداي كانا يصوتان لصالح الحزب الجمهوري، ولكن لم يكن هناك نقاش كبير على الإطلاق بهذا الشأن".

"سيدات ترامب"

دافعت لارا بحماس بالغ عن سيدات ترامب "اللاتي فررن من دائرة الضوء" بمجرد دخولها إليها، إذ قالت إن إيفانكا، شقيقة زوجها، تراجعت عن المشهد السياسي بسبب "تدقيق وسائل الإعلام"، مضيفة: "أعلم أن ذلك الأمر كان عصيبًا على أطفالهن. كان هناك جديدًا كل يوم.. فقط الكثير من الانتقادات"، وعن ميلانيا ترامب "الغامضة"، قالت لارا: "أعتقد أنها ستخرج من المشهد عندما يكون ذلك مناسبًا لها". وأضافت أن أحد آمال ميلانيا لولاية ثانية لترامب هو "أن تكون مجلات الموضة قد تعلمت الدرس". ولم تظهر ميلانيا على غلاف مجلة Vogue كسيدة أمريكا الأولى، في حين ظهرت جيل بايدن 3 مرات على غلاف نفس المجلة، ما اعتبرته لارا "مدعاة للسخرية".

ومع ذلك، قالت لارا إنها تتعاطف مع أم زوجها إيفانا ترامب التي ماتت منذ عامين كما قالت إيفانا لزوجة ابنها "كل شيء" عن "دورها في منظومة ترامب، ودورها في أتلانتيك سيتي، وفي الكازينوهات، وفي فندق بلازا، وكل تلك الأشياء"، وأوضحت إيفانا للارا أنها إذا أرادت النجاح كإحدى سيدات ترامب، فعليها أن يبلغ طموحها عنان السماء.

واعتبرت لارا أن هذا "ربما يكون أحد الأسباب التي جعلت زوجي على اتصال وثيق بي وجعلتنا مرتبطين بشكل جيد، لأنهم يقولون إنك تتزوجين والديك بطريقة ما، ولكنني لدي الكثير من تلك الصفات نفسها".

وكان ترامب ينظر إلى عمل زوجته السابقة بشكل مختلف، ووصفه ذات مرة بأنه السبب وراء تداعي زواجهما، حتى أنه أعرب في عام 1994 عن اعتقاده بأن امتهان الزوجة لعمل ما "أمر خطير جدًا"، مشيرًا إلى أنه "السبب الوحيد لما حدث لزواجي من إيفانا". وبسؤالها عن وجهة نظر ترامب هذه، قالت لارا ببساطة للصحيفة: "حسنًا، هناك توازن".

تبني وجهات نظر ترامب

واضطلعت لارا بدورها الجديد بحماسة بالغة، مرددة في أغلب الأحيان مزاعم والد زوجها الزائفة بشأن الانتخابات الرئاسية 2020، أو التحذيرات المشؤومة من الانتقام، ولكن بحدة أقل وتكرر سفر لارا عبر البلاد للترويج لما يصفه الحزب ببرنامج "النزاهة الانتخابية"، وهو حزمة الجهود التي تجهز للأعمال الأساسية حال حاول ترامب تقويض نتيجة الانتخابات على غرار ما فعله في عام 2020.

وفي مقابلتها مع "نيويورك تايمز"، لم تذكر لارا مباشرة أن انتخابات 2020 قد سُرقت، ولكنها رددت الشكوك بشأن تزويرها وقالت: "أعتقد أنه إذا تم احتساب جميع الأصوات القانونية، فإن ترامب سيصبح الرئيس الأمريكي الـ47 من غير شك"، مضيفة: "إذا كانت هناك انتخابات حرة ونزيهة، وهذا ما نعمل كل يوم على التأكد منه، فلن تكون ثمة مشكلة، ولن يكون لدينا أي شكوك في الجانب الآخر منها".
وأوضح المدعي العام أن نظريات ترامب بشأن سرقة انتخابات 2020 "ليست سوى هراء"، وأن "عمليات التدقيق وإعادة الفرز والتحقيقات لم تجد أي دليل على وجود عملية تزوير ذات مغزى".

وأشارت لارا إلى أن والد زوجها يتصل بها ويرسل لها رسائل نصية "بانتظام" بشأن وحدة نزاهة الانتخابات، قبل أن تضيف أنه أحيانًا يتصل فقط ليقول لها إنه يستمع إلى إحدى أغنياتها، فهي، وفق الصحيفة "مغنية هاوية" اشتهرت بإصدارها الجديد لأغنية توم بيتي "لن أتراجع".

كما اضطلعت لارا بدور محوري في أحداث 6 يناير 2021. وقالت لـ "نيويورك تايمز"، إن هذا اليوم يصادف "عيد ميلاد زوجي"، متذكرة كيف غنى له الحشد عيد ميلاد سعيد قبل المسير إلى الكابيتول واقتحام المبنى وعن ذلك التجمع قبل الهجوم، قالت لارا لـ "نيويورك تايمز": "كانت تجربة رائعة حقًا أن تقف على تلك المنصة، وكانت الطاقة الإيجابية التي يفيض بها المكان مذهلة".

وأقرت لارا بأنه "يجب محاسبة أي شخص انتهك القانون"، ولكن عندما استعادت ذكريات ذلك اليوم قالت إنها رأت "الآلاف والآلاف من الأشخاص الذين شعروا بالدمار لأن الانتخابات لم تمض في الطريق الذي توقعوه لها". وتبنت لارا وجهة نظر والد زوجها في موضوعات أخرى أيضًا. وعن تهديدات ترامب باستخدام وزارة العدل للتحقيق في القضايا التي يختارها، قالت لارا إن وزارة العدل يجب أن تشهد "تغييرًا كبيرًا"، مضيفة أنه "إذا شعر ترامب كرئيس بأن هذا أمر ضروري، فأعتقد أنه يتعين عليه القيام به".

وفي أبريل، وعدت لارا بـ "4 سنوات من العمل بلا كلل إذا استعاد دونالد ترامب البيت الأبيض". ولدى سؤالها كيف سيكون الحال على وجه الدقة، أوضحت لارا لـ"نيويورك تايمز"، أن ترامب "كان عليه أن يتعلم أمورًا كثيرة" خلال ولايته الأولى وأكدت للصحيفة: "أعتقد أنه تعلم سريعًا أنه لا يمكنه الوثوق في الكثير من الأشخاص في العاصمة"، مضيفة أن "الأشخاص الذين اعتقد أنهم أصدقاؤه لم يكونوا كذلك".