عاجل| تفاصيل حادث إطلاق النار على ترامب في بنسلفانيا
أصيب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مساء السبت، برصاصة في أذنه اليمنى عقب إطلاق النار عليه، خلال تجمع انتخابي بولاية بنسلفانيا.
الحادث صنفته وكالات إنفاذ القانون في الولايات المتحدة بأنه "محاولة اغتيال"، وسرعان ما نجح عملاء الخدمة السرية في إجلاء المرشح الجمهوري بانتخابات الرئاسة المقررة في نوفمبر المقبل من موقع الحادث، فيما أكدت حملته الانتخابية أنه بصحة جيدة بعد إجراء فحوصات طبية.
تحديد هوية مطلق النار على ترامب
وقالت وكالات إنفاذ القانون الأمريكية، إن توماس ماثيو كروكس، من ولاية بنسلفانيا، والبالغ من العمر 20 عامًا، هو من أطلق الرصاص على الرئيس الأمريكي السابق، مشيرة إلى أنه لقي مصرعه في موقع الحادث، ولفتت إلى إصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة.
وقال ترامب، عبر منصة "تروث سوشيال"، بعد حوالي ساعتين ونصف الساعة من إطلاق النار، إن رصاصة "اخترقت الجزء العلوي من أذنه اليمنى".
وأضاف: "علمت على الفور أن هناك خطأ ما عندما سمعت صوت صفير وإطلاق نار، وشعرت فورًا بالرصاصة وهي تخترق الجلد، حدث نزيف كبير، فأدركت حينها ما كان يحدث".
ويعتبر هذا الهجوم، هو أول محاولة لاغتيال رئيس أو مرشح رئاسي منذ إطلاق النار على رونالد ريجان في عام 1981، كما أنه يأتي في ظل مناخ سياسي شديد الاستقطاب قبل 4 أشهر من الانتخابات الرئاسية وقبل يوم من تسمية ترمب رسميًا باعتباره المرشح الجمهوري في مؤتمر الحزب الجمهوري.
صحة ترامب
ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية عن المتحدث باسم ترامب، ستيفن تشيونج، قوله في بيان، إن "الرئيس السابق يشكر سلطات إنفاذ القانون على سرعة تحركهم خلال هذا العمل الشنيع.. هو بخير ويتم فحصه في منشأة طبية محلية، وسيتم الإعلان عن المزيد من التفاصيل لاحقًا".
وأوضح جهاز الخدمة السرية، أن المشتبه به أطلق النار من "موقع مرتفع خارج مكان التجمع الانتخابي".
ونقلت الوكالة عن مسؤولين اثنين، تحدثا بشرط عدم كشف هويتهما، قولهما إن مطلق النار لم يكن من ضمن الحضور في التجمع، وأنه قُتل على يد عملاء الخدمة السرية.
وأضاف المسؤولان، أن الفريق التكتيكي، المدجج بالسلاح، يسافر في كل مكان مع الرئيس والمرشحين الرئيسيين للأحزاب، ويهدف إلى مواجهة أي تهديدات نشطة بينما يركز العملاء الآخرون على حماية وإجلاء الشخص المعني بالتأمين.
تفاصيل حادث إطلاق النار على ترامب
وكان ترمب، المرشح الجمهوري، يعرض أرقام عبور الحدود خلال أخر تجمع له قبل افتتاح المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، الاثنين، عندما بدأ سماع الطلقات بعد الساعة 6:10 مساءً بقليل (2:10 مساءً بتوقيت جرينتش).
واستغرق الأمر دقيقتين منذ لحظة سماع الطلقة الأولى حتى تم وضع ترمب في سيارة الدفع الرباعي التي كانت في انتظاره.
وبينما كان الرئيس الأمريكي السابق يتحدث، سُمع صوت صفير، فوضع الرئيس السابق يده اليمنى على أذنه اليمنى، فيما بدا الناس في المدرجات خلفه في حالة ذهول.
ومع سماع الطلقة الأولى، أمسك ترامب بأذنه بينما كان من الممكن سماع طلقتين إضافيتين، ثم انحنى بعدها ليتم سماع المزيد من الطلقات.
ومن خلال فحص لقطات الفيديو فإنه يمكن سماع شخص يقول بالقرب من الميكروفون الموجود عند منصة ترامب: "انزل، انزل، انزل.." بينما سحب عملاء الخدمة السرية الرئيس السابق وتكدسوا فوقه لحمايته بأجسادهم، كما هو الحال في بروتوكول التدريب الخاص بهم، بينما اتخذ العملاء الآخرون مواقعهم على المسرح للبحث عن مصدر التهديد.
وسُمعت صرخات وسط الحشد الذي كان يضم الآلاف، وبعد ذلك سُمعت أصوات تقول "سقط مطلق النار" عدة مرات، قبل أن يسأل أحدهم "هل نحن جاهزون للتحرك؟"، ثم أصدر أمرًا قائلًا: "دعونا نتحرك".
كما يمكن سماع ترمب في لقطات الفيديو أيضًا وهو يقول مرتين، على الأقل: "دعني أحصل على حذائي، دعني أحصل على حذائي"، بينما سُمع صوت آخر يقول: "لقد حصلت عليه يا سيدي".
ووقف الرئيس السابق بعد لحظات وشوهد وهو يمد يده اليمنى نحو وجهه الذي كان ملطخًا بالدماء، ثم رفع قبضته في الهواء وبدا أنه يتلفظ بكلمة FIGHT "كفاح" مرتين أمام حشد من أنصاره، وهو ما قوبل بتصفيق حار منهم ثم هتفوا قائلين اختصار اسم الولايات المتحدة USA مرات عدة.
وبمجرد أن وقف ترامب ورفع قبضته في الهواء، هتف أنصاره، ثم غادر موكبه المكان بعد لحظات، فيما أظهر مقطع فيديو آخر الرئيس السابق، وهو يعود إلى الحشد مرة أخرى ويرفع قبضته قبل دخوله السيارة.
وأفاد مراسلون كانوا يتواجدون في التجمع الانتخابي، بدوي أصوات خمس أو ست طلقات رصاص أثناء الحادث، موضحين أنه بعد الطلقات الـ 3 الأولى، بدا الناس مذهولين، لكنهم لم يشعروا بالذعر، إذ أفاد مراسل "أسوشيتد برس"، أن الضجيج بدا في البداية وكأنه مجرد ألعاب نارية، لكن بعد ذلك كان هناك المزيد من أصوات الطلقات، وبدأ الشعور بالذعر ينتاب الناس عندما أدركوا ما كان يحدث، ولذا باتت تتردد صيحات "انزلوا".
وعندما أصبح من الواضح أنه تمت السيطرة على الوضع، وأن ترمب لن يعود للتحدث مرة أخرى، بدأ الحضور في الخروج، وسرعان ما طلبت الشرطة من الأشخاص المتبقين مغادرة المكان، وطلب عملاء الخدمة السرية من المراسلين "الخروج فورًا.. لأن المكان بات مسرحًا لجريمة".
وقال اثنان من رجال الإطفاء من مدينة ستيوبنفيل القريبة، بولاية أوهايو، تواجدا في التجمع، إنهما ساعدوا أشخاصًا بدت عليهم إصابات، وأشارا إلى أنهما سمعا طلقات تصيب مكبرات الصوت في المكان.
وأضاف أحدهما، أنه بمجرد اقتراب عملاء الخدمة السرية من ترمب، ساعد هو وزميله شخصين ربما أصيبا بالرصاص في المدرج، ومهدا الطريق لإخراجهما من المكان، متابعا "هذا يوم حزين لأمريكا".
البيت الأبيض يعلق
من جانبه، قال البيت الأبيض، إنه تم إطلاع بايدن على الحادث، وتلقى إحاطة محدثة من كيمبرلي تشيتل، مديرة الخدمة السرية، ووزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس، ومستشارة الأمن الداخلي بالبيت الأبيض ليز شيروود راندال.
بايدن يتحدث هاتفيًا مع ترامب
وقال مسؤول في البيت الأبيض، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن، تحدث هاتفيًا مع ترامب، بعد واقعة إطلاق النار التي تعرض لها ترمب في ولاية بنسلفانيا.
وأضاف المسؤول أن بايدن تحدث أيضًا مع حاكم ولاية بنسلفانيا، جوش شابيرو، ورئيس بلدية باتلر، بوب داندوي.
وقالت حملة بايدن إنها أوقفت جميع الرسائل إلى المؤيدين بشكل مؤقت، وأنها تعمل على سحب جميع إعلاناتها التلفزيونية في أسرع وقت ممكن.
وسرعان ما أدلى حاكم ولاية داكوتا الشمالية دوج بورجوم، والسيناتور ماركو روبيو، والسيناتور جي دي فانس، وهم الـ 3 المدرجين في قائمة ترمب المختصرة لمنصب نائب الرئيس، ببيانات أعربوا فيها عن قلقهم على الرئيس السابق.
وقال حاكم ولاية بنسلفانيا الديمقراطي جوش شابيرو، في بيان على منصة "إكس"، إنه تم اطلاعه على الوضع، وأن شرطة ولاية بنسلفانيا متواجدة في موقع التجمع.
وأضاف: "العنف الذي يستهدف أي حزب أو زعيم سياسي هو أمر غير مقبول على الإطلاق.. ولا مكان له في بنسلفانيا أو أي مكان في الولايات المتحدة".
وفي أعقاب الحادث، عززت الشرطة الأمريكية، من التواجد الأمني في محيط برج ترمب بولاية نيويورك، وتوالت ردود الفعل المحلية والدولية المنددة بالحادث، والمستنكرة للعنف السياسي.