الأحد 24 نوفمبر 2024 الموافق 22 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

فشل سياسة "فرّق تسد" الأمريكية.. حلفاء واشنطن في الخليج يحتضنون إيران

الرئيس نيوز

أشار تحليل نشره موقع يورآسيا ريفيو المهتم بالشؤون الجيوسياسية إلى بادرة مهمة تعتبر علامة على نوع من إعادة الاصطفاف الجيوسياسي بالشرق الأوسط، فقد أرسلت المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربية الأخرى تهانيها الحارة إلى إيران بمناسبة انتخاب رئيسها الجديد مسعود بيزشكيان.

ورحب العاهل السعودي الملك سلمان بأخبار الفائز في الانتخابات الإيرانية نهاية الأسبوع الماضي، وقال إنه يأمل أن تواصل دولتا الخليج تطوير علاقاتهما “بين شعبينا الشقيقين” ويشكل غصن الزيتون السعودي إلى إيران تطورًا دبلوماسيًا غير مسبوق، وهو تطور من شأنه أن يثير قلق واشنطن التي كان هدفها الأساسي في الشرق الأوسط هو عزل إيران عن جيرانها.

وكانت هناك رسائل رسمية ودية مماثلة إلى طهران من كل من الكويت وقطر والإمارات العربية المتحدة وعمان والبحرين وتشكل هذه الدول الغنية بالنفط، إلى جانب المملكة العربية السعودية، مجلس التعاون الخليجي. هناك الكثير من الحديث الآن عن قيام كتلة الخليج العربية بتطبيع العلاقات مع جارتها الفارسية.

من جانبه، يقول الرئيس الإيراني بيزشكيان، وهو جراح قلب من حيث المهنة، إنه يريد إعطاء الأولوية للعلاقات الإقليمية السلمية وعلى مدى عقود من الزمن، منذ الثورة الإيرانية عام 1979، نظرت دول الخليج العربية إلى الجمهورية الإسلامية بعين الريبة والعداء العميقين. لسبب واحد، هناك التوتر الطائفي بين الإسلام الشيعي كما تعترف به إيران بشكل رئيسي والإسلام السني الذي يهيمن على دول الخليج العربية.

وهناك أيضًا خوف عميق بين الأنظمة الملكية العربية من أن السياسات الثورية التي تتبناها إيران قد تصيب جماهيرها وبالتالي تهدد الأنظمة الوراثية واشار التحليل إلى حقيقة إجراء إيران لانتخابات التي تتناقض مع دول الخليج التي تحكمها عائلات ملكية.

وكثيرًا ما استغلت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون، ولا سيما القوة الاستعمارية السابقة بريطانيا، التوترات في الخليج العربي لممارسة سياسة فرق تسد، ويعد البريطانيون بارعين في ممارسة اللعبة الطائفية في كل مستعمراتهم السابقة من أيرلندا إلى ميانمار وفي كل مكان بينهما، بما في ذلك الشرق الأوسط.

وباستخلاص ورقة من كتاب اللعب الإمبريالي، قامت واشنطن تاريخيًا بتأجيج المخاوف من الطموحات التوسعية الإيرانية وقد ضمن هذا بقاء المملكة العربية السعودية وجيرانها في الخليج تحت نوع من الحماية الأمريكية غير المعلنة، وهو أمر حيوي للحفاظ على نظام البترودولار الذي يدعم الدولار الأمريكي باعتباره العملة الاحتياطية الدولية وبدون امتيازات النفط، سوف ينهار الاقتصاد الأمريكي.

ثانيًا، يعد الخليج سوقًا ضخمًا لصادرات الأسلحة الأمريكية، بدءًا من أنظمة الدفاع الجوي باتريوت المبالغ في تقديرها إلى الطائرات المقاتلة باهظة الثمن وباختصار، كانت سياسة الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين هي الترويج لحرب باردة في الخليج بين الدول العربية وإيران.

وقدم ولي العهد السعودي، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تهانيه للرئيس الإيراني الجديد، وذهب إلى أبعد من ذلك باقتراح التعاون الأمني الإقليمي وقال ولي العهد السعودي للرئيس بيزشكيان: “أؤكد حرصي على تطوير وتعميق العلاقات التي توحد بلداننا وشعوبنا وتخدم مصالحنا المشتركة” وهذا تحول مذهل للعلاقات الإيجابية.