بعد سنوات من القطيعة.. أردوغان يقترب من مصالحة تاريخية مع الأسد
حسم الرئيس التركي رجب أردوغان موقفه من التقارب مع الرئيس السوري بشار الأسد، بعد سنوات من القطيعة بين البلدين على خلفية دعم تركيا للحراك الشعبي ضد نظام الأسد قبل أن تتحول إلى حرب أهلية، وقال أردوغان أنه مستعد لدعوة الأسد لزيارة تركيا.
ودعمت أنقرة المسلحين في سوريا لوجستيا بالمال والسلام ووفرت لهم ممرات آمنة، فضلا عن تسهل حركة بيع النفط السوري المسروق من قبل الجماعات المسلحة داعش والنصرة، كما تحتل تركيا مناطق كبيرة في شمال شرق سوريا، وتعمل على إحداث تغيير ديموغرافي في تلك المنطقة عبر توطين أشخاص تركمان وآخرين موالين لها.
وبسبب تلك السياسات قطعت سوريا علاقتها مع تركيا، لكن بعدما دارت الدائرة وتمكن الجيش السوري المدعوم من روسيا وإيران من استعادة زمام الأمور، سعى الرئيس التركي إلى المصالحة مع النظام السوري.
وتشترط دمشق لعودة العلاقات مع تركيا، إنهاء أنقرة احتلالها لشمال شرق سوريا، فضلا عن وقف الدعم للمسلحين في مدينة إدلب.
وأعلن الرئيس التركي أنه قد يدعو نظيره السوري بشار الأسد إلى تركيا "في أي وقت"، ما قد يشير إلى تحسن العلاقات بين البلدين بعد قطيعة لأكثر من عشرة أعوام.
جاء ذلك بعد نحو أسبوع من تصريحات لأردوغان قال فيها إنه لا يوجد ما يمنع إقامة علاقات بين أنقرة ودمشق، بعد توترات شديدة منذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا قبل 13 عامًا، بلغت ذروتها حين طالبت تركيا بتنحية الأسد "حقنًا للدماء".
ونقلت وكالة الأناضول للأنباء عن أردوغان تصريحاته الصحفية خلال رحلته من برلين، التي شهد فيها مباراة بين منتخب بلاده ونظيره الهولندي، في إطار كأس أمم أوروبا لكرة القدم يورو 2024.
وقال أردوغان للصحفيين وهو على متن الطائرة: "سنوجه دعوتنا [للأسد]، وبهذه الدعوة، نريد استعادة العلاقات التركية السورية إلى نفس المستوى الذي كانت عليه في الماضي".
وصرح أردوغان بأنه "قد يتم توجيه دعوتنا في أي وقت"، بحسب بيان رئاسي لمقابلة أجرتها معه وسائل إعلام تركية، مؤكدًا أن أنقرة سترد بالمثل على أي خطوة إيجابية من دمشق.
وأضاف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن ورئيس الوزراء العراقي يمكن أن يسهما في تسهيل الاتصال بين البلدين.
وكان رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي في تركيا، أوزغور أوزال، قد قال مؤخرًا إنه يقوم بمحاولات لترتيب لقاء مع الرئيس السوري.