الأحد 06 أكتوبر 2024 الموافق 03 ربيع الثاني 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

3 كتل برلمانية دون "أغلبية مطلقة"

سيناريو غير مسبوق.. نتائج الانتخابات الفرنسية تدفع إلى "برلمان معلق"

الرئيس نيوز

صعوبة التحالفات تثير مخاوف من "شلل سياسي"

أسفرت النتائج الأولية للجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية الفرنسية عن فوز تحالف اليسار بأكبر عدد من الأصوات دون حصوله على عتبة الـ 289 مقعدًا اللازمة لضمان أغلبية مطلقة في البرلمان، ما يدفع فرنسا إلى "سيناريو غير مسبوق" في ظل "برلمان معلق"، بحسب وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.

وتمثل هذه النتيجة هزيمة قاسية لحزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، الذي كان من المتوقع أن يفوز في الانتخابات بعد تقدمه في نتائج الجولة الأولى، الأسبوع الماضي، لكنه عانى بعد أن عمل تحالف "الجبهة الشعبية الجديدة" اليساري وائتلاف "معًا" بقيادة الرئيس ماكرون المنتمي لتيار الوسط في الفترة بين الجولتين الأولى والثانية من الانتخابات لخلق جبهة للتصويت المضاد للتجمع الوطني.

وأظهرت النتائج أن حزب التجمع الوطني اليميني احتل المركز الثالث، خلف ائتلاف ماكرون الوسطي، وهو ما يعني أن أيًا من الكتل الثلاث لن يتمكن من تشكيل حكومة أغلبية وأنها ستحتاج إلى الحصول على دعم الآخرين لتمرير أي تشريع.

ويحدث "البرلمان المعلق" في حكومة النظام البرلماني، عندما لا يحقق أي من الأحزاب الرئيسية أو كتلة الأحزاب المتحالفة أغلبية مطلقة في المقاعد تتيح لأي منهم تشكيل الحكومة منفردًا دون الحاجة إلى الدخول في تحالفات.

وذكرت وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية أن "فرنسا الحديثة لم تشهد أبدًا طوال تاريخها برلمانًا دون حزب مهيمن"، مشيرة إلى أن الانقسامات في باريس بشأن سياسات الضرائب والهجرة والشرق الأوسط تجعل بناء إجماع عبر الأحزاب للاتفاق على مواقف الحكومة والتشريعات "أمرًا صعبًا بشكل خاص".

سيناريوهات صعبة

وبينما أعلن رئيس الوزراء الفرنسي جابرييل أتال أنه سيقدم استقالته إلى ماكرون، صباح الاثنين، لم تبرز أى شخصية حتى الآن كرئيس وزراء محتمل في المستقبل. وقال الرئيس الفرنسي إنه سينتظر ليقرر خطواته التالية.

وينص الدستور على أن ماكرون هو الذي يقرر مَن سيكلفه بتشكيل الحكومة، لكن منَ سيختاره سيواجه تصويتًا على الثقة في البرلمان، والذي سينعقد لمدة 15 يومًا بدءً من 18 يوليو، وهذا يعني أن ماكرون يحتاج إلى تسمية شخص مقبول لدى أغلبية المشرعين للقيام بهذه المهمة.

واستبعدت "رويترز" تشكيل ائتلاف ذو توجهات يسارية، مرجعة السبب إلى أن "فرنسا ليست معتادة على ذلك النوع من بناء التحالفات في مرحلة ما بعد الانتخابات" على عكس ما هو شائع في ديمقراطيات شمال أوروبا مثل ألمانيا وهولندا.

ومع ذلك، ذكرت "أسوشيتد برس" أن ماكرون قد يسعى إلى اتفاق مع اليسار المعتدل لتشكيل حكومة مشتركة، لكنها توقعت أن تكون مثل هذه المفاوضات، إذا حدثت "صعبة للغاية".

واستبعد زعيم حزب "فرنسا الأبية" اليساري المتشدد جان لوك ميلانشون تشكيل ائتلاف واسع من الأحزاب ذات التوجهات المختلفة، قائلًا إنه من واجب ماكرون أن يدعو التحالف اليساري إلى الحكم. وفي معسكر الوسط، قال رئيس حزب ماكرون، ستيفان سيجورن، إنه مستعد للعمل مع الأحزاب الرئيسية في البلاد، لكنه استبعد إبرام أي اتفاق مع حزب ميلانشون.

ويقول السياسي اليساري المعتدل رافائيل جلوكسمان، وهو مُشرع في البرلمان الأوروبي، إن الطبقة السياسية في البلاد يجب أن "تتصرف مثل البالغين".

ومن المرجح أن يعمل الرئيس الفرنسي على إخراج الاشتراكيين والخضر من التحالف اليساري، وعزل "فرنسا الأبية"، لتشكيل ائتلاف يسار وسط من خلال كتلته الخاصة.

وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق، ستكون هذه "منطقة مجهولة" بالنسبة لفرنسا، إذ ينص الدستور على أن ماكرون لا يمكنه الدعوة لإجراء انتخابات برلمانية جديدة قبل 12 شهرًا أخرى.

والاحتمال الآخر هو تشكيل حكومة من التكنوقراط يمكنها إدارة الشؤون اليومية للبلاد دون الإشراف على التغييرات الهيكلية فيها، لكن ليس من الواضح ما إذا كانت كتلة اليسار ستدعم مثل هذا السيناريو، الذي سيظل يتطلب دعمًا من البرلمان.

وقال رئيس الوزراء جابرييل أتال إنه سيقدم استقالته إلى ماكرون، صباح الاثنين، لكنه أعرب عن استعداده للعمل في حكومة لتصريف الأعمال.