عاجل| أزمة وفاة أحمد رفعت تكشف عورات الإعلام الرياضي المصري
أثار رحيل أحمد رفعت لاعب منتخب مصر ومودرن سبورت المفاجئ ضجة كبيرة في الشارع المصري، وأعاد إلى الواجهة سوء إدارة المنظومة الرياضية والإعلامية في مصر التي أثيرت عدة مرات خلال السنوات الماضية.
ومع ظهور نادر شوقي، وكيل اللاعب أحمد رفعت، ضيفا على برنامج "الكورة مع فايق" الذي يقدمه الإعلامي إبراهيم فايق على شاشة قناة "mbc مصر 2" السعودية، تفجرت الأزمة لما كشفه وكيل اللاعب من كواليس وأسرار حول ما تعرض له رفعت من "ضغوط نفسية وظلم" قبل وفاته.
ما أزعج البعض ليس فقط ما ذكره نادر شوقي خلال الحلقة، خاصة أن الكثير من المعلومات التي ذكرها شوقي متداولة في الوسط الرياضي، ويعرفها أغلب العاملين في الإعلام الرياضي المصري، إنما غياب الإعلام الرياضي المصري عن الأزمة تماما، وكأن شيئا لم يكن، إذ تجاهلت كافة القنوات الرياضية المصرية، والإعلاميين الرياضيين، الحديث عن كواليس ما جرى، واكتفوا فقط بتقديم العزاء في اللاعب الراحل أحمد رفعت.
في حين أن قناة "mbc مصر 2" السعودية، فتحت الهواء للحديث حول التفاصيل الكاملة للأزمة، واستضافت نادر شوقي وكيل اللاعب، كما أجرت مداخلة مع شقيقه الذي كشف عن أسماء من تسببوا في الأزمة منذ بدايتها.
تضارب مصالح
يقول الناقد الرياضي الشاب أحمد درويش، أن الأزمة تتلخص في عدة نقاط، أولها غياب مساحة الطرح في الإعلام الرياضي المصري، بالإضافة لوجود حسابات أخرى تحكم المنظومة في ظل وجود وسائل التواصل الاجتماعي وهو ما يؤكد عدم غياب الحقائق مطلقا حتى بالتعتيم عليها.
وأضاف درويش لـ"الرئيس نيوز"، أنه يجب أن يكون هناك تعامل مع الواقع بمصداقية شديدة بنظرية (كل نفسك قبل ما غيرك ياكلك) حتى يكون للإعلام الرياضي المصري تواجد وقوة حقيقية وتأثير، مشيرا أن على المسؤلين أن يتيحوا مساحات أوسع للنقاش، خاصة بعد هروب المشاهدين إلى قنوات عربية.
وتابع أن بعض الإعلاميين في مصر لديهم تضارب مصالح، وأعطى مثالا بذلك في أحمد شوبير عندما كان نائب رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم ونائب رئيس نادي فيوتشر، ولديه برنامج على الشاشة في أكبر قناة رياضية في مصر بنفس التوقيت، والأمثلة على تضارب المصالح في الإعلام الرياضي المصري كثيرة جدا وأثرت على الإعلام بشكل كبير.
قال درويش، إن الجمهور حاليا يميل لمتابعة الشباب ممن ليس لديهم حسابات شخصية وغير موجهين، كمتنفس لحرية الرأي في مجال الرياضة، وقال: "يجب أن تقوم القنوات الرياضية الكبيرة بتجديد دمائها على كافة المستويات أولا المذيعين الذين عفى عليهم الزمن، وثانيا من يديروا خلف الشاشات، وذلك للتغلب على تضارب المصالح والحسابات الشخصية".
فقدان المصداقية
الناقد الرياضي شوقي حامد قال إن أولويات الإعلام الرياضي المصري أصبحت خاطئة، ويميل دائما لتناول موضوعات مثيرة تستهدف التريند فقط. وأضاف: "الإعلام الرياضي يلهث خلف ما يجذب الناس من أمور مثيرة وتوترات وأزمات مختلقة".
أكد شوقي لـ"الرئيس نيوز" أن الإعلام الرياضي المصري منذ سقوط أحمد رفعت في الملعب ليس لديه صورة واحدة له ولا خبر عنه، ولم يهتموا بالأمر إلا بعد وفاته وتوجيه اتهامات لبعض الأشخاص بالتسبب في ظلمه.
وتابع: "للأسف المادة الإعلامية في الرياضة المصرية فقدت مصداقيتها تماما ولم يعد أحد من المشاهدين يثق في القنوات الرياضية المصرية ولا يصدق إعلامييها".
وأشار الناقد الرياضي، إلى أن الإعلام الرياضي المصري فقد جزء كبير من مصداقيته لأنه لم يعد على قدر الحدث ولا المسؤلية، مؤكدا أن ما يفرض نفسه على الإعلام الرياضي المصري حاليا، هو وجود أعلام وتحزبات ومصالح شخصية وميول معينة، بالإضافة لاختلاق قضايا مفتعلة لإلهاء الناس، كما أن هناك بعض الضغوط والتوجيهات غير المعلنة، وللأسف أقول بكل صدق (الإعلام الرياضي المصري أصبح إعلام مغرض) ويتعامل بالأهواء الشخصية والمصالح، مؤكدا أن هناك الكثير من الأقلام المباعة.
إعلام مغرض
وكشف أن وزير الشباب والرياضة أشرف صبحي نفسه لديه بعض الأقلام والإعلاميين الذين يشيدوا به دائما، وهذا أبسط دليل على شراء مساحات وأقلام وبرامج للحديث عن إنجازاته وعدم الإشارة لأي خطأ في وزارته.
وأتم: "يجب علينا أن نتجه للمصداقية والتخفف من اللونية والفئوية، والحرص على التعامل مع العقول وليس القلوب والعواطف، كما يجب الإرتقاء بالإعلاميين والكتاب وتدريبهم وتأهيلهم".
إعلاميين عفى عليهم الزمن
وقال الناقد الرياضي جمال زهيري، “الجمهور يؤثر ويتأثر بالمحتوى المقدم له، ومن الطبيعي أن يميل الجمهور الرياضي مؤخرا لبرامج مثل إبراهيم فايق وهاني حتحوت”.
وأضاف زهيري لـ"الرئيس نيوز": "لا يوجد في الرياضة محاذير وما يميز برنامج رياضي عن غيره هو مستوى المذيع والإعداد والأفكار المقدمة، وحقيقة إعلامنا الرياضي أصبح يعيش مأساة حقيقية مؤخرا".
وعن غياب الإعلام الرياضي المصري عن أزمة أحمد رفعت، قال زهيري: "هناك برنامجين فقط قدموا شغل مميز عن الأزمة وهما الكورة مع فايق على "mbc مصر 2" والماتش على "صدى البلد"، وذلك لأنهما سعوا لتقديم معلومات من مصادرها دون الهجوم على أحد أو الدفاع عن أحد، وهذا هو معنى الإعلام الحقيقي".
وأردف: “هذه البرامج سعت لجلب معلومات خاصة في ظل غياب المعلومات عن أحمد رفعت منذ واقعة سقوطه، ولم يكن أحد يعلم أن الأمر خلفه أزمات أخرى تسببت في سقوطه”.
وأشار إلى أن الجمهور لم يكن يعرف هذه التفاصيل قبل وفاة اللاعب، ودور الإعلام أن يكشف تفاصيل الواقعة وليس بالضرورة أن يقوم الإعلام بالتوجيه إلى رأي معين في هذا الأمر، لأن المشاهد ذكي ويعرف جيدا أن يحكم على الأمور.
كشف الناقد الرياضي، أن سقف الحرية في الإعلام الرياضي كبير جدا ولا يوجد موانع ولا يوجد ما يقيد الإعلام الرياضي، ولكن للأسف معظم الإعلام الرياضي يدار بطريقة خاطئة، وعلى حسب هوا مقدم البرنامج وفريق إعداده، ولا يوجد ضابط أو رابط لهذا الأمر، ولذلك يجب أن يظهر دور المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في هذا الأمر بأقرب وقت.
استغلال الشاشات لمصالح شخصية
وتابع “الإعلاميين يتعاملوا مع برامجهم وكأنها ملك لهم، ويخوضوا معارك شخصية بهذه البرامج، ولا بد أولا من إعادة تقييم لما يقدم في البرامج الرياضية وتقييم لمن يقدموها وتقييم لمن يظهروا كضيوف”.
أكد أنه يجب وقف عمليات تضارب المصالح في الإعلام الرياضي، لأنها مرفوضة وفق المواثيق الدولية، ولا يصح أن تكون أنت الخصم والحكم، وأعطى مثالا بالكاتب عصام عبدالمنعم والذي تولى رئاسة اتحاد الكرة في فترة من الفترات، وحينها قرر التوقف عن كتابة مقاله في الأهرام طوال مدة توليه المسؤلية، ولكن للأسف في مصر بعض الناس لديهم حب وعشق لتجميع المناصب مما يخلق حالة من تضارب المصالح.
وأدى غياب الإعلام الرياضي المصري عن أزمة اللاعب الراحل أحمد رفعت، لحالة من فقدان الثقة فيه واتجاه الجمهور إلى قناة سعودية لمتابعة التفاصيل الكاملة، ما أثار حفيظة الكثيرين من العاملين في الوسط الإعلامي الرياضي، وكتب بعضهم عبر منصات السوشيال ميديا اعتذار، كما اعترف بعضهم بأن الإعلام الرياضي جزء لا يتجزء من أزمة الكرة في مصر، خاصة عندما تعلق الأمر بأزمة تخص لاعب مصري، وهو ما كشف عورات الإعلام الرياضي المصري.