مؤتمر القوى السياسية السودانية يؤكد ضرورة الوقف الفوري للحرب والمحافظة على البلاد
أجمع المشاركون في مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية الذي استضافته القاهرة، اليوم السبت، تحت عنوان "معًا لوقف الحرب في السودان" على المحافظة على السودان وطنًا موحدًا، على أسس المواطنة والحقوق المتساوية، والدولة المدنية الديمقراطية الفدرالية.
ودعا البيان الختامي للمؤتمر -الذي عقد بمشاركة وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبّد العاطي ومختلف القوى السياسية المدنية السودانية والشركاء الإقليميين والدوليين المعنيين- إلى ضرورة الوقف الفوري للحرب بما يشمل آليات وسبل ومراقبة الوقف الدائم لإطلاق النار ووقف العدائيات.
وأوضحت القوى السياسية والمدنية السودانية المتوافقة على هذا البيان أنها اجتمعت بدعوة كريمة من حكومة جمهورية مصر العربية الشقيقة بعاصمتها القاهرة تحت شعار (معًا من أجل وقف الحرب)، وتداولت الرؤى ووجهات النظر، في لحظة حرجة من تاريخ البلاد، تهدد استقرارها واستقلالها ووحدة أراضيها وبقاءها كدولة لشعب له إرثه الحضاري الأصيل والمشرف وتسببت في كارثة إنسانية مريعة، وعصفت بملايين الأسر إلى المجهول، وفي هذه الساعة التي يتم التداول، يعانون من ويلات الحرب، ومآسي النزوح والتشرد واللجوء والموت جوعًا، والافتقار لأبسط مقومات الرعاية الطبية، وينتظرهم شبح الأمية المتوحش، تاركًا أمتنا فريسة لأجيال من ضياع العقول والجهل والتطرف.
وأضاف البيان الختامي للمؤتمر: “استجبنا للدعوة الكريمة التي بادرت بها جمهورية مصر العربية لجمع السودانيين، وبحضور مقدر من دول الجوار والمنظمات الإقليمية والدولية بغرض التشاور والاتفاق على الحد المطلوب للعمل المشترك من أجل وقف الحرب وإنهاء الأسباب التي أفضت إليها، والمسارعة لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة وعلى رأسها الغذاء والدواء والتعليم، أملًا في أن تتكلل هذه الجهود بإسكات صوت المدافع وتحقيق أمان المدنيين وإخراس أصوات العنف والكراهية والدعاية السالبة، والسعي معًا من أجل إعادة الإعمار للمرافق الأساسية التي تجعل حياة السودانيين ممكنة في بلادهم وتهيئة الدولة لضمان الأمن والسلام لعودتهم إلى بيوتهم ومزاولة حياتهم الطبيعية”.
وأكد البيان أن المجتمعين اتفقوا على أن الحرب التي اجتاحت السودان وقتلت وشردت وأذلت شعبها ومزقت نسيج البلاد الاجتماعي، صبيحة الخامس عشر من أبريل 2023، لا تمثل فقط علامة فارقة ولكنها تاريخ جديد يلزم كل سوداني وسودانية بالنظر والمراجعة الدقيقة لمواقفنا كافة.
وتابع: "إننا ندين كل الانتهاكات التي ارتكبت في هذه الحرب ونؤكد أن الحرب مؤشر حيوي للتفكير في إعادة التأسيس الشامل للدولة السودانية على أسس العدالة والحرية والسلام، وهو الأمر الذي يتطلب قناعة كل السودانيين به، ولهذا فإن اجتماعنا اليوم يتوجه تلقاء المستقبل المعافى ولأجيالنا المقبلة في وطن يكتنفه السلام والعدالة والنهضة والحرية وسيادة حكم القانون، مستفيدين من تجاربنا وخبرات شعوب العالم في تجاوز الحرب وأهوالها نحو المصالحة الوطنية الشاملة والعدالة الانتقالية".
كما أكد المؤتمرون ضرورة الالتزام بإعلان جدة والنظر في آليات تنفيذه وتطويره لمواكبة مستجدات الحرب.
وتوجه المؤتمرون بالدعوة والمناشدة إلى الدول والجهات الداعمة لأطراف الحرب بأي من أشكال الدعم المباشر وغير المباشر للتوقف عن إشعال المزيد من نيران الحرب في السودان.
وشدد البيان الختامي على أن الأزمة الإنسانية السودانية تمثل المأساة الأكبر في العالم، كما أنها تأتي في رأس الأولويات التي تستوجب التصدي لها من قبل السودانيين والقوى السياسية والمجتمع المدني والمنظمات الإنسانية، حيث أن وصول المساعدات هو أمر واجب لإنقاذ حياة ملايين السودانيين.
وقد دعا المؤتمرون إلى حماية العاملين في المجال الإنساني وتجنيبهم التعرض للخطر والملاحقة والتعويق من قبل أطراف الحرب وفقًا للقانون الدولي والإنساني، ومواصلة دعم جهود المجتمع المحلي والدولي للاستمرار في استقطاب الدعم من المانحين وضمان وصوله للمحتاجين.. كما ناشد المؤتمرون المجتمع الإقليمي والدولي الإيفاء بالتزاماتهم.
وأكدوا أن اجتماع القاهرة يمثل فرصةً قيمة إذ جمعت لأول مرة منذ الحرب الفرقاء المدنيين في الساحة السياسية، كما جمعت طيفًا مقدرًا من الشخصيات الوطنية وممثلي المجتمع المدني توافقوا جميعًا على العمل لوقف الحرب باعتبار أن ذلك هو سؤال سائر السودانيين ومطلبهم الأساس.
وشددوا على تجنيب المرحلة التأسيسية لما بعد الحرب كل الأسباب التي أدت إلى إفشال الفترات الانتقالية السابقة، وصولًا إلى تأسيس الدولة السودانية.
وتوافق المشاركون على تشكيل لجنة لتطوير النقاشات ومتابعة هذا المجهود من أجل الوصول إلى سلام دائم.
وتقدم المشاركون بالمؤتمر بالشكر إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي والحكومة وشعب جمهورية مصر العربية لوقفتهم إلى جانب الشعب السوداني في محنته الراهنة.
واختتم البيان الختامي بأن القوى والشخصيات المتوافقة على البيان هم كافة المشاركين في أعمال مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية في القاهرة.