“غزة” تكلف حزب العمال خسارة مقاعد.. وستارمر بحاجة إلى خطة جديدة للتعامل مع إسرائيل
أفاد تقرير بريطاني بأن “الوضع في غزة” كلف حزب العمال خسارة مقاعد في البرلمان البريطاني، مشيرا إلى أن زعيم الحزب كير ستارمر بحاجة إلى خطة جديدة للتعامل مع إسرائيل.
وذكر موقع شبكة “أي نيوز” الإخبارية البريطانية – في تقرير اليوم الجمعة – أن كير ستارمر كان مبتهجا وهو يحتفل بوصول حزب العمال إلى الحكومة في الساعات الأولى من هذا الصباح. لكنه يعلم أنه حتى مع هذه الأغلبية الضخمة التي فاز بها؛ فإن إدارة حزب العمال ستكون أصعب بكثير مما كان متوقعا. وقد خسر عددا من المقاعد أو تنافس فيها المرشحون المستقلون الذين قاموا بحملاتهم الانتخابية بناء على الوضع في غزة.
وأشار التقرير إلى أن الخسارة الصادمة التي تعرض لها جنرال الظل جون أشوورث، كانت إحدى المفاجآت الكبرى في تلك الليلة: فقد تعرض للهزيمة على يد الناشط المستقل شوكت آدم، كما خسرت زميلته كيت هوليرن مقعدها في بلاكبيرن لصالح ناشط مستقل، في حين فشلت المساعدة السابقة لراشيل ريفز، هيذر إقبال، في الفوز بديوسبوري وباتلي، مع فوز نائب مستقل آخر هناك. خسر خالد محمود برمنجهام بيري بار أمام مرشح مستقل أيضا.
ولفت إلى أن بعض كبار أعضاء البرلمان، بمن فيهم ويس ستريتنج وشابانا محمود، الذين سيصبحون وزراء في الحكومة قريبا، شعروا بالخوف على مستقبلهم في البرلمان وهم جالسون في مقاعدهم: وعادت الروح إلى ستريتنج بعد فوزه بفارق 528 صوتا فقط، في حين تأرجح فريق محمود بين الثقة والخوف من أنها سوف تخسر أمام المستقل أحمد يعقوب. في النهاية حصلت على أغلبية بفارق 3421 صوتا.
مع ذلك، فإن جيس فيليبس – التي استقالت من حزب العمال بسبب غزة – كانت على وشك أن تجرى الإطاحة بها من قبل مرشح حزب “عمال بريطانيا” الإشتراكي، بزعامة جورج جالاوي، حيث فازت بـ 693 صوتا فقط. ووصف كل من ستريتنج وفيليبس الحملة بأنها واحدة من أسوأ الحملات التي مروا بها: وقالت فيليبس إن سلوك بعض خصومها كان “شنيعا”.
وأشار تقرير “أي نيوز” إلى أن القائمين على الحملة الانتخابية في المقاعد التي فاز بها حزب العمال قد اندهشوا من الطريقة التي تحدث بها الناخبون عن غزة، على الرغم من اعترافهم بأن ستارمر قد تجاوز في رد فعله الأولي الفاشل، والذي أشار خلاله إلى أنه يوافق على قيام إسرائيل بقطع الكهرباء والمياه عن غزة.
كما أن موقفه كان ضعيفا ومتأخرا حيث كان “الآلاف قد ماتوا بالفعل بحلول ذلك الوقت”، وكما لو أن موقف زعيم المعارضة في المملكة المتحدة كان قد يحدث أي فرق في حين أن رئيس الوزراء أو حتى رئيس الولايات المتحدة، لم يكن لهم أي تأثير على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. لكن الأمر قد يكون له تأثيره على أعضاء البرلمان من حزب العمال الذين يتوجهون إلى مجلس العموم، وسيريدون من زعيمهم أن يظهر أنه قد لاحظ ذلك.
أضف إلى ذلك؛ فوز جيريمي كوربين بمقعده في إسلنجتون نورث، حيث سيواجه “ستارمر” مشكلة من المستقلين في البرلمان. هناك أربعة نواب من حزب الخضر يريدون الادعاء بأنهم يحافظون على صدق حزب العمال أيضا، وتظهر حصة حزب العمال من الأصوات أن دعمه ضحل في جميع أنحاء البلاد.
وسيكون لدى الحزب نواب خائفون من تأثير موقف الحزب بشأن غزة على معاركهم الفردية، وسيكونون مدركين بشكل مؤلم أن أحد أكثر الأصوات الإعلامية التي يثق بها هو أصبحت الآن بدون مقعد على الإطلاق بسبب هذه القضية.
وبعد أن شغل مقعده، أوضح ستريتنج أن استجابة الحزب للصراع بين إسرائيل وحماس لم تكن جيدة بما فيه الكفاية في البداية، وأنه سوف يستمع إلى ناخبيه. وسيكون هو وغيره من أعضاء البرلمان حذرين للغاية من أن تبدو حكومة حزب العمال مؤيدة لإسرائيل أكثر من اللازم. وسيكون هناك ضغط متزايد على ستارمر للمضي قدما في سياسته الرسمية بشأن الدولة الفلسطينية، على الرغم من الاقتراحات في نهاية الحملة بأن زعيم حزب العمال سيؤخر اتخاذ إجراء بشأن هذا الأمر حتى يتمكن من تنسيقه مع الدول الغربية الأخرى.
وتابع التقرير أن الأكثر إلحاحا من ذلك، أنه سيكون هناك أيضا ضغوطا هائلة على حكومة حزب العمال لإعادة تقييم الموقف القانوني بشأن صادرات الأسلحة إلى إسرائيل. وكان خط حكومة المحافظين هو أن الموقف القانوني ظل كما هو، ولكن إذا كان هناك أي دليل على انتهاك إسرائيل للقانون الإنساني الدولي، فإن ذلك سيؤثر على تراخيص التصدير.
وكان حزب العمال قد اتخذ موقفا مختلفا بعض الشيء في المعارضة، وهو أن الحكومة يجب أن تنشر المشورة القانونية، وأن عليها أن توقف المبيعات قبل الهجوم المخطط له على رفح، جنوبي قطاع غزة.
وفي خطابه الذي ألقاه في الصباح الباكر، أكد ستارمر أن السبب الوحيد الذي جعل حزب العمال قادرا على تقديم كل الأشياء التي وعد بها بشأن الخدمات العامة والفرص هو أنه قام بتغيير الحزب داخليا قبل انطلاق الانتخابات.