هند صبري: مسلسل "مفترق طرق" في النسخة العربية قدم نموذجا مناسبا لمجتمعنا العربي (حوار)
- ردود الفعل على “مفترق طرق” أسعدتني وشخصية “أميرة الألفي” مركبة وصعبة
- شاهدت النسخة الأجنبية من العمل وأعجبتني ونقدم نسخة تتناسب مع مجتمعاتنا العربية
- كواليس العمل مليئة بالحب وكل الأبطال المشاركين أصدقائي
- أميل لاختيار الأعمال التي تجعل الجمهور يفكر وتدفعه لتبادل الآراء
- دراما المنصات أكثر جرأة وتحريرا وغيابي عن دراما رمضان غير مقصود
- اختياراتي السينمائية تميل لموضوعات إنسانية وتلقي الضوء على قضايا المرأة
- أخوض تجربة الإنتاج دون تردد أو خوف وأستهدف تقديم أعمال ذات قيمة
- انسحابي من برنامج الأغذية العالمي يرجع لعدم قدرتنا على التدخل لصالح أطفال غزة
نجاح لافت حققه مسلسل "مفترق طرق" الذي يعرض حصريا على منصة "شاهد vip"، وتقوم ببطولته النجمة هند صبري، ويشاركها البطولة نخبة من النجوم منهم إياد نصار، ماجد المصري، وجومانا مراد.
تحدثت النجمة هند صبري في حوار خاص لـ"الرئيس نيوز" حول تفاصيل المسلسل، وشخصية "أميرة" التي تجسدها في الأحداث، مؤكدة أن ردود الفعل التي وصلتها على المسلسل حتى الآن مبهجة جدا، كما تطرق الحوار لأسباب اتجاهها مؤخرا لدراما المنصات، وسر غيابها عن دراما رمضان، وخوضها تجربة الإنتاج، وتفاصيل أخرى كثيرة.
وإلى نص الحوار..
بداية.. بعد عرض ما يزيد عن 20 حلقة من مسلسل "مفترق طرق".. كيف كانت ردود الفعل؟
الحمدلله ردود الفعل كانت مميزة جدا وإيجابية، والعمل لاقى نجاح كبير جدا حتى الآن، وتصدر الأعمال الأعلى مشاهدة على منصة "شاهد"، ويواصل حصد الإشادات الجماهيرية والنقدية، ومنذ البداية، وأنا أتوقع أن العمل سيجذب انتباه الجمهور العريض واهتمامه، حيث يناقش قضايا اجتماعية تشبه الواقع وقريبة من الناس.
هل شاهدتي النسخة الأجنبية من العمل؟
بالطبع شاهدتها، ولكني أرى أن النسخة المصرية أفضل كثيرا، ومناسبة جدا لمجتمعنا الشرقي، وقد غيّرنا الكثير من التفاصيل كي تأتي متماشية مع مجتمعنا الشرقي المحافظ، وكنت من أشد متابعي ومعجبي العمل في نسخته الأصلية، ولكني أرى أن "مفترق طرق" تمكن من تقديم محتوى درامي إنساني اجتماعي مناسب للعالم العربي والجمهور العربي.
حدثينا عن شخصية "أميرة الألفي" التي تقدميها في العمل؟
أميرة الألفي، شخصية صعبة جدا ومركبة، فهي امرأة توضع أمام مفترق طرق وتواجه ظروفًا إنسانية صعبة واجتماعية دقيقة، وتسعى لتجاوز كل المشاكل التي تعرف عليها المشاهد تباعا على امتداد الحلقات، ومع مرور الوقت نكتشف أين تبدأ وإلى أين تصل، فحياة أميرة الألفي مكونة من دوائر عدة، فبعد حدث كبير بينها وبين زوجها عمر المنسي (ماجد المصري)، تضطر لأن تأخذ ولديها لتعيش عند حماتها (ليلى عز العرب) وهذه العلاقة تمر بمفارقات وتوترات كثيرة، لأن لكل منهما وجهة نظر مختلفة في كيفية تربية الأولاد، وفي حياتها العائلية أيضًا ابنة خالتها (نهى عابدين)، كما أن في حياة أميرة دائرة مهنية، حينما تعود لممارسة المحاماة بعد سنوات من الانقطاع، وتعمل مع زميل قديم هو يحيى (إياد نصار)، وتتطور هذه الزمالة إلى مشاعر حب بينهما، بالإضافة إلى أنه في المكتب نتعرف إلى دارين (جومانا مراد) والتي تشهد الكثير من المواجهات، وعلي الطيب، وهدى المفتي، إضافة إلى ضيوف شرف كثر، يظهرون في بعض الحلقات.
كيف كان التعامل مع باقي أبطال العمل في الكواليس؟
الكواليس كانت مليئة بالحب وجميعهم أصدقائي، وهم نجوم كبار جدا وأصحاب مدارس فنية ولهم بصمة كبيرة، كما أننا جميعا كان لدينا رؤية في السيناريو والحوار والأفكار التي تحتويها الأحداث، ولذلك خرج العمل بالجودة العالية التي شاهدها الجمهور، كما أن الأجواء التي احتوت على حب ومودة جعلت هذا ينعكس على الشاشة، ويصل للجمهور، خاصة أننا كنا نفتح نقاش حول رسم الشخصيات.
ما الذي جذبك لهذا العمل تحديدا؟
لأنني أميل إلى الأعمال التي تدفع الناس لأن تتبادل آراء مختلفة، وتغير أحكام وربما قناعات عندها، حينما يعرفون الوضع الخاص بهذه السيدة، منهم من سيكون متسامحًا معها ومنهم من يرفضها، وحقيقة عندما قرأت المعالجة المصرية قررت أن أخوض التجربة، خاصة أنني كما قلت سابقا، كنت من عشاق ومحبي النسخة الأصلية.
لماذا اتجهتي إلى تقديم دراما المنصات خلال السنوات الأخيرة؟
اتجهت لدراما المنصات لأتحرر من قواعد الدراما التليفزيونية، فدراما المنصات أكثر حرية في تناول الموضوعات، ولا تلتزم بعدد حلقات معين، وموضوعاتها أكثر جرأة وتنوع، وأرى أن المنصات هي المستقبل.
ولماذا تغيبي عن دراما رمضان منذ عام 2021؟
بالنسبة لموسم رمضان لم أشارك فيه منذ مسلسل "هجمة مرتدة"، والمشكلة إن كل الممثلين المشاركين في رمضان وقت الكورونا موسم 2020 بذلوا مجهودا كبيرا، وأتذكر أن “هجمة مرتدة” كنا مصورين نصف المسلسل ثم جاءت الكورونا وحدث توقف، والممثلين نسيوا الدور والشخصيات التي يجسدوها ورجعنا لكي نكمل لموسم رمضان التالي ومن وقتها حصل لي تروما، وفضلت ألا ألتزم بعمل درامي رمضاني، خاصة أن الضغوطات التي يتعرض لها الممثل في موسم رمضان غير الضغط في أي عمل آخر، ولكن حقيقي اشتقت للتواجد في رمضان، وأدرس هذا الأمر جيدا.
وما سبب اتجاهك للإنتاج وخوض هذه التجربة الصعبة؟
شاركت كمنتج منفذ لمنصة نتفليكس في مسلسل "البحث عن علا"، وحاليا أفكر في خوض تجربة الإنتاج الدرامي، لكن الأمر ليس سهلًا، المشروع يكون ضخم جدا وتنفيذه ليس لعبة بل هو معقد جدا وليس بسيطا على الإطلاق، لأنه يحتاج إمكانيات مادية كبيرة وضمانا للتسويق والعرض، وقبل كل هذا أن تجد الموضوع الذي يدفعك لخوض كل هذه الصعاب وتراهن عليه وتفهم السوق ووضع العمل والكثير من التفاصيل، ومع ذلك قررتِ خوض تجربة الإنتاج من خلال شركة "طيارة" للديجيتال، والهدف الأساسي الذي وضعته أمامي هو تحقيق محتوى جيد، وتقديم رؤية أحلم بها، وهو مشروع مهم يدعم مشاريع سينمائية مهمة، وحبى للسينما سبب انضمامي له.
لم نتحدث عن اختياراتك في السينما.. كيف تختاري أعمالك السينمائية؟
بالطبع اختياراتي في السينما تختلف عن اختياراتي في الدراما، وما أسعى لتقديمه في السينما دائما هي الأعمال الإنسانية، التي تحمل قضية لها علاقة بمجتمعاتنا العربية، خاصة وأن السينما توثق تاريخ للفنان وأيضا توثق للمرحلة التي أنتجت فيها، فلكل زمن موضوعاته والسينما التي تشبهه، وهذا لا يمنع من تقديم أعمال تجارية جيدة تهدف للربح، ولكن مؤخرا أصبحت أميل لأعمال تترك بصمة وتشارك بمهرجانات عالمية، كما اختار دائما قصص وحكايات تلقي الضوء على قضايا المرأة.
أخيرا.. ما الذي جعلت تقدمي استقالتك من برنامج الأغذية العالمي؟
استمر عملي معهم 13 عاما، وأصبحت جزءا من الأسرة الكبيرة لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، جزءًا من مهمة عظيمة ونبيلة، وأنا فخورة بذلك، لقد رأيت طوال هذه السنوات كيف كرس رجال ونساء شجعان في جميع أنحاء العالم حياتهم لخدمة الآخرين، ولهذا السبب أكنّ لهم حبًا واحترامًا عميقين، ولكن شهدت وشاركت تجارب زملائي المتفانين في برنامج الأغذية العالمي، في الإحساس بالعجز لعدم قدرتهم على القيام بواجبهم على أكمل وجه كعادتهم دائما تجاه الأطفال والأمهات والآباء والأجداد في غزة، ولم يكن بوسعهم إلا عمل القليل في مواجهة آلة الحرب الطاحنة التي لم ترحم المدنيين الذين يحاصرهم الجوع.
وحاولت إيصال صوتي على أعلى مستوى في برنامج الأغذية العالمي والانضمام لزملائي في المطالبة باستخدام ثقل البرنامج، مثلما فعل بنجاح في السابق، للدعوة والضغط بقوة من أجل وقف إطلاق النار الإنساني والفوري في قطاع غزة، والاستفادة من نفوذ البرنامج لمنع استخدام التجويع كسلاح حرب، ولكن عندما فشلنا في ذلك قررت الاستقالة.