"قنبلة اللاجئين".. تكسير وحرق محلات وممتلكات السوريين في قيصري التركية
انفجرت أزمة اللاجئين مجددًا في تركيا على خلفية ما حدث ليلة أمس، في ولاية قيصري، حيث أصبحت تمثل قنبلة موقوتة في الدول المستقبلة لهم بالمنطقة من بينها مصر التي استقبلت ما يزيد عن 9 ملايين لاجئ ومهاجر -حسب تقارير حكومية-، إذ يمثلون ضغطا اقتصاديا على موازنتها المنهكة وخطرا على نسيجها الاجتماعي.
وفي التفاصيل، عاش اللاجئون السوريون ليلة عصيبة في ولاية قيصري التركية التي شهدت أحداث شغب واعتداءات أتراك على ممتلكاتهم، بعد اعتقال سوري للاشتباه في تحرشه بقاصر تركية.
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على منصات التواصل الاجتماعي، مهاجمة مجموعة من الشباب التركي وهم يحطمون نافذة محل بقالة لأحد السوريين، قبل إشعال النيران فيه.
وتجول مجموعة شباب تركي يحملون آلات حادة و"شوم" في شوارع مدينة قيصري، وعمدوا إلى تحطيم الدرجات النارية والسيارات والممتلكات الخاصة بالسوريين، وسط هتافات تقول: "لا نريد مزيدا من السوريين! لا نريد مزيدا من الأجانب!".
وقال شاب سوري، أحد سكان الحي الذي بدأت منه الاعتداءات وأعمال الشغب، إن هناك حالة من الرعب داخل المدينة بعد محاولة شباب أتراك غاضبون اقتحام منازل سوريين بعد ما أحرقوا السيارات والمحال التجارية وممتلكات السوريين، حسب ما نقله تلفزيون سوريا.
الطفلة سورية وليست تركية
وذكرت السلطات في ولاية قيصري، في بيان، أن الطفلة المعتدى عليها سورية وليست تركية، وأن الشاب ابن عمها ويعاني من اضطرابات عقلية.
كما أعلنت اعتقال المتهم من قبل وحدات الأمن، ووضع الطفلة تحت الحماية من قبل الجهات المختصة.
ودعت السلطات في المواطنين في المدينة إلى التحلي بالهدوء وعدم الانخراط في أي تصرفات تضر بالأمن.
الشرطة تحاول تهدئة الأجواء
وفي حين أظهرت صور ومقاطع فيديو حجم الدمار والأضرار التي لحقت بممتلكات السوريين في مدينة قيصري، انتشرت قوات من الشرطة في المدينة محاولة تهدئة الأجواء.
وقال قائد شرطة قيصري، أتانور أيدين، في تسجيل مصور، لسكان الحي الذي شهد أعمال شغب، "أعدكم بأنه سيتم اتخاذ جميع الإجراءات ضد المتهم، بما في ذلك ترحيله هو عائلته".
وأضاف أيدين: "سنفعل ما هو ضروري"، مطالبا جميع سكان المدينة بالهدوء والعودة إلى منازلهم.
وأعلنت وزارة الأسرة والخدمات الاجتماعية التركية عن وضع الطفلة السورية، التي تعرضت للتحرش المزعوم من قبل شاب سوري في ولاية قيصري، تحت حماية الدولة برفقة أشقائها ووالدتها بعد استكمال الإجراءات في مركز الشرطة.
وأشارت الوزارة في بيان، إلى أنه تم وضع الطفلة الضحية وإخوتها ووالدتها تحت حماية الدولة، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي اللازم لهم، مؤكدة على متابعتها الحثيثة لقضية المحاكمة، لضمان حصول "الجاني" على أقصى عقوبة ممكنة.
وتابعت: "وُضعت الطفلة الضحية وإخوتها ووالدتها تحت حماية الدولة بعد استكمال الإجراءات في مركز الشرطة، كما بدأ فريقنا المختص بتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للطفلة وعائلتها، كوزارة، سنتابع عن كثب قضية المحاكمة لضمان حصول الجاني على أقسى عقوبة".
توقيف 67 شخصًا
أعلن وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، عن توقيف 67 شخصًا على خلفية الأحداث التي جرت ليلة الأحد.
وقال الوزير، على موقع إكس، إن "المواطنين تجمعوا في المنطقة بعد ذلك، وتصرفوا بطريقة غير لائقة بقيمنا الإنسانية، حيث قاموا بأعمال غير قانونية وألحقوا أضرارًا بمنازل ومحلات وسيارات تعود لأشخاص يحملون الجنسية السورية".
وأضاف الوزير أن قوات الأمن تدخلت في الأحداث، واستطاعت إيقاف الهجمات وتفريق التجمعات بعد الساعة الثانية من منتصف ليلة البارحة، وتركيا دولة قانون، قوات أمننا تواصل مكافحة جميع الجرائم والمجرمين كما كانت تفعل دائمًا، العدالة التركية النبيلة تمنح المجرمين العقوبات التي يستحقونها".
وتابع أنه "لا يمكن قبول أن يقوم مواطنونا بإلحاق الأذى بالممتلكات العامة والخاصة دون مراعاة النظام العام والأمن وحقوق الإنسان، ولا يمكننا السماح بعداء الأجانب الذي لا يوجد في عقيدتنا، ولا في قيمنا الحضارية، ولا في تاريخ أمتنا العظيمة".
مطالب بترحيل السوريين
وفجرت حادثة قيصري موجة من مطالبة المعارضين الأتراك بترحيل جميع اللاجئين إلى بلادهم.
النائب عن حزب الشعب الجمهوري المعارض في قيصري، أشكين جينج، قد حضر موقع الحادث وقال: "أزمة الهجرة التي تتزايد يومًا بعد يوم هي نتيجة لسياسات الحكومة غير الاهتمامية وعدم إيجاد الحلول".
وأضاف جينج: "يجب على تركيا وضع سياسة هجرة تهتم بالسلام الاجتماعي على الفور".
وبدوره، قال مرشح الرئاسة التركية السابق سنان أوغان، إن "الحادثة أظهرت مرة أخرى أن أحداثًا مماثلة يمكن أن تحدث في أي وقت في بلدنا حيث يوجد الكثير من اللاجئين".
وأشار إلى أن "إعادة ما يقرب من 900 ألف لاجئ منذ الانتخابات الرئاسية الأخيرة أمر مهم ولكنه غير كاف، ومن الضروري أن يتم توسيع نطاق عملية عمليات الترحيل وتسريعها".
3.2 مليون لاجئ سوري في تركيا
تستضيف تركيا نحو 3.2 مليون لاجئ سوري فروا من الحرب في بلادهم منذ أكثر من 10 سنوات، يتركز أغلبهم في ولاية قيصري.