أزمة دبلوماسية حادة بين فرنسا وإيطاليا
تصاعدت حدة الخلاف المستمر منذ فترة طويلة بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والحكومة الشعبوية في إيطاليا الخميس، وذلك بعد أن استدعت فرنسا سفيرها من روما.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إن استدعاء السفير تم لإجراء مشاورات ردا على "التدخل" الإيطالي في الشؤون الداخلية الفرنسية.
وتأتي هذه الخطوة بعد أيام من اجتماع نائب رئيس الوزراء الإيطالي لويجي دي مايو في باريس مع أعضاء من حركة " السترات الصفراء" الاحتجاجية، التي تحولت تظاهراتها الأسبوعية عدة مرات إلى مصادمات مع قوات الأمن.
ويعد استدعاء السفير توبيخا قاسيا من الناحية الدبلوماسية، وهو إجراء غير مألوف بين عضوين في الاتحاد الأوروبي.
ولطالما برزت خلافات ماكرون مع نائب رئيس الوزراء الإيطالي الآخر، ماتيو سالفيني، من حزب الرابطة اليميني المتطرف، لا سيما في قضايا الهجرة.
وصوّر الرجلان الانتخابات الأوروبية المقبلة على أنها منافسة بين موقف ماكرون المؤيد للاتحاد الأوروبي والمواقف المناهضة للهجرة والمشككة في التكتل الأوروبي في حلف سالفيني وحلفائه، مثل الزعيمة الفرنسية المتطرفة مارين لوبان ورئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان.
والتقى دي مايو، الذي يرأس حركة خمس نجوم في إيطاليا ، يوم الثلاثاء الماضي ، مع ناشطين فرنسيين من " السترات الصفراء" يعتزمون خوض الانتخابات في مايو المقبل، وقال في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": " لقد تجاوزت رياح التغيير جبال الألب".
وردت فرنسا بغضب.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية الخميس، إن " أحدث تدخل هو استفزاز إضافي وغير مقبول."
وأضاف البيان أن فرنسا عانت أشهرا من "الاتهامات المتكررة ، والهجمات التي لا أساس لها من الصحة، والبيانات المتطرفة"، وأصبح الوضع "لا مثيل له " منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وقال دي مايو في حسابه على موقع فيسبوك " هاجم الرئيس ماكرون بعنف عدة مرات الحكومة الإيطالية بدوافع سياسية فيما يتعلق بالانتخابات الأوروبية".
واعتبر زعيم حركة "خمس نجوم" الشعبوية إن اجتماعه في باريس مع متظاهري " السترات الصفراء" والمرشحين المرتقبين في الانتخابات الأوروبية كان " مشروعا للغاية"، تمامًا كما يحق لحزب ماكرون الوسطي تشكيل تحالفا مع أحزاب يسار الوسط الإيطالية المعارضة.