الأحد 08 سبتمبر 2024 الموافق 05 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

بلطجة ومماطلة وتلاعب.. كيف تستخدم إسرائيل المفاوضات كسلاح؟

الرئيس نيوز

تستخدم حكومة الاحتلال الإسرائيلي تجويع المدنيين أسلوبًا للحرب في قطاع غزة، ما يشكل جريمة حرب ويتعمد جيش الاحتلال الإسرائيلي منع إيصال المياه والغذاء والوقود، ويعرقل عمدًا المساعدات الإنسانية ومنذ هجوم 7 أكتوبر 2023، أدلى مسؤولون إسرائيليون بتصريحات علنية أعربوا فيها عن نيتهم حرمان المدنيين في غزة من الغذاء والمياه والوقود، وهذه التصريحات انعكست في العمليات العسكرية التي تنفذها القوات الإسرائيلية.

ويحظر القانون الإنساني الدولي تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب، ويعتبر ذلك جريمة حرب1. قادة العالم يجب أن يرفعوا أصواتهم ضد هذه الجريمة البغيضة التي تؤثر بشكل كبير على سكان غزة، وفقًا لصحيفة وورلد كرنش.

طوال ثلاثة عقود، ركزت مفاوضات حل القضية الفلسطينية على إعطاء إسرائيل ضمانات وتطمينات خوفا على أمنها واستمرار وجودها، وليس إنهاء الاحتلال ومعاناة الفلسطينيين.

وما زال المراقبون يتذكرون ذلك اليوم من شهر مايو 1994، عندما وقف ياسر عرفات، مبتسمًا أمام الصحفيين، ورفع ملفًا أسود كبيرًا في الهواء وقال بسعادة غامرة: "هذا هو الاتفاق أخيرًا"، وكان ذلك بعد أن أسفرت جولة صعبة ومرهقة من المفاوضات عن الاتفاق بشأن قطاع غزة ومنطقة أريحا (المعروف أيضا باسم اتفاق غزة أريحا أو اتفاق القاهرة عام 1994)، الذي أنشأ الحكم الذاتي في قطاع غزة وأريحا في الضفة الغربية ضمن اتفاقيات أوسلو.

ويناقش الخبراء بتعمق شروط الحكم الذاتي الفلسطيني في هذين الجزأين من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وهو من القضايا التي قتلت بحثًا وكان بمثابة اختبار أولي لنقل المزيد من السلطات إلى السلطة الفلسطينية بقيادة عرفات في مناطق أخرى من الضفة الغربية.

وبطبيعة الحال، تضمن الاتفاق عدد القوات الفلسطينية التي سيسمح لها بالدخول إلى غزة وأريحا؛ ونوع أسلحتهم (المسدسات فقط)؛ وصلاحياتهم؛ مواقع انتشارهم؛ موافقة إسرائيل المسبقة على أسماء جميع أفراد الشرطة الفلسطينية؛ وحتى الملابس التي سيرتدونها.

ومن شأن التفاصيل الدقيقة للاتفاق أن تعطي إسرائيل في وقت لاحق ذريعة للغزو، بحجة أن الفلسطينيين لم يلتزموا بتعهداتهم ولم تقتصر الأسباب الإسرائيلية على الأمور الأمنية فحسب؛ وتضمنت مطالب مثل مكافحة ما تعتبره الدولة اليهودية "ثقافة العنف"، ويعتبره الفلسطينيون والعالم "مقاومة مسلحة"، وتغيير مناهج التعليم التي لا تعترف بشرعية دولة إسرائيل، وبالطبع مواجهة الجماعات الفلسطينية المسلحة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الدولة اليهودية لا تزال تعتد على تحويل المفاوضات إلى أسلحة عبر أساليب البلطجة ووالمماطلة والتلاعب.