أبرز ما تضمنته أولى المناظرات في السباق الرئاسي الأمريكي 2024
واجه الرئيس الأمريكي جو بايدن سلفه في البيت الأبيض دونالد ترامب، ليل الخميس الجمعة، في مناظرة تلفزيونية نظمتها شبكة سي إن إن، وبدأت من بوابة الاقتصاد التي هي على رأس أولويات الشعب الأمريكي ولم تكن المناظرة مجرد حدث انتخابي، بل كانت معركة ساخنة حملت في طياتها توجهات مستقبلية مهمة للأمة الأمريكية، كما أنها تلعب دورا كبيرا في تحديد مسار السياسة الأمريكية ومكانتها في المشهد العالمي. وتأتي ضمن مناظرتين تم الاتفاق بشأنهما في إطار الحملات الانتخابية في السباق الرئاسي، وفقًا لموقع فرانس 24 الإخباري.
قال بايدن إنه تم التعامل مع الاقتصاد الذي وصفه "بالمنهار" خلال فترة ترامب من خلال إنشاء فرص عمل جديدة، وأضاف: "الطبقة الوسطى كانت تعاني وكنا نواجه مشاكل مع أسعار المنازل والوقود وأسعار المواد الأساسية.. عندما غادر ترامب كانت هناك فوضى".
وبحسب بايدن، فإن ترامب هو المسؤول عن ارتفاع الدين الوطني، وقال: "كان الدين خلال ولايته أكبر من أي فترة أخرى في تاريخ أمريكا، وخفض الضرائب على الأثرياء، ولو أنهم قدموا أربعة وعشرين أو خمسة وعشرين بالمئة لتمكنا من الحصول على أموال للقضاء على الدين وتعزيز نظام الرعاية الصحية والسماح لمساعدة الأمريكيين للتعامل مع مشاكل كثيرة".
في المقابل، رفض ترامب اتهامات بايدن له بشأن الاقتصاد، وقال: "تخفيض الضرائب على الشركات كان يعيد مئات المليارات من الدولارات، وبدأنا في سداد الديون ثم جاءت الجائحة ووفرنا كل العلاجات".
كما اتهم ترامب بايدن بتدمير الضمان الاجتماعي، والتأمين الصحي، ووصف ما فعله بايدن في هذا الشأن " بالإجرامي" على حد تعبيره.
"حرب عالمية ثالثة"
وكان للسياسة الخارجية نصيب كبير في المناظرة، وعبر كل من الطرفين عن رأيه فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا وغزة. وحمل ترامب بايدن مسؤولية مقتل الكثير من الناس من جراء الحرب في أوكرانيا واتهمه بتشجيع روسيا على ذلك وجر العالم إلى "حرب عالمية ثالثة".
وأضاف: "هذه حرب ما كان يجب أن تبدأ لو كان هناك قائد، هذه الحرب سوف تنتهي قبل أن أستلم منصبي في العشرين من يناير، الناس تقتل وسوف أسوي المسألة".
أما بايدن، فقد شدد على أهمية مواصلة دعم أوكرانيا ضد روسيا، وأن كل الأموال التي قدمتها إدارته هي عبر الأسلحة التي تصنع في أمريكا، وأضاف: "بوتين يسعى الى إعادة الجمهورية السوفيتية، ولو نجح في الحرب فإنه سيستمر".
الحرب على غزة
انتقد ترامب سياسات بايدن التي زعم أنها كانت السبب وراء وقوع هجوم السابع من أكتوبر، وأضاف "بايدن يقول إن حماس هي التي لا تريد وقف إطلاق النار، ولكن إسرائيل هي التي لا تريد وقف إطلاق النار، عليهم إنهاء الأمر".
كما وصف ترامب بايدن "بالفلسطيني السيئ" في إشارة لتأييد الرئيس الأمريكي للفلسطينيين على حساب إسرائيل، على حد تعبيره.
"مناظرة حماسية"
وقال الخبير في الشأن الأمريكي، وليد الهشلمون، إن المناظرة اتسمت بالحماس والتوترات المتزايدة، إذ سعى كل من المرشحين إلى إظهار قوته السياسية واستعداده للقيادة في ظل الظروف الصعبة التي تواجه الولايات المتحدة.
وأشار إلى أن بايدن قد سعى من خلال المناظرة إلى تعزيز إنجازاته وخططه للمستقبل، فيما تباهى ترامب بسجله الرئاسي السابق وسعى للتركيز على طرح رؤيته لتحقيق التغيير وإعادة تشكيل السياسة الأمريكية.
وأضاف الهشلمون، أن استطلاعات الرأي العام التي ستجري بعد هذه المناظرة تشكل أهمية كبيره لمعرفة ردت فعل الناخب الأمريكي عليها، ومن المهم جدا متابعة العديد منها للتوصل إلى نتائج أكثر دقة تتعلق بنسبة قناعة الناخبين الأمريكيين بكل من المرشحين، وحجم التأثير الحاصل من جراء لغة المرشحين وأدائهما الذي بدا ضعيفا من جهة بايدن ولم يأت بجديد من جهة ترامب.
"أداء بايدن كان مخيبا للآمال"
من جهتها، وصفت مديرة الاتصالات السابقة في إدارة الرئيس بايدن كاتي بيدينغفيلد على قناة "سي إن إن" بعد المناظرة الرئاسية، أداء الرئيس بايدن بأنه "مخيب حقا للآمال"، فيما وصف السياسي الأمريكي فرانك لونتز المناظرة بـ"الزلزال السياسي" وبـ"الكارثة غير المسبوقة" للديمقراطيين.
وشهدت الساعات الأخيرة المناظرة التاريخية الرئيس الأمريكي بين جو بايدن، مرشح الديمقراطيين، والرئيس السابق دونالد ترامب، مرشح الجمهوريين في سباق العام الجاري إلى البيت الأبيض، وأثارت المناظرة الكثير من الانتباه والتعليقات، وفقًا لصحيفة نيويورك بوست، وتكمن أهمية المناظرة في أنها تعتبر الأولى في تاريخ الولايات المتحدة التي تجمع بين رئيس حالي ورئيس سابق.
وقالت صحيفة شيكاغو تربيون إن المناظرة شهدت تبادلًا للاتهامات بين المرشحين حول قضايا مثل الإجهاض وإدارة الاقتصاد والمهاجرين، بالإضافة إلى النزاعات الدائرة في أوكرانيا وغزة، ودور الولايات المتحدة فيها.
الأداء والتقييم:
تحدث بايدن وترامب عن حرب غزة، حيث أشار بايدن إلى أن “الطرف الوحيد الذي يريد استمرار الحرب هو حماس”، مؤكدًا أن الولايات المتحدة تواصل دعم إسرائيل، وقبل المناظرة، كانت التقييمات تشير إلى تفوق ترامب في التفاعلات على وسائل التواصل الاجتماعي.
القواعد والتنظيم:
تم تنظيم المناظرة دون مصافحة بين المرشحين، وأُقيمت في مدينة أتلانتا، بولاية جورجيا، كما تم تحديد مدة المناظرة بتسعين دقيقة مع فواصل إعلانية، ولم يُسمح للمرشحين بالتحدث مع مساعديهم خلال فترات الإعلانات في النهاية، كانت هذه المناظرة فرصة للمرشحين للتعبير عن آرائهم وتقديم رؤيتهم للمستقبل كما يبدو أن الانتخابات الرئاسية لهذا العام ستكون مثيرة ومحمومة.
أبرز الملفات والنقاط
تمت مناقشة العديد من النقاط المهمة في المناظرة بين ترامب وبايدن؛ وعن الاقتصاد والوظائف، تحدث المرشحان عن خططهما لتعزيز الاقتصاد وخلق وظائف جديدة.
وأشار ترامب إلى تحقيق نمو اقتصادي قوي قبل جائحة كوفيد-19، في حين أكد بايدن على أهمية دعم الطبقة الوسطى وتحسين البنية التحتية، وعن ملف الصحة والتأمين الصحي؛ تناول المرشحان قضية التأمين الصحي والرعاية الصحية العامة ودعا بايدن إلى تعزيز “أوباماكير” (قانون الرعاية الصحية الشاملة)، في حين أعرب ترامب عن رغبته في إلغائه واستبداله بنظام آخر.
أما فيما يتعلق بملف التغير المناخي والبيئة، فقد تحدث بايدن عن خططه للتصدي لتغير المناخ والانتقال إلى الطاقة المتجددة في حين أكد ترامب على أهمية دعم وتعزيز صناعة النفط والغاز الطبيعي، والوقود التقليدي، وعن العلاقات الخارجية والأمن القومي، تناولت المناظرة العلاقات مع روسيا والصين والنزاعات في الشرق الأوسط كما أشار ترامب إلى تحقيق تقدم في العلاقات مع كوريا الشمالية، بينما أكد بايدن على أهمية الدبلوماسية والتحالفات الدولية.
تفاعلات مثيرة
وقعت تفاعلات مثيرة بين ترامب وبايدن خلال المناظرة ومن اللحظات البارزة تلك اللحظات التي تبادل فيها المتنافسان الهجوم الشخصي على بعضهما البعض، وكال كل منهما الانتقادات للآخر، فاتهم ترامب بايدن بأنه “غير ذكي” و"ليس لديه الخبرة الكافية". ليرد بايدن بالقول إن ترامب “لا يعرف كيف يدير البلاد”.
التحقق من المعلومات:
قام المرشحان بتحدي بعضهما البعض بشأن الأرقام والإحصائيات، مما أدى إلى تحقق الصحفيين من المعلومات والحقائق أثناء المناظرة، وشهدت المناظرة لحظات من التوتر والمقاطعة، فقد حاول كل مرشح مقاطعة حديث الآخر أثناء الإجابة على الأسئلة، ما يعكس حدة المنافسة بين المرشحين وتباين وجهة نظرهما بشأن الهجرة والعنف والعلاقات الخارجية.