عاجل| "خيارات متعددة".. خبراء يكشفون بدائل تحرر مصر من قبضة الغاز الإسرائيلي
أحدثت التصريحات الأخيرة لرئيس الحكومة مصطفى مدبولي، بشأن أسباب تصاعد أزمة الكهرباء وزيادة فترات الانقطاع، حالة واسعة من الاستياء، وعكس ذلك تدوينات رواد مواقع التواصل الاجتماعي؛ خاصة أن الحكومة أرجعت سبب الأزمة إلى توقف إمدادات الغاز من الخارج، وتحديدا من إسرائيل بسبب توقف إحدى الحقول المنتجة للغاز عن العمل.
حالة الاستياء؛ تسبب فيها إقرار الحكومة باعتمادنا على الغاز المستورد من إسرائيل، واستخدامه في تشغيل محطات كهرباء، إذ كيف تحولنا من دولة مصدرة للغاز إلى أخرى تعتمد في وارداتها على إسرائيل وبالتالي رهن ذلك الملف بيد عدونا التاريخي.
وتساءل الرواد كيف تضاءل حلم التحول لمركز إقليمي للطاقة إلى درجة توقف محطات الكهرباء بسبب نقص إمدادات الغاز والمازوت المشغلين لتلك المحطات؟
وقال مدبولي خلال وقت سابق إن توقّف حقل غاز في “إحدى الدول المجاورة لنا” أوقف الإنتاج مدة 12 ساعة مما أثر في إمدادات الطاقة لدينا. ولفت إلى أنه وجه وزير البترول للتعاقد بشكل فوري على الوقود اللازم لتشغيل محطات الكهرباء، على أن نصل إلى وقف انقطاع الكهرباء في الأسبوع الثالث من يوليو المقبل.
فشل ذريع
أستاذ هندسة البترول والطاقة، رمضان أبو العلا، انتقد تصريحات الحكومة بشأن توقف إمدادات الغاز الواردة من الخارج، مما أدى إلى زيادة فترات انقطاع التيار الكهربائي في مصر، وقال في تصريحات خاصة لـ"الرئيس نيوز" إن العنوان العريض للحكومة المستقيلة هو الفشل الذريع وتحديدا في ملف التنقيب عن الغاز في منطقة شرق المتوسط الغنية بالاكتشافات الغازية.
وأضاف أبو العلا: "الحكومة لا تزال تعيش على اكتشاف وتشغيل حقل الظهر من قبل حكومة الدكتور شريف إسماعيل. لدينا تساؤلات مشروعة كخبراء بترول ما السبب في وقف التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط؛ على الرغم من أنها منطقة غنية جدا بحقول الغاز الضخمة التي لا تقل في مخزونها عن حقل ظهر، وفق عمليات المسح الجيولوجي".
وتساءل: "أين دور منتدى غاز شرق المتوسط الذي تم تدشينه مؤخرا ويتخذ من القاهرة مقرا له؟ فوفق ميثاقه فإن الدول المشاركة في المنتدى تتدخل في حال الطوارئ وتمد دول المنتدى بما تحتاجه من غاز حسب الحاجة".
وأكد أبو العلا أنه لا مفر من البحث والتنقيب عن الغاز في شرق المتوسط، خاصة مع وجود خطة طموحة لتحويل مصر إلى دولة إقليمية في الطاقة.
وأشار إلى أن احتياطات مصر من الغاز كبيرة، وحصر أزمة الكهرباء في وقف الوارد من خارج غير دقيقة، وعلى حكومة تصريف الأعمال الحالية أن تتوقف عن مثل هذه التصريحات.
أما أستاذة الاقتصاد، عالية المهدي، تساءلت ما العلة أو الاعتبارات التي تحصر استيرادنا للغاز من إسرائيل، رغم وجود دول كبيرة في المنطقة وخارجها تملك احتياطات كبيرة من الغاز، مثل روسيا وقطر وإيران والجزائر وليبيا؟ ما العلة في الإبقاء على الاستيراد فقط من إسرائيل؟
وقالت المهدي في تصريح خاص لـ"الرئيس نيوز" إن هناك أسواق حرة من الممكن الحصول من خلالها على شاحنات للغاز المسال من غير اتفاقيات مبرمة سابقا؛ وهذا ليس عيبا ولا سرا أن يتم الإعلان عنه، متساءلة: لماذا يتم رهن احتياجاتنا للغاز على دولة بعينها، ومن الممكن تحت أي مبرر معقول أو غير معقول أن توقف إمداد الغاز لنا.
وأكدت أستاذة الاقتصاد أن الاتفاقيات تحوي بنودا مثل حدوث القوى القاهرة التي تمنع الاستمرار في إمدادات الغاز في الوقت الحالي، وهو ما قد تعتمد عليه تلك الدولة في وقف إمدادات الغاز منها، لذلك الأحرى بنا أن ننوع مصادر حصولنا على الغاز.
وسبق أن كتبت المهدي عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "دلوقتي احنا حوالينا دول من أهم الدول المنتجة والمصدرة للغاز في الشرق الأوسط والعالم أولا ليبيا والجزائر ودي دول إنتاجها أكبر كتير من إسرائيل ومن مصر.. ليه مش بنستورد منهم؟
ثانيا قطر… من أكبر الدول المصدرة للغاز في العالم!!!!
ثالثا روسيا أكبر دولة مصدرة للغاز في العالم!!!
ليه مش بنستورد منهم؟ وأكيد أسعارهم مش مبالغ فيها.. وكمان دولة زي ليبيا قريبة جدا من مصر وممكن نعمل خط أنابيب بري معاها.. الحقيقة مش فاهمة ليه الإصرار على الاستيراد من الدولة إياها بقرفها.. ما نستورد من أي دولة من الدول المصدرة للغاز والقريبة نسبيا مننا".
بدوره، قال المستشار محمد الحمصاني، المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى، إن مصر ليست تحت رحمة أحد، ويمكنها استيراد احتياجاتها من أي دولة تنتج الغاز والمازوت.
وأعلنت وزارتا الكهرباء والبترول، استمرار خطة تخفيف الأحمال الكهربائية التي بدأ تطبيقها بمقدار ساعة إضافية لتستقر عند 3 ساعات، حتى نهاية الأسبوع الجاري. وقال مدبولي: “سنحتاج إلى ما قيمته مليار دولار من واردات المازوت والغاز الطبيعي لقضاء فصل الصيف دون انقطاع للكهرباء”.