بعد تحذيرات المجاعة.. مطالب واسعة برفع القيود عن شحنات الأغذية إلى غزة
حفزت التحذيرات من وقوع مجاعة عامة في غزة المزيد والمزيد من الدعوات لرفع القيود المفروضة على شحنات المواد الغذائية المتجهة إلى القطاع المحاصر في إطار الجهود الإغاثية الدولية والأممية، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز.
ونقلت التايمز عن أعضاء لجنة خبراء تدعمها الأمم المتحدة قولهم إن الحرب الدائرة في غزة خلقت نقصًا كارثيا في الغذاء لكنها لم تصل إلى حد إعلان المجاعة بعد، وإن كانت المجاعة وشيكة في ظل استمرار الظروف الراهنة، إذ واجهت المساعدات الإنسانية صعوبات في دخول غزة بسبب القيود التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على الحدود، بما في ذلك أعمال التفتيش والرفض التعسفي لدخول الطعام وبعد ظهور أدلة جديدة على أن قطاع غزة على شفا مجاعة يخشى منها منذ فترة طويلة، دعت منظمات الإغاثة والقادة الدوليون اليوم الثلاثاء إلى رفع القيود الحدودية التي تساهم في خنق إمدادات الغذاء إلى القطاع.
وقال فيليب لازاريني، رئيس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة: "نحن بحاجة إلى مساعدات مستدامة وذات مغزى ومتواصلة في قطاع غزة إذا أردنا عكس اتجاه وضع الجوع".
وتأتي هذه المناشدات في أعقاب نشر تقرير في وقت سابق من اليوم من لجنة من الخبراء العالميين الذين وجدوا أنه بعد أكثر من ثمانية أشهر من الحرب بين إسرائيل وحماس، يواجه ما يقرب من نصف مليون من سكان غزة المجاعة بسبب النقص الكارثي في الغذاء ولم يصلوا إلى حد القول بأن المجاعة قد بدأت.
وقالت سالي أبي خليل، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة غوث اللاجئين: "الأرقام الواردة في هذا التقرير هي شهادة مخزية على فشل زعماء العالم في الاستجابة للتحذيرات السابقة ومحاسبة إسرائيل على استخدامها المتعمد للمجاعة كسلاح حرب".
وقال مسؤولون إسرائيليون منذ أشهر إنه لا يوجد حد لكمية الغذاء والمساعدات الأخرى التي يمكن أن تدخل غزة.
وفي الأسابيع الأخيرة، زادت إسرائيل عدد المركبات التجارية التي تحمل المواد الغذائية والسلع الأخرى عبر الحدود ولكن تور وينيسلاند منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط أوضح في تصريحات أمام مجلس الأمن يوم الثلاثاء إن الزيادة ليست كافية.
وبعد إصدار تقرير تحذيري من المجاعة ضمن التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، ردد وينيسلاند دعوات طويلة الأمد من جماعات المساعدة وحقوق الإنسان لإسرائيل لفتح المزيد من المعابر الحدودية إلى غزة.
وقال وينيسلاند: "في حين أنه من الإيجابي أن إسرائيل فتحت نقاط دخول إضافية للمساعدات الإنسانية، فقد تم إغلاق نقاط أخرى" مضيفًا: “من الضروري فتح جميع نقاط الوصول الضرورية وتشغيلها”.
وتناول مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة النتائج التي توصل إليها خبراء الأمن الغذائي في اجتماع عقد في نيويورك يوم الثلاثاء، حيث حث الدبلوماسيون على التحرك فلا يزال الجوع يشكل تحديًا كبيرًا يواجه الكثيرين في غزة.
ونقلت التايمز عن السفيرة الأمريكية ليندا توماس جرينفيلد قولها إن التقرير أوضح "بشكل مثير للقلق" أنه يجب زيادة المساعدات الإنسانية في أنحاء غزة وأن "الوضع معرض لخطر التدهور السريع".
ومن جانبه، أوضح جوناثان ميلر، نائب الممثل الدائم لإسرائيل لدى الأمم المتحدة، أن "المشكلة كانت ولا تزال تكمن في جمع وتوزيع هذه المساعدات من قبل الأمم المتحدة"، فضلًا عن الهجمات على قوافل المساعدات من قبل مجهولين.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن المشكلة لا تكمن في نقص المساعدات فحسب، بل في انهيار القانون والنظام الذي يجعل تسليمها صعبا.
وقال المتحدث ماثيو ميلر أيضًا إنه على الرغم من أن الرصيف الذي أنشأته الولايات المتحدة وعمليات الإنزال الجوي ساعدت، إلا أنه "لا يوجد بديل عن الطريق البري" في إيصال المساعدات.