الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

موسم ممطر أقل من المتوسط.. تداعيات خطيرة للملء الخامس لسد النهضة على مصر والسودان

الرئيس نيوز

أظهرت صور استعدادات أديس أبابا للملء الخامس لسد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على مياه النيل الأزرق وترفض إبرام أي اتفاق قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل السد مع دولتي المصب مصر والسودان. 

كانت إثيوبيا تمكنت خلال الفترة الماضية من تخزين نحو 45 مليار متر مكعب من المياه في بحيرة سد النهضة التي من المتوقع أن يتم ملؤها بنحو 72 مليار متر مكعب من المياه. 

وتقول مصر إن الملء العشوائي لسد النهضة يتسبب في إنقاص الحصة السنوية لمصر من مياه النيل، وسيتسبب في إخراج مساحة كبيرة من الأراضي الزراعية عن الخدمة، فضلا عن التأثير السلبي على حصة الفرد من المياه. 

وفق إندبندنت عربية فقد حذر خبراء أن استكمال ملء السد من دون اتفاق ثلاثي بين دولة المنبع ودولتي المصب سيؤثر سلبًا في حصص كل من مصر والسودان، مما قد يتسبب في كارثة مائية.

وقال عدد من الخبراء إن الملء الخامس لخزان السد الإثيوبي بصورة منفردة من قبل أديس أبابا، يشكل خطرًا حقيقيًا على مصالح مصر والسودان المائية، وبخاصة في ظل تضاؤل كمية الأمطار التي تهطل الآن في إثيوبيا، إذ سجلت المتابعات الجوية أن الموسم الحالي يعد أقل من المتوسط، وفي حال استمراره بالوتيرة الحالية ذاتها فإن إثيوبيا سوف تحتجز جزءًا كبيرًا منه للملء الخامس، ولن تصل إلى مصر والسودان الحصص المرتقبة، مما ينذر بدخول الوضع المائي لدولتي المصب في "حال حرجة".

بدوره نشر المتخصص المصري أستاذ المياه في جامعة القاهرة عباس شراقي توضيحًا مفصلًا حول الوضع المائي الحالي، كاشفًا أن كمية التخزين في الملء الخامس لخزان السد يمكن أن تراوح ما بين عدة مليارات وقد تصل إلى 23 مليار متر مكعب كحد أقصى، وفي هذه الحال يكون التخزين الأخير، وتتوقف كمية المياه فى التخزين الخامس على قدرة إثيوبيا فى تركيب وتشغيل أكبر عدد من التوربينات الـ 11 المتبقية، وإن لم تستطع تشغيلها فليس من مصلحتها ملء الخزان كاملًا من دون استفادة لأن ذلك يمثل ضغطًا كبيرًا على السدين الرئيس الخرساني والمكمل الركامي.

وأضاف شراقي عبر حسابه على "فيسبوك" أنه "نظرًا إلى توقف المفاوضات وعدم وجود اتفاق يحدد كمية التخزين، فستقرر إثيوبيا بمفردها كمية التخزين والتشغيل".

ونوه إلى أنه "في جميع الأحوال فإن مصر قادرة على عدم وصول أضرار التخزين الخامس إلى المواطن المصري بسبب السد العالي، ولكن هذا لا يمنع الحكومة المصرية من العمل جاهدة للحفاظ على الحقوق المائية المصرية".

وحول عزم إثيوبيا البدء في الملء الخامس الشهر القادم من دون تنسيق سابق مع مصر، قال عضو لجنة التفاوض المصري لسد النهضة علاء الظواهري، إن "قرار الحكومة الإثيوبية جاء بصورة منفردة مع اقتناعها بأحقية إدارة وتشغيل السد بصورة مستقلة، واعتبارها أن التنسيق مع دول المصب أو التشاور يُعد تدخلًا في الشأن الداخلي الإثيوبي، وهذا غير صحيح".

وطالب بضرورة تكثيف الضغوط الدولية على أديس أبابا من أجل التوصل إلى اتفاق مبدئي بين الدول الثلاث قبل الذهاب إلى الملء الخامس الذي قد يؤثر في حصص مصر والسودان.